حسن الجوخ - تداخل الأجناس الأدبية مع القصة القصيرة

بدايةً أود أن أحدد عدة أمور:
الأول أن المقصود هنا « القصة القصيرة الحديثة».
الثانى أن قضية تداخل الأجناس الأدبية مع القصة القصيرة, أو بعبارة أكثر دقة استفادة القصة القصيرة من الأجناس الأدبية الأخرى, يستلزم منا إضاءة جوانب دالة من تاريخها, والإيماء إلى الفلسفة التى تقوم عليها كجنس أدبى, له سماته وخصائصه.
الثالث: الإلماح إلى الظروف السياسية والاجتماعية المؤثرة فى تطوّرها, وسيأتى هذا فى تضاعيف الدراسة, وبين سطورها, حتى لا تُدرَسُ الظاهرة بمعزلٍ عن ظروفها وأسبابها الموضوعية.
أطرح التساؤلات التى دارت فى ذهنى حول موضوع هذه الدراسة: ما هى القصة القصيرة؟ هل تعريف «القصة القصيرة» كمصطلح تعريف جامع مانع؟ إذ لم يكن تعريفًا جامعًا مانعًا, هل هذا فى صالح «القصة القصيرة» أم ضدها؟ كيف استفادت وتستفيد « القصة القصيرة » كجنس أدبى من الأجناس الأدبية الأخرى كـ «الرواية», «الشعر», «المقال» و «اللوحة أو الصورة القصصية»؟.
أما وقد طرحتُ التساؤلاتِ التى دارتْ فى ذهنى, فأننى أحاول الآنَ عرض الإجابات التى توصلتُ إليها: « فى هذا الصدد يجدر بنا أن نتعرف على ماهية (القصة) بشكل عام, ثم ماهية (القصة القصيرة) بشكل خاص, فربما أتاح ذلك فرصة التمييز الواعى بين هذين الجنسين, اللذين أوهما البعض بأن كليهما يرتبط بالآخر ارتباطًا وثيقًا, اعتمدًا على وجود تلك الملامح والقسمات المشتركة بين الاثنين مثل: السرد, أو تناول الأحداث, وحيوات الأشخاص, وما شابه ذلك» ومن ثم يصعب التحدث عن أحدهما, أو تناوله دون الإشارة إلى الآخر. (1)
عرَّف قاموس لتريه « القصة: " القصة إما رواية واقعية حقيقية, إما مصطنعة, أو حكاية ملفقة تستهدف استثارة الاهتمام بتصوير العواطف والمثل الأخلاقية, أو بغرابة أحداثها, ولغتها قد تكون قديمة أو لغة قصصية, كما قد تكون نثرًا أو شعرًا...».
وجاء عنها فى موسوعة « دى فور بيير »: " إن القصة حكاية مصطنعة, مكتوبة نثرًا, تستهدف استثارة الاهتمام, سواء أكان ذلك بتطور أحداثها, أو بتصويرها للعادات والأخلاق, أو بغرابة حوادثها, وقد تتناول الحياة الريفية, أو حياة البطولة, وقد تكون أخلاقية أو نقدية أو فلسفية أو تاريخية, وقد تتناول المغامرات الغريبة والحكايات العجيبة فستثير الخيال ".
وقد اشترك فى وضع هذه الموسوعة أدباء وعلماء فرنسيون مرموقون أحاطوا علمًا بآراء نقاد عصرهم وكُتَّابه, ولم يغفلوا أهمها فيما دونوه من شروح.
إن قاموس «لاروس» لم يبخل على الحكايات القديمة باسم (القصة),
وقد قال عنها فى تعريفه: « القصة (قديمًا) حكاية حقيقية أو مصطنعة, منظومة أو منثورة, مصبوبة فى قالب قصصى, وهى اليوم عمل أدبى من نسيج الخيال, يصّور بالنثر أحداثًا متخيلة مصطنعة منمقة, بقصد استثارة القارئ, وجذب اهتمامه ». (2)
هذا عن (القصة).. لكن التساؤل الذى لا يزال موضع مناقشة, ويفجر الكثير
من المجادلات: ما هى القصة القصيرة؟
الحقيقة أن هناك عراقيل تواجه تحديد تعريف (القصة القصيرة), بعض هذه العراقيل ترجع إلى الشعبية و الانتشار, اللذين يتمتع بهما هذا الجنس الأدبى « ذلك لأنها تنشر فى روايات مختلفة الأنواع, وكذلك فى كتب, ونجد أن الذين يكتبونها ليسوا كُتَّاب التسلية فحسب, بل إن هناك أيضًا عددًا كبيرًا من الروائيين المعروفين لجأوا لهذا الجنس الأدبى ؛ لأنه تناسب مع أغراضهم...»(3), وترجع هذه العراقيل إلى غزارة هذا الجنس, كما ترجع إلى حداثة فن (القصة القصيرة)- بمفهومه الحديث- إذا قيس بفن أدبى آخر مثل الشعر, وأضف إلى ذلك تكاسل النقاد عن متابعة إنجازاته المؤثرة, وتقويم نتاجه بشكل يتناسب وأهميته كجنس أدبى له كُتَّابه وقراؤه.
" لم يدخل مصطلح (القصة القصيرة) كمفهوم أدبى, مقصود به جنس أدبى محدد بطريقة جادة فى اللغة الإنجليزية, إلا عندما ذكر فى ملحق قاموس « أكسفورد » الإنجليزى الذى نشر عام 1933 م. وبدأت المناقشات النظرية حول « القصة القصيرة » كفن أدبى قبل تسميته. بنحو قرن من الزمن, وذلك عندما ذكره الكاتب الأمريكى إدجار آلن بو Edger Allan Poe -1809-1849- فى بعض مقالاته. ولكن لم تتطوّر المناقشة فى هذا المجال إلا ببطء « وحتى الآن لا تزال معالم (القصة القصيرة) غير محددة » (4) تحديدًا قاطعًا كفن أدبى مقروء.
نقرأ فى (معجم المصطلحات العربية فى اللغة والأدب, الذى ألفه الأستاذان: مجدى وهبة وكامل المهندس, الصادر عن مكتبة لبنان: " (القصة القصيرة) ليست مجرد قصة تقع فى صفحات قلائل, بل هى لون من ألوان الأدب الحديث, ظهر فى أواخر القرن التاسع عشر, وله خصائص ومميزات شكلية معينة.
قبل القرن التاسع عشر شهد تاريخ الأدب الغربية عدة محاولات لكتابة
(القصة القصيرة), ولكنها كانت قصصًا من ناحية الحجم لا الشكل, وظلت الحال
كذلك إلى أن جاء (موباسان) فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر فاكتشف أن فى الحياة لحظات عابرة قصيرة منفصلة, لا يصلح لها سوى (القصة القصيرة), فهى- عنده- تصور حدثًا معينًا, لا يهتم الكاتب بما قبله أو بما بعده. وكان هذا الاكتشاف من أهم الاكتشافات الأدبية فى العصر الحديث, لا لأنه يلائم مزاج موباسان, بل لأن (القصة القصيرة) تلائم روح العصر كله, فهى الوسيلة الطبيعية للتعبير عن الواقعية, التى لا تهتم بشئ أكثر من اهتمامها باكتشاف الحقائق من الأمور الصغيرة العادية المألوفة.. وقد أكد هذا الشكل وأبرزه جميع من أتوا بعد موباسان من كُتَّاب القصة القصيرة أمثال: انطون تشيكوف, وكاترين مانسفيلد وأرنست هيمنجواى, ولويجى بيراندللو, وغيرهم..." (5) , وهذا ما يمثل المرتكز الفلسفى الذى قام عليه فن (القصة القصيرة).
" لا شك أن (القصة القصيرة) نشأت أول ما نشأت كنشاط إنسانى تلبى حاجات نفسية واجتماعية ودينية وأخلاقية وتعليمية.. ثم جمالية واقتصادية لدى المبدعين وجمهور المتلقين على حدٍ سواء ". (6) " فى القرن التاسع عشر ذاع نشر (القصص القصيرة) فى المجلات الأسبوعية والشهرية بصورة ملحوظة, وكان ذلك مشجعًا لظهور الأنماط الثابتة (Stereotypes), والتكلف فى الأسلوب- (Mannerisms) – والتحايل فى طريقة الرواية, وما شابه, وأدى ذلك إلى تردد النقاد فى اعتبار فن (القصة القصيرة) ضربًا أدبيًا محدد المعالم, قائمًا بذاته؛ فالناقد والكاتب الإنجليزى بيرنارد بيرجونزى – (BernardBeryonzig) – مثلاً يعتبر أن كاتب القصة القصيرة لابد أن يرى الدنيا بصورة معينة ومحددة؛ لأن الفن الأدبى الذى يستعمله يدعو بطبيعته إلى الإيجاز؛ فهو فن أدبى قد يجعل الكاتب يغربل التجربة, التى يريد أن يكتب عنها, حتى لا يبقى منها آخر الأمر إلا العناصر الأولى, وهى الهزيمة والعزلة. ويعبر هوارد نيميروف (Howard Nemerov) عن رأيه فى (القصة القصيرة) بمزيد من السخرية بنقده القاسى قائلاً: " معظم القصص القصيرة تقتصر على حيل شائعة, وتتضمن مفاجآت داخلة فى تركيبها, وأدوات صغيرة تؤدى إلى معرفة الموضوع, وتحويل سيره تمامًا, أو تجعله يؤدى إلى نتيجة غير متوقعة, وأصور ذلكَ بمضخة صغيرة تزيد الضغط, ثم زناد صغير يؤدى إلى الانطلاق, ويلى ذلك الإفراج, وذلك عندما نصل إلى التخلص من الضغط أو الخلاص من المشكلة, وأخيرًا يجئ المؤلف بدمية تهبط على الأرض بمظلة واقية, كل ذلك يحدث فى (القصة القصيرة) !,ولكنه لا يحدث لشخص معين."(7)
نعم هناك بالفعل قصص قصيرة كثيرة يصدق عليها كلام هوارد نيميروف, لكن القارئ الواعى يمكنه إسقاطها من حسابه بسهولة, وتجاهلها تمامًا.
يعود التساؤل مرة أخرى أكثر إلحاحًا: ما هى القصة القصيرة؟ أى تعريف يمكننا
أن نطلقه عليها؟ ما مفهوم الكُتَّاب ونقاد الأدب لكنهها وحقيقتها؟
(القصة القصيرة): "تروى خبرًا, وليس كل خبر قصة قصيرة, ما لم تتوافر
فيه خصائص معينة, أولاها أن يكون له أثر أو معنى كلى, أى تتصل تفاصيله أو أجزاؤه بعضها ببعض, بحيث يكون لمجموعها أثر, أو معنى كلى, كما يجب أن يكون للخبر بداية ووسط ونهاية, بمعنى أن يصوّر ما نسميه بالحدث, ولكى يصبح الحدث كاملاً, يجب أن يتضمن بالإضافة على كيفية وقوعه, زمانه, مكانه, وسبب وقعه. ". (8)
" لقد افترض الكاتب إدجار آلن بو تحديدًا وتخصيصًا صعبًا للقصة القصيرة إذ قال:
" إن (القصة القصيرة) عمل روائى يستدعى لقراءته المتأنية نصف ساعة أو ساعتين.
