مريم قوَّش

للأسف! نسيت ان أشحن البطارية اليوم لازدحام النهار بأعبائه الثقيلة التي لا تنتهي، ومع انسدال المغيب، اكتشفت أننا جميعنا سنقضي الليلة في الظلام. أنرتُ الصالة بكشاف الهاتف، وقلت محاولة إضاءة الأمل : انسوا الظلام، وتناسوا صوت الزنانة، وحاولوا أن تتذكروا أجمل موقف حدث اليوم! أجابني عليٌّ ضاحكًا...
اسمي دخانُ الوقتِ، ذاكرتي انتفاضُ الرملِ في وجع الركامْ صمتي أنين دمِي.. ووحدَك يا دميَ والطيرُ يهرب من شظايا الريحِ، وحدك يا دمي والنازحون من الفناء إلى الفناءِ بلا بصيرةْ والموت ممتلئٌ يعبّئ جمرةَ النسيان في وجع الخيامْ وحدي ووحدكَ يا دمِي.. والنزف نزفي آه يا وحدي. وقد كُشف اللثامْ مريم...
وقبرة قرب (وادي القشاش) تسائلني عن نبي المرايا وضوء بمنقارها قد تسرب يفشي الظلالْ رسائل مما وراء الطبيعة أهدي على وعدنا الفلسفي وفستق منطقنا من رحيق الخيالْ توضأ من الحلم إن السراب شحيحٌ و(وأطلس) بلدتنا من حصاد وفرو المياه دم البرتقال * من ديوان رسائل إلى البرتقالي
في قرية الميرمية والأعشاب المرصوفة على خاصرة الجدار ، أرى خالا أزرق يتموج من ورائه وطن، أنظر خلفي للشرق، بينما الحافلة تشق طريقها للغرب. وأنا لي قلبٌ متعلقٌ بالشرق، لي قلب يعشق الشمس وهي تتخمرُ في عين الجبل، مولعٌ بتأمل انفصام الضوء عن بؤبؤ الجبل، وتوديعه آخر خيطان الشروق.. أختلس النظر خلفي...
اقرأ باسم الرب وخذ عكازا واضربْ موجَ البحرِ الأزرقِ حتى يصبحَ بحرينِ !! هذا الموجُ الهادئُ يعرفُ كيفَ يحيلُ خمائلَه سحبًا زرقاءْ! فاجتحْ ذا الريحَ المتصاعدَ في رئتيكْ! وانفخْ في رحمِ العذراءِ غلاما يفني بصقَ الشمسِ ويفشي سرا أنَّ غلامًا بعدَ سنينٍ سوفَ يكونُ نبيَّ اللهْ !

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى