ديوان الغائبين ديوان الغائبين : محمد الجبرائيلي - المغرب - 1908 - 1943 م

محمد بن حسن المراكشي الجبرائيلي.
ولد في مدينة مراكش (المغرب)، وفيها توفي.
تلقى دراسته الأولية والجامعية بمدينة مراكش.

الإنتاج الشعري:
- له العديد من القصائد المخطوطة، ويروى عنه أنه تولى إحراق شعره حين أحس بدنو الأجل.
شاعر وجداني غزل عاشق للحياة، ما أتيح من شعره يدور حول هذا الغرض، الذي يقتفي فيه أثر أسلافه رؤية ولغة، له محاورة شعرية متخيلة بين آدم وحواء، حول حقيقة فرعون وهامان، وهي محاورة طريفة غير أنها تعكس حيرة وتساؤلاً ما. لغته رقيقة متدفقة، وخياله نشيط.

مصادر الدراسة:
1 - أحمد شوقي بنبين: روض الزيتون - ديوان شاعر الحمراء - منشورات الخزانة الحسنية (ط2) - الرباط 2002.
2 - أحمد متفكر: ذيل الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام - (مخطوط).
3 - محمد الجبرائيلي: معلمة المغرب - الجمعية المغربية (جـ4)، (ط1) - سلا 1991.

* منقول

شُدَّ عن قلبي عيونَك

شدَّ عـن قـلـبـي عُيـــــــــــــــــــونَكْ
ومِن السحـرِ فـنــــــــــــــــــــــونَكْ
فهـمـا قـد غَلَبـانـــــــــــــــــــــي
وأفـادانـي فتـــــــــــــــــــــــونَك
لا رعَى الله عـيـونــــــــــــــــــــي
عـايـنَتْ مـنكَ عـيــــــــــــــــــــونَك
واسْتَقـادانـي لِـحَيْنــــــــــــــــــــي
لا أرانـي اللهُ حَيــــــــــــــــــــنَك
لعـنَ اللهُ رقـيبـــــــــــــــــــــــي
فهْو شـيـطـانـــــــــــــــــــــيَ دونَك
تَمْتـري مـنـي يـقـيـنــــــــــــــــــي
ولكـــــــــــــــــــــــــمْ صدَّقْتُ مَ
ولكـم خِنْتَ عهــــــــــــــــــــــــودي
وأنـــــــــــــــــــــــــا لستُ خؤونَك
أبـدًا يسعى حنـيـنـــــــــــــــــــــي
عـلَّه يلقَى حنـيـــــــــــــــــــــــنك
لـيـت بـلـوَى الـحـبِّ كـانــــــــــــــتْ
حصَّةً بـيـنـي وبــــــــــــــــــــــيْنَك
وَقْتَمـا هـاج أنـيـنــــــــــــــــــــي
حـرَّكَ الـوجْدُ أنـيـــــــــــــــــــــنَك
وإذا تبـدو شُجـونــــــــــــــــــــــي
أبرز الشـوقُ شُجــــــــــــــــــــــونك
أنـت يــــــــــــــــــــــا روحَ فؤادي
هـــــــــــــــــــــــا فؤادي لكَ دونك
فتحكَّمْ كـيف تهــــــــــــــــــــــــوَى
واجعـلِ الـحُسْنَ مُعـيـــــــــــــــــــنَك
مـنكَ قــــــــــــــــــــــد غارَتْ بُدورٌ
وتـمـنَّتْ أن تكـــــــــــــــــــــــونك
وبـدتْ لـيلَ تـمـــــــــــــــــــــــامٍ
حسَدًا تحكـي جـبـيـــــــــــــــــــــنك
ولكَمْ مـاستْ غصــــــــــــــــــــــــونٌ
تَتَمـادَى تحكـي لـيــــــــــــــــــــنَك
بَدِّلَنْ صَدَّكَ عـنــــــــــــــــــــــــــي
برضًا وامدُدْ يـمـيـــــــــــــــــــــنك
وتداركْنـي بـــــــــــــــــــــــــوصلٍ
مـنك وانشـرْ لـي حنـيـــــــــــــــــنك
وتـنكَّرْ عـن وُشـاتــــــــــــــــــــــي
عـلَّهـم لا يعـرفـــــــــــــــــــــونك
قـلَّمـا يـخلـو سبـــــــــــــــــــــيلٌ
مـنهـمُ يَرْتقبــــــــــــــــــــــــونَك
لـيـتَهـم لاقَوْا عَمـــــــــــــــــــاهُم
ـــــــــــــــــــــــفغَدَوْا لا يبصر
مَتِّعَنْ طرْفـــــــــــــــــــــــــي بحُسنٍ
فهْو قـد أضحى سجـيــــــــــــــــــــنَك
عـندمـا أُبْصِرهُ أتْــــــــــــــــــــــ
ـلـو مِن السحـر مُبـيــــــــــــــــــنك
اسْقنـي كأسًا دهــــــــــــــــــــــاقًا
وامزجِ الكأس مَعـيـــــــــــــــــــــنَك
وأدِرْهـا فبـهـا الصَّبْــــــــــــــــــــ
ـبُ يُوافــــــــــــــــــــــــيكَ شؤونك
يـا رشًا يعبثُ بـالألــــــــــــــــــــ
بـابِ خُذْ عـنِّي عـيــــــــــــــــــــونَك

***

مالِكي رُفقًا

كـنـتُ أُغضـي الطرْفَ عــــــــــــن كلِّ رشًا
حَذَرَ العـشقِ ومذ زاغَ الـــــــــــــــبصَرْ
عـشقَتْ عـيـنـايَ قـلـبـي ولقــــــــــــد
قُضِيَ الأمـرُ ومـا أغنَى الـــــــــــــحَذَر
فتَّتتْ لـي كبـدي وا كبـــــــــــــــــدي
نظرةٌ فـي قـمـرٍ يَسبـي القـمــــــــــــر
رشأٌ حـيـن تثنَّى ورَنــــــــــــــــــــا
غار مـنه الغصنُ والظبــــــــــــيُ انْذَعَر
وإذا لاح مُحـــــــــــــــــــــيّاه تلا
مَنْ يراهُ: حـاشـا مـا هـذا بشـــــــــــر
كتَب الـحسنُ بـه آيـــــــــــــــــــاتِه
والهـوى فـي قـلـبِ مَنْ فـيــــــــــه نَظَر
واستَبَى الإتـريكَ مـن أنـــــــــــــواره
ذلك النـورُ الـذي أعـيـــــــــــا الفِكَر
وكأن الخـالَ فـــــــــــــــــــي وَجْنَتهِ
سَنِغالـي حـارسٌ بَنْكَ الــــــــــــــــحَوَر
كلـمـا رُمتُ سُلُوّاً قـال لــــــــــــــــي
لـحْظُهُ السـاحـــــــــــــــرُ كلاّ لا وَزَر
هكذا تسحَرُ ألـحـاظُ الـمهـــــــــــــــا
وفؤادي مُستبــــــــــــــــــــاحٌ مُحتَضَر
أقسمَ الـحـبُّ لـيُضنـي مُهجَتــــــــــــــي
واستبـاحَ الـحـبُّ قتلـي وانـــــــــــتصَر
أمُبـاحٌ سـيِّدي قتلُ الــــــــــــــــــذي
مـا جنَى مــــــــــــــن طَرْفِه إلا النظر
مـالِكـي رِفْقًا بصـبٍّ هـــــــــــــــــالكٍ
واتَّئدْ فـي قتْل أرواحِ الـبشـــــــــــــر
إنَّ سلطـانَ الهـوى أخضعَنــــــــــــــــي
إذ رمـانـي قــــــــــــــــوسُه دونَ وَتَر
ولقـد كـنـتُ حصـيـنًا مــــــــــــــانعًا
فبَنَى فـي القـلـب دارَ الـــــــــــمُسْتقَر

***
النور والحياة

أحـبُّ الضُّحى، وأحـبُّ الـمســــــــــــــاءْ
وأهـوى الظلامَ وأهـوى الضـيـــــــــــاءْ
ووقْتًا تـرفرفُ روحـيَ فـيــــــــــــــــه
يـنـازعُنـي فـي الـبقـاء الـبقــــــــاء
مُعَنَّى الـحـيـاة كأوقـاتهـــــــــــــــا
فـمـا سَرَّ سـرَّ، ومـا سـاءَ ســــــــــــاء
إذا الشمسُ أرسلـــــــــــــتِ النُّور لاحَتْ
كـنـبعِ عقـيـقٍ تدفَّقَ مـــــــــــــــــاء
وسـالَ كتِبْرٍ أذيب وصــــــــــــــــــــبَّ
عـلى الكـون يسقـي الهـوى والفضـــــــاء
تـرقـرقَ مـثلَ دمــــــــــــــوع العذارى
حسِبْنَ الخدودَ لهـنَّ إنــــــــــــــــــاء
ومـا الـبـدرُ فـي اللـيل إلا لُـجـيـــــنٌ
يذوب سنًا ويُنـيرُ السمـــــــــــــــــاء
كأن الغوانـي نثرْنَ الشعـــــــــــــــور
وستَّرْنَ أوجُهَهـنَّ حـيــــــــــــــــــــاء
كأن الـحسـانَ لـبسْنَ الــــــــــــــحِداد
وأسفرْنَ عـن كلِّ وجهٍ أضـــــــــــــــــاء
إذا خـيَّم اللـيلُ قـام الســــــــــــواد
بـهـيـمًا كعقـلٍ أضـاع الـذكـــــــــــاء
وإن الـحـيـاةَ لـتقضـي كذلــــــــــــــ
ـكَ طـورًا ظلامًا وطـورًا ضـيــــــــــــاء
ومـا اختلفَتْ غـيرُ عـيـنٍ قِراهـــــــــــا
شقـاءٌ وعـيـنٍ قِراهـا هـنــــــــــــــاء
ومـا النـورُ إلا الـحـيـاةُ فهـــــــــذا
رآه صـبـاحًا، وهـذا مســــــــــــــــاء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى