عبدالجليل الحافظ - طعم الموت

حينما ينسج الليل ظلامه ويرقص نور القمر في عتمة الوجود تبدأ مخيلتي في رسم أخيلةٍ غريبةٍ، لا تخطر في بال أحد في الوجود غيري، أعالجها بريشتي السحرية السحرية التي أتوهمها لتظهر من خلال فقاقيع ملونة تحمل كل واحدة منها رسمًا ومشهدًا ساحرًا لحياةٍ أظن في قرار نفسي أني مارستها ذات يومٍ، فالمشهد المحاك أمامي ليس غريبًا علي، وأجزم أني لست صانعه، هناك حائك أحلام آخر يحوك الحلم تلو الحلم، ثم يجعلها تتدفق في أحاسيسي ووجداني لأعيش من خلالها وهمًا أجزم أنه كائن في تجاويف حياتي التي لا أعلم عنها شيئًا سوى أني بطلها، جربت من خلال أحلامي أشياءً لا تعد وخيالات لا تحصى، ثمة شيء واحد لم أجربه ولم أعرف ما كنهه في هذه الحياة، رأيته في عيني والدي جينما غادرت وانطلقت روحه صوب البعيد، ولكن إحساسه لم يدخل في وجداني رغم الحزن الذي تلفعني لأيام عديدة، لكن لا شيء مختلف، فما زالت الحياة تجري حتى مع والدتي التي كانت أكثرَ حزنًا وفجيعة فلقد عادت ابتسامتها بعد مدة من الزمن..
أشياء كثيرة حدثت تجعلني أفكر في هذا الشعور والإحساس، ويا ترى ما سيكون طعمه أو لونه، أو ما مدى الألم حينما نشهق لتخرج روحنا من الجسد ويغادر النبض قلبنا ليستريح لأول مرة بعد شقاء سنوات طوال من عمل لا ينقطع..

ياه .. أظنُّ بأنها ستكون تجربة فريدة من نوعها، أن نجرب طعم الموت وسكرته، سيكون لها نكهاتها المتعددة والمختلفة بحسب الطريقة التي سنموت بها، فلكل طريقة لها طابعها ومذاقها الخاص...

ولكن هل الطريقة في الموت هي التي سوف تحدد نكهة الموت وطعمه ؟!

أظن أن هناك أشياء كثيرة هي التي سوف تحدد نكهة الموت وطعمه !
سوف تكون أحلامي التي أرسمها غدًا في فقاقيع الخيال عن الموت وتجاربه، سأختار من شخصياتي التي أعيشها من خلال الكتب، وسأجرب نكهة وطعم موت كل شخصية عاشت في هذا التاريخ ..

عبدالجليل الحافظ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى