كل ليلة تقابله من وراء الستار، يبدآن حديثهما في هدوء مقتضب. وعندئذ تقول، وكأنها تحدث نفسها، يداي ضعفت مؤخراً، أصابعي اضيقت، كما لو كانت مخصصة فقط للتقليب بين الصفحات. ودون أن تنتظر أن يتحدث، أعدت لنفسها كوباً فيه كيس شاي وأوراق كثيرة أيضا، أفرطت في السكر الأبيض دون حساب وخلطته بلحن طارق شجي...
من يرى أورشليم في خرابها
فليمزق مزقاً بملابسه
ثم يخيط المزق
كي لا تكون ملابسه ممزقة قطعا قطعا
وليسرع بالخروج والبحث عن الأحياء في المدينة
في كل زقاق
وبكل لغة
حتى لا نبكي عبثاً
نكثر من البكاء على كارثة بنت صهيون
وأورشليم مبنية على يد منظمة "بنيان عولام"
وكل أبوابها لم تعد مهجورة.
خرجت ووجدت قطة...
هل تذكرين يا أمى عندما حكيت لى عن زوجين يهوديين جاءا ليسكنا إلى جواركما فى القدس. كانا لاجئين أيضا، أتيا من واقع مختلف. دلفا إلى الشقة المقابلة لشقتك، وشقة والديك. وقد خطَّ الشيب شعرهما فى أوروبا. فى أول ليلة أمضياها فى بيتهما الجديد وفى أرضهما الجديدة، رأيتهما يلتصقان بالراديو. وبعد ذلك كنت...
إلى مروان مخول
” مخيم النَّـيْـرَب- مكان فيه انتبهت إلى أنني منه أكتب عن قضيتي،
وليس منها” من مقدمة قصيدة الشاعر مروان مخول “مخيم النيرب(1) تقريبًا” 29/1/2007
وماذا نعرف عن الحياة. عشرين وبضعَ سنين
نحن محتارون بين نشرات الأخبار
وبين حركات الغيوم في السماء، نتحرك بين
صمم العيون وبين بكم القلب...
إذن
ليس هناك داع للكتابة
إذا كتبَتْ قصة وعظ
عن صراع الشجيرات
إذا استعانت فقط بالاستعارات
حول الغروب وعن الألسُن الساكتات
إذا كانت ستقول هذا إحماء شعريّ ومجرد تدريبات
وإنها جمعت فقط إعجابات فيسبوكية
وإنها ستغيّر أقوالها الفيسبوكية أمام القُضاة
إذا كانت ستحاول إثبات أنْ لا صيغة نهائية للقصيدة...
ها فدوى طوقان تصمتُ قَصَائِدَ
على عتبة بيتها النّابلسيّ.
بينما ضبّاط الجيش يقفون في باحتها خائفين
متسائلين:
أَلن ينطلق بيت قصيد واحد
من قلم فدوى طوقان
فيجابهنا؟
شهر يعقبه آخر
صَمْتُها يَسْتَطِيلْ
وفي كلِّ بيت وحقل
من المساحات التي احتلّها الجيش
فإنّها تَصْمِتُ قصائدَ
أمام فوّهات البنادقْ...
لا نهر للقدس
و لا للنهر روافد
وللروافد لا ضفافَ خضراء
تتبختر على امتدادها صبايا مبعثرةُ النظرات
شعرهن الطويل لا يظلل
من وطيس ِ شمس ٍحارقةٍ فوق القدس.
والنهر الذي ليس للقدس لا اسمَ له
وللأسم لا اناسَ يسمّون به
وللناس لا لحظةَ يـُنادى فيها الأسمُ
ومثل اسم مدينته يضمد جروحا
ويفتح اخرى
مترددا كالصوت...
متعته الليلية قرصُ الحُب
في جسدي، في باحةٍ قدسيّةٍ، بينَ الأحجارِ والكرمة،
بينَ أنغامِ العودِ و "اللادينو"، بينَ حيطانِ جسدي،
على أطراف الباحة جدارٌ حديديٌّ قديم، هناك التصقت،
عجوز محجبة، أتت من الزُقاق.
وفي طريقها إلى البيت عائدةً من بيت الله تتذوّقُ الأنغامَ،
تتخيّلُ أنّها للحظةٍ تزال ابنة...
حتى وصل ابني إلى الثالثة من عمره لم أحكِ له عن الرب،
كي لا يخاف. وعندما بلغ الثالثة من عمره عقدْتُ بينهما تعارفًا.
قُلت لابني: هذا هو ربي! وقُلت لربي: هذا هو ابني!
سأل كُلٌ منْهُمَا عن الآخر عِدَّة أسْئِلة. سَألَنِي ابنِي:
هل ربُّك هذا هو أحد أقاربنا، مثل جدي وعمِّي؟ فأجبته: لا، ليس بالضبط...
في الفجر بميدان التحرير
حاولت جمرات الثورة الهامسة خطف غفوة صغيرة
في الخيام التي نُصبت في الوسط،
النيل الذي لاح من نافذة الملك لم يُرحه بالنوم، لكنه أيضا لم
يفسر كوابيسه.
معظمها وُلدت بعد مُلك الفرعون، فقط في الأشعار
والأحلام تخيلنا الأيام قبله وبعده،
الآن يحاولون أن يتصورا لافتات المظاهرات
وفي...
صباح موتي سأجلس وأشرب الشاي.
سأشرب الشاي بهدوء كامل
وأظل لا أومن بموتي.
بين الرشفات السرمدية اطوف صفحات الجريدة
وافتش في التعازي
عن اناس احياء عرفتهم.
حلاوة الشاي ستكون
احلى من مرارة الموت
ومن تذكار
كئيب.
وتتناسخ برأسي قصص حبي
في قصة واحدة
مليئةٍ بالحرمان
وكل ِ الفضائل.
ومع ذالك تظل مطوية ً
في...
أمَل هِيَ تِقْوَة، حَيَاتي هي حَيَاي،
وعِنْدَمَا تَلْتَقِيَانِ
بين شفتي أم كلثوم
واُذنِيَّ
عطَش شديد يَحْفِر آبارًا
في قلبي.
אַמַל זאת תקווה
אַמַל זאת תקווה, חַיַאתִי אלו חיי,
וּבַזמן שהם נפגשים
בין שפתיה של אֻם כֻּלת'וּם
לבין האוזניים שלי
צמאונות רבים כורים בארות
בְלבי.
لغتي العربية بَكْمَاء
مختنقة من الحلق
تشتم نفسها
من دون أن تلفظ كلمة
نائمة بالهواء الخانق في ملجئ نفسي
مختبئة
من الأقارب
من خلف ستار العبرية.
وعبريتي هائجة تهرول بين الغرف وشُرف الجيران
يجهر صوتها على الملأ
تتكهن قدوم الرب
والجرافات
وحينئذ تختبئ في الديوان
تفكر في نفسها
بوضوح وبوضوح على حافة...
إلى البِرك المراقة.. في صبرا وشاتيلا
حيث نقلتم كمياتٍ من البشر
-كانت تستحقّ الاحترام-
من العالم الحي.. إلى العالم الحق..
******
ليلةً إثر ليلة :
بدايةً.. رصاصاتهم أطلقوا
ثم الضحايا علّقوا
وأخيرا...
ذبحوا بالسكاكين.
نساءٌ مذهولات.. ظهرن مستنجدات
من فوق التلال المعفّرة
"إنهم يذبحوننا هناك..
في...
عَرَبيّتي خرساءُ
غاصَّة
تسُبُّ نفسها
دون أن تتفوّه بكلمة
تنامُ في هواء ملاجِئ نَفسِي الخانق
تختبِئُ
من أبناء العائلة
خلف ستار العبريّة.
وعبرِيَتي تهتاجُ
تتراكض بين الغرف وشرَف الجيران
تُسمعُ صوتها للجُموع
تتنبّأ بقدومِ اللهِ
وبلدوزراتٍ
وعندها تنزوي في الصالون
تفكّرُ في نفسها
ظاهرةً ظاهرة على...
(١)
في تلك الْفَتْرَة انْقَلَبَ لِساني، وبِحُلُول شَهْر تَمُّوز الْتَصَقَ بسَقْف حَلْقي، ثُمَّ بدأ يُتزحلق بَعِيدًا على صَفْحة الحَلْق حتى وَصَلَ إلى النُطْق العربي. وبَيْنَمَا كُنْتُ أسير في الشارِع، عادَ إليَّ النُطْق العربي الذي كان يَتلفظُ بِهِ جَدِّي أَنْوَر رحمة الله عليه، وكَمْ حاوَلْتُ...
كل ليلة تقابله من وراء الستار، يبدآن حديثهما في هدوء مقتضب، وعندئذ، كما تقول تحديداً لنفسها، يداي هلكتا في النهاية، أصابعي ضعفت، كما لو كانت مخصصة فقط للتقليب بين الصفحات. ودون أن تنتظر أن يتحدث أعدت لنفسها كوباً فيه كيس شاي وأوراق كثيرة أيضا. أفرطت في السكر الأبيض دون حساب، وتُقلب بلحن طارق...
هل تذكرين يا أمى عندما حكيت لى عن زوجين يهوديين جاءا ليسكنا إلى جواركما فى القدس. كانا لاجئين أيضا، أتيا من واقع مختلف. دلفا إلى الشقة المقابلة لشقتك، وشقة والديك. وقد خطَّ الشيب شعرهما فى أوروبا. فى أول ليلة أمضياها فى بيتهما الجديد وفى أرضهما الجديدة، رأيتهما يلتصقان بالراديو. وبعد ذلك كنت...
أ-
جئنا بالطبول في صعود طريق نابلس. وأنا كل الطريق
كنت أخشى أن يزعج الضجيج راحةَ الجيران
إذ تذكرت أني لا يسعدني أن يمرّوا بالطبول في حيّي
وكنت أخشى أنّ الإيقاع أكثرُ ابتهاجاً من التعبير عن وجع
من أُلقوا إلى الشارع. غضبِ من جاءوا من الشارع.
ب-
يهوديٌّ بلحيةٍ أنا.. بكاسات شاي.. بمسيحٍ
لن يأتي...
(١)
في تلك الْفَتْرَة انْقَلَبَ لِساني، وبِحُلُول شَهْر تَمُّوز الْتَصَقَ بسَقْف حَلْقي، ثُمَّ بدأ يُتزحلق بَعِيدًا على صَفْحة الحَلْق حتى وَصَلَ إلى النُطْق العربي. وبَيْنَمَا كُنْتُ أسير في الشارِع، عادَ إليَّ النُطْق العربي الذي كان يَتلفظُ بِهِ جَدِّي أَنْوَر رحمة الله عليه، وكَمْ...
في روايته "تشحلة وحزقيل"، الصادرة بالعبرية عام 2009، والتي صدرت ترجمتها العربية (نائل الطوخي) عن دار "الكتب خان" في القاهرة منذ أيام، يكتب ألموج بيهار عن زوجين يهوديين يعيشان في القدس، تشحلة (راحيل) وحزقيل. ينتظر الزوجان ولادة ابنتهما الأولى كما ينتظران عيد الفصح الذي سيدعوان لمائدته معارفهما...
(١)
في تلك الْفَتْرَة انْقَلَبَ لِساني، وبِحُلُول شَهْر تَمُّوز الْتَصَقَ بسَقْف حَلْقي، ثُمَّ بدأ يُتزحلق بَعِيدًا على صَفْحة الحَلْق حتى وَصَلَ إلى النُطْق العربي. وبَيْنَمَا كُنْتُ أسير في الشارِع، عادَ إليَّ النُطْق العربي الذي كان يَتلفظُ بِهِ جَدِّي أَنْوَر رحمة الله عليه، وكَمْ حاوَلْتُ...