توقف الباص الخشبي عصرا امام بيت " حسين السلمان " حيث آتى بنا من مدينتنا " هيت " الى المحمودية ، وقد انحشرنا به جميعا مع كل اغراضنا .
كنا مطمأنين ، ونحن نحط رحالنا في مدينة لا نعرف عنها شيئا ، لسبب بسيط ان احد اقربائنا كان اسمه " محمود " فحسبنا ان هنالك علاقة ما بين محمود والمحمودية !!
ومع صباح...
لسوء حظه هذا اليوم ان عينيه قد سقطتا على لوحة من المرمر يعرضها هذا الخطاط من ضمن الاعمال الفنية المنجزة ، على جدار مشغله .. لم يستطيع للوهلة الاولى استيعاب كل هذا الاضطراب الذي تلبسه وحوله الى ما يشه المخذول قسرا .!!
ان هذا الخطاط وعلى قطعة من حجر المرمر قد اعلن موته وبما لا يدع مجالا للشك ...
... يتغابش الوقت في مسيرة الزمن لصبح قادم .. ينهض مسرعا ، يفحص العجلتين ، ويأذن لدراجته انطلاقة آخرى ، غاذة دورانها ، مخترقة الحقول والمزارع ، عند اول الدرب الى المدرسة التي تم تعيينه فيها ، والتي عدها مكانا سيضخ فيه كل شبابه وعناده وحيويته .. !!
.... دراجة وبأعتراف من نفض يديه من غبار المراقبة...