كُفَّ عن شوقٍ إذا الشوقُ نزا
ومشيبُ الرأسِ للرأسِ غزا
وامقٌ أدلفَ في تشرينِهِ
من فصولِ العمرِ أو قد ناهزا
كم قطفتَ الشهدَ من أكوارهِ
وشممتَ الفلَّ عطراً موجزا ..؟!!
ونهلتَ الخمرَ من أدنانهِ
وجعلتَ السكرَ أمراً جائزا
واجتبيتَ الدرَّ من محّارهِ
وتخيّرتَ اللآلي فارزا
وسرقتَ اللونَ من زهر الرُبى...
خيّلتني الراح حتّى خِلتها رَشَفا
كحالمٍ قد أباحَ الدنَّ واغترفا
وما ارتشفتُ سوى وهمي على ظمأٍ
فأيُّ منّا بزعمِ الراحِ قد جنفا...؟!
ياطالبَ الكأسِ ملأى كي تُسرَّ بها
لو أُزلِفَ البحرُ في أطماعهم نشفا
أملنا خيراً وماخيرٌ يصيرُ لنا
حتّى السرابُ الذي يبدو لنا عزفا
كفّي بكفّي وللأقدار وجهتُها
ووجهتي...