جعفر الديري

قصة قصيرة - جعفر الديري: العيدان الطويلة شاهدة على الأمس، كما هي اليوم. لم يتغيّر في الكوخ شيء؛ سوى أنّ المكان الذي كان يشغره أباه، يحتلّه شقيقه الساعة. وكان أمرا متوقّعا أن يجده كما خلّفه، وإن اكتست ملامحه بتجهّم لم يعهده فيه. أنهى صلالته، فوجده أمامه. إبتسم بهدوء، ثمّ عانقه بحبّ خالص... -...
- جعفر الديري: "الجسر في غبش الفجر مرتقى الروح. إنه لا يزال يعني لي الكثير، موسيقى صاخبة؛ أحملها في جيبي وأخفيها عن عين المارّة". - ألا تكفّ عن هرائك هذا؟ - ولماذا يا جميلة الوجه وسليطة اللسان؟ - لأنّك حالم لا تقف على أرض صلبة - لو انك لمست بيديك جماجم الموتى؛ لما كان مكانك سوى السحاب -...
قصة قصيرة - جعفر الديري: لأنّي يتيم؛ ولأنّ جدّي وجدّتي مشغولان عنّي بلقمة العيش، ولأنّي مطرود من المدرسة؛ محكوم علي بالفشل؛ وجدت متّسعا من الوقت؛ لكي أعيش كما أهوى؛ أخرج وأعود وقتما أشاء. لا أحد يسألني أين كنت؛ ولا ماذا فعلت!. عمري ستّة عشر ربيعا، وقوّة جسمي لا تناسب سنّي؛ فهي أكبر بكثير، لكن...
- جعفر الديري: الوقت يمرّ بطيئا، والفكرة التي تنصرف عن الذهن للحظة؛ تعاود الوثوب بقوّة، والحقيقة أيضا شاخصة للعين، وكذلك الغدر بكل تفاصيله، والغيظ بلغ حدا ينذر بانفجار الرأس، ولا شيء يستطيع أن يصدّ تيار الفكرة المليئة بالعفن. ذكرياته تحفر في الذهن أخاديدا تتوهّج، تصيح به أن لا يستسلم وإلا فإنّ...
- جعفر الديري: ست ساعات مرّت حتى الآن وهو على حاله هذه! ست ساعات والزوجة الوفية المخلصة نائمة في فراشها دون أن تُكلف نفسها أن تطل على هذا الزوج المريض، القابع في مكانه يتألم من أثر حصاة تسدّ مجرى البول، وتدفعه في كل لحظة ليقيء ما في بطنه!. الصالة واسعة، والغرف كبيرة، وجميع من فيها نائمون أو...
قصة قصيرة - جعفر الديري: دعاه زملاء العمل لسهرة في المتنزّه المعروف، وكان الرجل أرملا منذ أعوام ثلاثة. كان قد تقدّم في السن، ومع ما ألقت الشدائد عليه من آثار، بدى أكبر من سنّه بكثير، خصوصا مع كرشه المستدير البارز لكل من يراه، وذلك البياض البغيض في عينه اليمنى. لقد بدى لنفسه وهو يطالع شكله في...
قال الحاج علي؛ إلى رحمة الله يا زوجتي العزيزة، ثم انفجر في البكاء بعد مجاهدته إظهار الحزن أمام أبنائه، حتى إذا سمع صوت أذان الفجر، تحامل على نفسه، فتوضأ، واتّجه إلى المسجد. كانت روحه في غشاء من الحزن؛ فالعمر الذي قضاه مع زوجته شمل كلّ ساعة من ساعات حياته، وكلّ شبر من القرية، حتى هذا المسجد...
طرق الباب بهدوء يناسب بيت أرملة مسنّة. ولم يلبث طويلا حين أطلّت امرأة، سارعت إلى إخفاء وجهها بطرف ثوبها. ابتسم، وقد تخايلت لعينيه تلك الأيّام البهيجة من طفولته: - السلام عليكم. ردّت المرأة، متطلّعة إليه بعينين كليلتين: - وعليكم السلام. - ألست الحاجة أم علي؟ - نعم.. ومن تكون؟ - أنا...
لا يذكر اسم الممثل المصري الراحل محمود مرسي، إلا بالإكبار والتقدير، لمسيرة فنية جاوزت الأربعين عامًا، بدأت العام 1962 بالفيلم السينمائي (أنا الهارب)، وانتهت بوفاته السبت 24 إبريل العام 2004، أثناء تصوير مسلسل (وهج الصيف)، إثر أزمة قلبية حادة. محمود مرسي، يوضع في خانة الفنانين المصريين الكبار،...
أجرى الحوار جعفر الديري: مع ظهوره على سطح الحياة وتلمسه الأشياء في بساطتها الأولى، ومن ثم استقراره في باريس منذ العام ،1984 ظل الفنان السوري زياد دلول مخلصاً لمحاولاته في الولوج بالفن التشكيلي الى آفاق أخرى، محاذراً السكون الى ما هو سائد، استطاع دلول خلال محاولاته المستمرة أن يطوّع علاقته...
عرض - جعفر الديري: ان الكتاب الصينيون جعلوا آراءهم عن الأدب ذكية ومكثفة، ساحرة وعميقة، روحية وهجائية. فعلى سبيل المثال نجد في "الاستهلال العظيم" لكتاب "الأناشيد الكونفوشيوسية"، وهو أقدم الموسوعات عن الشعر الصيني والنبع الثر للشعرية الصينية والفكر الشعري الصيني قوة عظيمة للشعر تعزى اليه المهمة...
قبل شهر واحد من الآن، لم يكن أحد سواء من الغرباء أو الأقرباء، يصدّق أنّه جاوز الأربعين من عمره! أمّا اليوم، فكلّ من يعوده في بيته، أو يلتقيه في أيّ مكان آخر، يحدّثه بهدوء ولين، يناسبان رجلاً هرم في ظرف ثلاثين يوماً، بفعل المرض اللعين! حتىّ العمّال في السوبرماركت القريبة من بيته، تغيّرت...
ثمّة نافذة مفتوحة وهواء منعش يذكّره بالأيام الخوالي. وثمّة زجاجة فارغة وصحن به شيء من المرق. وقطّة تأكل ما تبقى من الطعام على المائدة. وثمّة أشياء كثيرة يمكن أنز تكون موضوعا لقصة جيدة. لكنه لا يكاد يتأهّب للكتابة، حتّى تحلّق فوق رأسه أشباح مختلفة الأشكال، تبدّد كلّ فكرة ممتازة! لا طبيب الأسرة...
اعتبر المفكر والإعلامي السوري محيي الدين اللاذقاني المرحلة الأخيرة من عمر الحسين بن منصور الحلاج المرحلة المسئولة عن إنتاج الفكر الحلاجي الحقيقي. وقال اللاذقاني ان حياة الحلاج تنقسم الى ثلاث مراحل رئيسية: الأولى مرحلة الثائر المتمرد الذي سار مع الزنج ومع القرامطة، والمرحلة الثانية مرحلة التجربة...
ارتفع المدّ حتّى أغرق القاعة!، ووصل إلى شحمتي أذنيها!، حين صحت على صوت القاضي: - سيدتي... ما ردّك على حجج زوجك؟! ولم تكن عاجزة عن الإجابة. لكنّ بلوغ القسوة هذه الدرجة من الاستهانة بمشاعرها، شلّ قدرتها على الكلام، وطمر ما تبقّى من شجاعتها. تطلّعت إلى زوجها، إلاّ أنه مازال يرفض أن يلتفت إليها...

هذا الملف

نصوص
457
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى