بسام الأسبر - مروقٌ فوق قنطرةِ الذكريات

كُفَّ عن شوقٍ إذا الشوقُ نزا
ومشيبُ الرأسِ للرأسِ غزا
وامقٌ أدلفَ في تشرينِهِ
من فصولِ العمرِ أو قد ناهزا
كم قطفتَ الشهدَ من أكوارهِ
وشممتَ الفلَّ عطراً موجزا ..؟!!
ونهلتَ الخمرَ من أدنانهِ
وجعلتَ السكرَ أمراً جائزا
واجتبيتَ الدرَّ من محّارهِ
وتخيّرتَ اللآلي فارزا
وسرقتَ اللونَ من زهر الرُبى
موقظاً وسواسَهُ كي يلمزا
رشفَ العمرُ حلا أطوارهِ
وجرى في كلِّ طورٍ فائزا
عجباً ياقلبُ تصبو حالماً
من يُعيدُ الأمسَ وضعاً ناجزا..؟!!
كُفَ عن حلمٍ عصيٍّ وارعوي
وتخرّى صحوَ فكرٍ رائزا
ربّما آنستَ وهماً شارداً
ودعا التذكارُ طيفاً مُرمزا
عزّت الذكرى لأمسٍ هاربٍ
تركتْ في النفسِ وخزاً موفِزا
ضُمَّ أهدابَ الهوى مُسترسلاً
ببديعِ الحسنِ فيما أُنجِزا
وبه سرّحْ مُناخات الرؤى
واستعذْ بالرُشدِ حتّى يوعِزا

شعر: بسام الأسبر
14/11/2022

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى