ديوان الغائبين ديوان الغائبين : المختـار الحـداد - المغرب - 1943 - 1972 م

المختار بن أحمد الحداد.
ولد في مدينة العرائش، وتوفي فيها بعد عمر قصير.
عاش في المغرب بين مدينة العرائش وتطوان (شمالي المغرب).
كانت البداية حفظ القرآن الكريم في أحد كتاتيب الأحياء الفقيرة.
تلقى تعليمه قبل الجامعي بالمعاهد الدينية بمسقط رأسه.
بعد أن حصل على البكالوريا التحق بكلية أصول الدين بتطوان، وفيها تخرج.
اشتغل منذ تخرجه حتى وفاته أستاذًا للفلسفة بثانوية التعليم الأصيل بالعرائش.
كان مكفوف البصر.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان شعري - غير مطبوع - عنوانه: «أغنيات في الظلام».
قد يعطي الديوان المفتقد شعورًا أكثر بالثقة في موهبة الشاعر، ولكن القَدْر الضئيل المتوفر من شعره لا يدل على قوة الحضور أو سلامة البناء الفني أو اللغوي، هناك تطلع إلى الشعر، ومحاولة في الإمساك بالإيقاع، ولكن الوعي بمطالب البنية غير متوفر، والشاعر - على أية حال - لم يكن معروفًا في غير مدينته ومدرسته.

مصادر الدراسة:
- الحركة الأدبية الحديثة في العرائش: بحث لنيل الإجازة في الأدب العربي، للباحثة: ربيعة الخراز - كلية الآداب والعلوم الإنسانية - تطوان 1987.

تحية العرائش

راعـنـي حسنُهـا فحـار جَنـانـــي = واستبـدّت فَهـاهةٌ بـلسـانــي
وانـتقـيـتُ الألفـاظ أبعـدهـا وَقْــــــ = ـعًا لـذات الجـمـال والعـنــوانِ
فـانـبرتْ جـوقةُ الطـيـــــــــور تغنّي = فإذا لـحنهـا يـمدُّ بـيـانــــي
وتخـيَّرتُ كلَّ معـنىً جـمــــــــــــيلٍ = فإذا سحْرهـا يفـوق الـمعـانـي
رنَّحتْ مـنه نشـوةً خـاطرٌ هـــــــــــا = مَ بأشذاء حسْنهـا الفـيـنان
رفَّ للسلـم والهدوء لـــــــــــــــــواءٌ = فـي حِمـاهـا فكـان خـيرَ مكـان
وتسـاقَى السـرورَ فـيـهـا قـلــــــــــوبٌ = أثخنَتْهـا براثنُ الأحــــــزان
كَرُمَتْ ظبـــــــــــــــــــيةً ورقَّتْ خِلالاً = وصـبَتْ روعةً وراقت مغانــــي
نَزِّهِ الطرفَ فـي الضـواحـي تجـدْهــا = عـند فعـل الربـيع فـي مهــان
تتبـارى الطـيـور فـي شدوهـا الـحـلْـــ = ـوِ لـتجلـو بـه سمـوَّ الأمـاني
والنُّسـيـمـاتُ خـاصرتْ فـي تهــــــــادٍ = أغصنًا دونهـا قُدود الـحسان
وتفـيض الزهـور عطرًا زكـــــــــــــــيّاً = فإذا الكـونُ مـنه كـالنشــــوان
كحـبـيبٍ عـلى مُحـبٍّ تفـــــــــــانى = فـي هـواه أفـاض بعض الـحنان
والفراشـاتُ غازلـت أرجَ الزهْـــــــــــ = ـرِ، فهـاجت كـوامـنَ الـوجـدان
تصـف العـيـنُ مـاءهـا خمــــــــــرةً لَذْ = ذةً لشَرْبٍ بنهـرهـا هـيـمـــــان
وظلالٌ كأنهـا راحةٌ عـــــــــــــــــــا = دتْ طريحَ الأسقـام والأشجــــــان
كـم بـهـا تغمـر الأنـامَ غصـــــــــــونٌ = مـثل أمٍّ رقَّتْ لطفلٍ عـــــــــــان
تلك أرجـاؤهـا كأذيـال حسنـــــــــــــا = ءَ عبـيرًا وزُخرفًا للرَّانــــــــــــــــي
وعـلى شُرفة الـمحـيـط أمـــــــــاسٍ = مُتـرفـاتٌ بـهدأةٍ وافتـنــــــــــــــان
لـو تـرى الشمس وهـي تبطئ فـي الــتَّوْ = ديعِ ضَنّاً بـهـا عـلى الأحـزان
فإذا مـا اختفت تبقَّى وشــــــــاحٌ = لعـروس الـمحـيـط أحـمـرُ قـــــانِ
لـو تـراهـا تجـرّدت مـن ثـيـاب الــــ = ـلـيلِ سعـيًا إلى مـنـال الأمـانــــــــي
وارتدت حـلَّةَ الضـيـاء اختـيـــــــــالاً = فتـراءت خلابةً للعـيــــــــــــــــــان
فسَلِ الشمس كـم تحنّ إلـيـهــــا = فـي شـروقٍ يـمـوج بـالألـحــــــــــــان
وسَلِ الـبـدرَ كـم أقـام بـهـا كــــي= يستـردَّ النشـاط فـي الــــدوران
والجـمـال الرفـيع فـيـمـا انـتقـاهــــا = قُبـلةً للـمتـيَّم الـولهـــــــــــان
إن لـي فـي مفـاتـنٍ تُفعـم الشعــــ = ـرَ سُلافًا لقـلـبـيَ الهـيـمـــــان
طبْتَ كـالخُلْد بــــــــــــــهجةً واعتدالاً = ونعـيـمًا هل أنـتـمـا تـوأمــــــان؟
لا يراك الـمِذواق إلا مـثــــــــــــالاً = عبقـريّاً للـحسن فـــــي كل آن
أو ريـاضًا تجلـو الأسـى بشذاهــــا = عـن قـلـوبٍ دانـت لهـا بـالـحنــان
أو عـروسًا مـجلـوَّةً يـتبــــــــــــــاهى = كلُّ عصرٍ بحسنهــــــا الفتّان
كـم تبـارى الـمحـيـط والنهـر والأطـــ = ـيـارُ كـيـمـا يحظى بـهـا الـمتفـانــي
أو لـيس الـمـاسُ الكريـم حصـاهـــــــــا = وقَراحُ الـمـيـاه ريـق الغوانـــي
ونجـومُ السمـاء فـيـهـا عُقــــــــــــودٌ = تتـراءى عـلى صدور الـحســــان
ودمـوعُ الشـتـــــــــــــــــاء أدمع أمٍّ = تـرى مـنهـا الفؤادَ وهـي تعـانـــي
وكأنَّ الربـيع حـيـــــــــــــــــن تجلَّى = بسمةٌ مــــــــــــــن تآلف الخِلاّن
وكأن الشطَّ الـمـنعَّم فـي الصَّيْــــــ = ـفِ سـويعـاتُ صـبــــــوة الشُّبَّان
طَلَّ مـنهـا - مـا دونه عـندي الكـــــو = نُ - بكل الأصـبـاغ والألـــــــــوان
هـي فـي قبضة السكـيـنة تحكــي = نـاسكًا ضـارعًا إلى الرحـمــــــــان
حـرسَتْهـا صنـوبراتٌ أحـاطتـــــــــــــــ = هـا كـمـثل الأهداب والأجفـــــــان
واحتـواهـا نهـرٌ وبحــــــــــــــرٌ مَشُوقٌ = فتبـاهت تقـول يـا مَن يرانـــــــــي
معقـلَ الـمـجـد والنضـارة عفــــــــــوًا = عَقَلَ العزّ والجـمـال لسـانــــــــي
أسكرَتْنـي مفـاتـنٌ لـيس تبـــــــلَى = حـيـن غازلـــــــــــــــــتُ جنّة الرمّان
أنـا حسبـي إذا نسجْتُكِ شعــــــرًا = أن تصـيري عـلى الشفـاه أغانــــي
وكفى يـا عـرائشَ الـمغرب الــــحُرْ = ـرِ بأن كـنـتِ معقـلَ الفرســـــــــــــان
فسلامٌ عـلى عهـودٍ تــــــــــــولّت = وسلامٌ عـلـيك فــــــــــــــــــي كل آن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى