الطبقة السياسية (هذا إن كان لا يزال لها وجود) في هذا البلد السعيد، لا تعرف للمسئولية طريقا. إنها هي التي، من ولاية إلى أخرى ومن انتخابات إلى أخري، تركت البابَ مفتوحا على مصراعيه لزواج المال بالسلطة. وهو الزواج الذي أنجب لهذا البلد ليبراليةً متوحشة خربت كل ما يوجد في طريقها، مع العلم، وفي نفس...
الحكومات والبرلمانات المتناوبة على تسيير وتدبير الشأن العام بالمغرب والمجالس المتعاقبة على تسيير وتدبير الشأن المحلي لا يوجدُ بينها اختلاف إلا من حيث أسماء الوزراء والبرلمانيين، نوابا ومستشارين ومن حيث أسماء المستشارين المحلِّيين والرؤساء الجماعيين. الواقع الحقيقي للبلاد لم يتغيَّر. ما تغيَّر هو...
أولا، يجب التَّذكيرُ بأن عالمَ السياسة مرتكزٌ وجودُه أساسا على النفاق وتصارع المصالح. بمعنى أن الدولَ، حينما تتعامل فيما بينها، تضع في ميزان التَّعامل مصالحَها الخاصة، أي تتصرَّفُ على شاكلة ما هو معمول به في عالم الاقتصاد : رابح-رابح (gagnant-gagnant). وفي هذا الصَّدد، لا داعيَ للقول أن مبدأَ...
المقصود ب"فرنسيين"، في هذه المقالة، هم الفرنسيون من أصول فرنسية والفرنسيون من أصول أجنبية الذين ازدادوا بفرنسا أو حصلوا على الجنسية الفرنسية بطريقة أو أخرى.
قبل الدخول في تفاصيل هذه المقالة، أريد أن أوضِّحَ أن مبدأَ المساواة بين الفرنسيين عرف تقهقرا لم يسبق له مثيلٌ في عهد حكم الرئيس الحالي...
فما هي هذه المعلومات أو الأنباء؟
إنها معلومات وأنباء نقرأها صبحَ مساء في الجرائد الورقية والإلكترونية، ونسمعها في النشرات المُذاعة والمُتلفزة. أنباء لا تخلو منها وسائل الإعلام، مُلفِتة للنظر وبارزة. من ضمن هذه المعلومات والأنباء، أذكرُ على سبيل المثال :
1.الصناعة المغربية تتطوَّر وصادراتها في...
وأنا أتصفَّح الشبكةَ العنكبوتية بحثاً عن بعض المواضيع الخاصة بالبيئة، عثرتُ على صورةٍ لأشخاصٍ مصطفين في طابورٍ أمام شُباكٍ بنكي أوتوماتيكي. ما أثار انتباهي، هو وجود الوزير الأول النرويجي من بين هؤلاء الأشخاص. لا يخفى على أحدٍ أن الوزيرَ الأول هو الشخصية الثانية في هرم السلطة بعد ملِك النَّرويج...
اتفق معكم تمام الاتفاق أن العنوان غامض و غير مفهوم. لكن هذا الغموض وعدم الإدراك سيزولان عندما أقول لكم أن هناك من يمارس السياسة بقلبه وهناك من يمارسها بعقله وهناك من يمارسها من خلال و من أجل جيبه.
فما هي هذه السياسة التي تتفرع إلى أنواع؟ في الحقيقة، السياسة اصطلاحيا نوع واحد لا ثاني له. وهذا...
شيءٌ جميل أن يحفظَ الناسُ القرآنَ الكريمَ عن ظهر قلب واستظهاره وتلاوته. لكن الحِفظَ بدون تدبُّر آياتِه والتَّمعُّن فيها شيء غير كافي. لماذا؟ لأن القرآن الكريم، أولا وقبل كل شيء، أنزله اللهُ سبحانه وتعالى على نبيِّه ورسوله محمد (ص) لهداية الناس إلى الطريق المستقيم. والطريق المستقيم فيه ما هو...
أنا شخصيا، أنتظر الخُطَبَ الملكيةَ بفارغ الصبر وكثير من الاطمئنان. لماذا؟
لأن الخُطبَ الملكيةَ تأتي دائما بالجديد وتزرع الأملَ في النفوس وتجعلها تنعم بقدرٍ ولو ضئيل من التَّفاؤل. وما تحمله هذه الخُطبُ من أمل وتفاؤل نابعٌ من حبِّ ملِك البلاد للوطن وللمواطنين. خطبٌ مختلفةٌ اختلافا جذريا، شكلا...
بالفعل، فيما مضى، كنا نسمع ونقرأ عن بقرة حلوب واحدة. وكان كل ما نسمعه ونقرأه عبارةً عن كلام يُشَبِّه المغرب بهذه البقرة. والبقرة الحلوب هي تلك البقرة التي تُنتِج الحليب بغزارة. وإذا شُبِّهَ المغرب ببقرة حلوب (تشبيه لا يقتصر على المغرب)، فالمقصود من التشبيه هو أن المغرب يُنتج ثروات كثيرة (كغزارة...
إن قارئَ القرآن الكريم، بتمعُّنٍ وتبصُّرٍ مستحضراً عقلَه الذي حباه إياه اللهُ ليُدركَ، من خلاله، كنهَ الأشياء وليُميِّزَ بين ما هو عقلاني وما هو غير عقلاني وبين ما هو منطقي وما هو غير منطقي، سيُدرك أن هذا القرآن لا يدخل في تفاصيل الأشياء، المادية منها والمعنوية. بمعنى أن الكثيرَ من الكلمات...
في الأصل، نقول "ساسَ/يَسَاسُ الحبُّ أو النباتُ أو الخشبُ أو ساست الصوفُ…"، أي أصابهم عًفَنٌ أو تعفُّنٌ ناتج عن غزوِ هذه الأشياء من طرف حشرات أو فِطريات صغيرة. عَفَنٌ يؤدي، في نهاية المطاف، إلى نخرِها وتخريبِها. وهو الشيء الذي نسمِّيه بالدارجة "السُّوسَة" التي تُخرِّب، على الخصوص، الخشبَ والتيابَ...
منذ عدَّة عقود وكرامة المواطن المغربي معرَّضة للإهانة وللمُصادرة وللخَنق من طرف المسئولين الإداريين ومن طرَف السياسيين والمُنتَخَبين.
الإدارة كانت ولا تزأل، في مخيال شريحة عريضة من السكان، عدوا لذوذا أو عدوا مُخيفا. لأن كل ما تم تداولُه حول "تقريب الإدارة" من المواطنين ليس إلا شعارات بيروقراطية...
سؤال طويل وعريض يُخفي بين أحرفِه ما لا يخطر على بال! وإذا أردنا أن نُعطيَ تفسيرا أوليا لهذا السؤال، سنقول : "هل صارَ كل ما لا يرضي المغاربة يبدو لهم عاديا في حياتهم اليومية؟" أو "هل تعوَّد المغاربة على قبول ما لا يُرضيهم حتى وإن كان في غير صالحهم؟"، أو بعبارة أخرى، "هل أصبح المغاربةُ مُتعوِّدين...