كان الكثيب الرملي الذي يصعده مرتفعا كما جبال الحجاز، لقد أضناه الحر وأتعبته رمال الصحراء، والمشي فيها. راحلته ما عادت تتحمله ولا تتحمل العطش الشديد، فجمله الرعوب كاد أن ينفق من قلة المياه.
آخ لولا هذه العاصفة التي ضيعتني عن رفاقي في أطراف الدهناء لا أعلم أنا الآن في أي اتجاه أسير وأين هي نجدٌ...
وقف أمام ذلك الجدار العتيق يتأمل رسمه البديع واللوحة المرسومة بيد فنان بديع الصنعة، ذلك الفيل المرسوم بعناية وتفاصيل دقيقة وهو يرفع إحدى قدميه الأماميتين لتهوي على رأس رجل مكتف الأيدي مربوط الأرجل، وحشد من الناس حوله يشهدون الواقعة، وفي ظلال الرسومات هناك فتاة تتأمل المشهد بعين حزينة وكأن...
استلقى على ظهره في ذلك السهل الواسع حيث لا شيء معه إلا ضوء القمر وقليل من النجوم الخافتة الوادعة، رسم حوله تلك الدائرة السحرية لتمنع عنه أذى الليل وما يهيم فيه من مخلوقات. جسده مخبوء فيها، لكن خياله امتطى جناحين وانطلق خلف آفاق أكثر رحابة واتساعًا من أي سهل رآه، نحو سماء أخرى. لم ينس في هذه...
حينما ينسج الليل ظلامه ويرقص نور القمر في عتمة الوجود تبدأ مخيلتي في رسم أخيلةٍ غريبةٍ، لا تخطر في بال أحد في الوجود غيري، أعالجها بريشتي السحرية السحرية التي أتوهمها لتظهر من خلال فقاقيع ملونة تحمل كل واحدة منها رسمًا ومشهدًا ساحرًا لحياةٍ أظن في قرار نفسي أني مارستها ذات يومٍ، فالمشهد المحاك...
تلك الصخرة المسماة بوابة الحياة في كتب الأولين والتي يسميها – تجنيًا على كل ما يقدسه الآباء – أبناء هذا الجيل باسم صخرة الموت. بابها السفلي المُشْرع لكل سفن الدنيا لينعموا من لبن هذه الأرض، لكن سفن الغزاة لا يمكن لها أن تعيش ولو يومًا واحدًا على شاطئ هذه الأرض لأن البوابة المرصودة تحيلها حطامًا...