دلال بدر - هذيـــــان..

صوت تفتق
من حنجرة الجبل
ليتسلل الى مسامع راع
كان في البرية يقف على أغنامه .

صوت عبث باوتاره
ليحكي له شيئا عن تعويذة الخلود..ربما !

....
بعينين غاب عنهما بياضهما
إعتلى الراعي ظهر بغلته
ومضى الى هناك
إلى حيث الصوت - خلف الجبل !

مخلفا وراءه طعامه والاغنام !
...

ولما غاب الراعي
ولم يعد يظهر له أثر
عاد الصوت من جديد
يترنم !

فأذعنت له الاغنام
ومعها طيور الخطاف في السماء ..
ومضت إلى هناك
إلى حيث الصوت - خلف الجبل !
....

ولما غابت الاغنام ومعها طيور الخطاف
ولم يعد يظهر لها أثر
عاد الصوت من جديد
يترنم !

تسلل لحنه إلى آذان الكلاب والقطط
الدجاج...والابقاروالدواب ..
و حتى الارانب داخل الجحور !

..إلتحم بأجسادها
ومضى بها الى هناك !
إلى حيث الصوت - خلف الجبل !
....
ولما غابت الكلاب والقطط والدجاج والمواشي ..والارانب .
ولم يعد يظهر لها أثر
عاد الصوت من جديد
يترنم !

هذه المرة نزل الصوت على الاشجار وكل النباتات
في قلب الرذاذا وتسلل إليها عبر المسام .

فأجتثت الأشجار وكل النباتات
من رحم الارض
ومضت إلى هناك !
إلى حيث الصوت - خلف الجبل !

......
ولما غابت الأشجار وكل النباتات
ولم يعد يظهر لها أثر
عاد الصوت من جديد
يترنم

فإهتزت السقوف وبدأت تتهاوى على رؤوس أصحابها الذين استنفروا بثيابهم نحو البرية
إلى أن ذابت ولم تعد غير شبهة حلم .

عندئذ تساءل أهل القرية
حول سر الصوت - الذي - خلف الجبل ؟!!

وعلى خطى الراعي.. الاغنام ،الطيور ،الارانب الكلاب ،القطط ،الدجاج ،المواشي ،الارانب. الاشجار وكل النباتات
الناس أيضا مضوا إلى هناك
إلى حيث الصوت _ خلف جبل !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى