جليل حيدر - أيُ دمٍ؟.. شعر

أيُ خطابِ يأتيكَ بهزّتِـهِ ،
و جنازتِـه ،
أي فمٍ ؟
صّيادٌ خلفَ شبابيك العمرِ ، و
صّيادٌ يُلقي أسماكً غرابتِـهِ
صّيادٌ يُهـدِمُ كوخاً في الروحِ / و شارتُـهُ كّزُ الأسنانِ
على حُلُمٍ .
أي دمٍ ؟
أيُ خطابٍ ،
أيُ فمٍ ؟
صّيادٌ بين مجاعتِـهِ و مرائرِهِ سوطٌٌ أرجَحه تأريخٌ
يمشى دون خُطـى .
أيُ خطابٍ يا صّياد يُناديك و لا تسمع
وقعُ الاعداءِ ؟
هل التأريخُ يجنزرُ بالأخطاء ؟
شباكُكَ ملَحٌ أو أشَتاتٌ تُدَوزِنُ غيمةَ أشلاء
فأي دمٍ مصُلك ؟
من يحملكَ إذا انتكست رايةُ بيتَك ؟
من يُقلقكَ إذا انهزمت بحّـةُ صوتِك ؟
من يعرفك إذا التجأت نسوتُكَ العربيات الى موتِـك؟
من ينفيكَ
و من يعرفكَ
و من ينفيك ؟
فلا تلجأ لملائكةٍ ،
أو ندمٍ
أو
أي فمٍ .
يخرجُ أوكتافيو باث من الطعنةِ
يخرج وجهُ أبي الحَسَنينِ على نغمِ السيكاهِ ،
فهل تخرجُ أنتَ من السكته؟
أسكت سنيناً .. أنتَ .
خلدٌ أعمى تسرحُ ما بينَ عسى و لعّـلَ و ليتَ .
أيهُ أغنّياتٍ هربت من اثياكا _ بغداد _ و صبرا؟
أيــةُ ريحٍ تُرسلُ منشوراتك ل اللهِ
و للعرُبانِ ؟
ويلي منكَ و عليكَ وويلي ،
من لَـهَبٍ و بقايا سيلِ
من صَخَبٍ و عويلِ .
أي دمٍ ؟



* كتبت القصيدة في الرياض \ شباط \ 1984


* مجلة المعرفة عدد 279 سنة 1985

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى