إلى أين سنمضي؟
لا أعرفُ!
قد نمضي للجَنَّةِ، أو نصلُ إلى نارِ الدّنيا، أو
نحملُ تابوتَ الأرضِ على الأكتافِ،
ونبني غزّةَ، ثانيةً، في الصحراءِ، وقد
نحتملُ الحربَ إلى آخِرِها، أو
نتبعثرُ حتى لا يبقى أثرٌ، أو
نبقى فوق الأكوامِ حطاماً آخَرَ، أو
نبدأُ مثل أبينا آدمَ فنعمّرُها، ونقيمُ عليها الجدرانَ،...
الأرض صغيرةٌ، وصغيرةٌ جداً.. وإلّا كيف له أن يُقابِلَهُ، بعد كل هذه السنوات، وبهذه الصدفة الصادمة!
منذ أن حصل على شهادته العليا، وعاد ليدرِّس الفلسفة والمساقات الثقافية في الجامعة، وهو مُنْكَبٌّ على أبحاثه، يُتابع محاضراته، دون أن يتدخَّلَ في الشأن العام وما يصْطَخِب في الشارع السياسي. ولكن...
الى أبناء عمر المختار
قطراتُ الجمرة تحت البحر تتضور منذ الأزل المُبْهم، هي نطفة السلطان المخلوع، ليبقى على سرج الهتاف وسنابك النصر المثخن بالسباع الصرعى. رآها النسر فهوى مثل السهم النيزك، وبمنقاره الفدائي فثأ اللؤلؤة المحظوظة، فصعدت حتى بلغت السطح المجعّد، وكنتُ أطيش على زجاجي الرخو، فانسربت...
أكتبُ لأمَزَّقَ ! مثل الخالقِ أُحيي وأُمِيت.
قد يحملُ أحدٌ أوراقي للنارِ، تمامًا، مثل نهايةِ كلِّ روائيٍ،
مَثّالٍ،
رسّامٍ،
زِريابٍ،
قَصّاصٍ،
ساحِرْ...
وحتى لو ظلَّ قليلٌ من مِزَقِ الصفحاتِ، سيلقيها العاملُ في جوفِ الحاويةِ، كما نحنُ الآن بقلبِ الأوساخِ...
فأين الجَنّةُ كي أودِعَها حَرفِي...
منظمة التحرير الغائبة عمّا يحدث منذ شهور! رأيناها على هذه الحال المتكلّسة، وعلى غفوتها، منذ عقود، لأنها لم تُجرِ أيّ مراجعات ضرورية، أو تدقيق في المياه التي جرت من تحتها وحولها، ورأينا أن المنظمة، وطننا المعنوي والسياسي، لم تستجيب لمتطلبات التاريخ، بمعنى أن ثمة قوى فلسطينية ظهرت ولم تجد لنفسها...
... ومات أبو فيروز، ذلك الرجل الذي جاء جريحًا وحيدًا إلى قريتنا، عشيّة النكبة، فقد وقعت قنبلةٌ على اللاجئين الذين خرجوا من يافا هربًا من المذابح، فَفقد أبو فيروز سَمعَه، إذ فجّر قيزان القنبلة طبلتيْه، مثلما مزّقت عائلته برمّتها.
كان لأبي فيروز بدلة سوداء، تبذّ أيّ طقم رسمي أو "تاكسيدو" يتزيّن...