" بمعنى أنها قصة يمكن أن تقرأ فى جلسة واحدة.. على حين يذهب هدسون
إلى أنه " أصبح من المسلم به, ومن المعروف أن (القصة القصيرة) الحقيقية ليست محض رواية مختصرة, أو ملخصًا لرواية فى ثلاثين صفحة, فكما تختلف (القصة القصيرة) و (الرواية) فى الطول, فإنه يتعين عليها بالضرورة أن تخالفها فى الدافع, والخطة والبناء.
يعرّف (هـ. ج. ويلز) (القصة القصيرة) بأنها: "أى قطعة وصورة قصيرة,
يمكن قراءتها فى نصف ساعة". أما هادفيلد فيصفها بأنها: " القصة غير الطويلة". ويقرر (Sedgwick) أن : "القصة القصيرة تشبه سباق الخيل, أهم ما فيها هو البداية والنهاية ".
ويؤكد السير والبول أن: " (القصة القصيرة) لكى تكون قصة قصيرة يجب أن تكون سجلاً لأمور تقع مملوءة بالأحداث, وبحركات متتابعة, وبتدرج غير متوقع, يقود إلى الذروة من خلال عملية تشويق ". ويعلن جاك لندن أن " (القصة القصيرة) يجب أن تكون متماسكة إلى درجة عالية فى الارتباط بين الحدث والحياة, مثيرة ومشوقة. ".(9)
إذا استطردنا فى ذلك فسوف نحصل على عشرات التعريفات، وعشرات المفاهيم لفن أو جنس (القصة القصيرة) وقد لاحظنا أن أى تعريف للقصة القصيرة، لا يأتى ملائماًَ أو جامعاً كل القصص القصيرة؛ فإن البداية والنهاية لا تهمان ـ فى نظر ـ تشيكوف، على حين (Sedgwick ) يعتبرها كل شئ، ومع ذلك فالكاتبان على حق، وتعريف هادفيلد للقصة القصيرة يلائم ألف قصة قصيرة مثلاً، لكنه يفشل فى تعريف قصص مثل (سعادة الأسرة) و (نبيل من سان فرانسسكو) و(الموت فى ڤينيسيا). وتعريف السير والبول يناسب أعمال أو. هنرى، لكنه يفشل أيضًا عند تطبيقه على تشيكوف فى قصته (الحبيبة). وربما يتفق تعريف جاك لندن مع مزاج بعض القراء، لكنه يضيع أمام أذواق هؤلاء المثقفين، الذين تربتْ أذواقهم على فن تورچنيف وجويس فى قصته (الميت).. بصراحة مسألة تعريف " القصة القصيرة " مسألة صعبة عسيرة، وتوقيع الدارس فى حيرة ولبس.
فى هذا الصدد يقول الدكتور سيد حامد النسّاج : "هكذا نجد أن محاولة تعريف
(القصة القصيرة) تعريفًا جامعًا مانعًا لا تكلل بالنجاح؛ فنحن لا نظفر بما يشفى ويكفى من كل ما ذكرنا من تعريفات، وهذا ما جعل عددًا كبيرًا من نقاد الأدب ومؤرخيه ودارسيه يرون أن هذا التعريف الجامع المانع هدفًا، لم يتيسر بلوغه بعد.(10)
أعود وأطرح التساؤل مرةً أخرى: هل هذا فى صالح (القصة القصيرة) أم ضدها ؟.. وأجيبُ فأقول – مؤكداً آراء معظم نقاد الأدب ودارسيه - : إن تعريف (القصة القصيرة) تعريفاً جامعا مانعاً من شأنه أن يحيطها بقيود وحدود ً خليقةً أن تسلبها كثيراً من سحرها ورواءها، ويسد بَاب التجديد أمام مبدعيها الطموحين فى تطويرها وتجديد دمائها.
"إن (القصة القصيرة) كانت ولا تزال أقرب الأجناس الأدبية إلى روح العصر وطبيعته؛ فقد انتقلت بمهمة (القصة الطويلة - الرواية) من التعميم إلى التخصيص؛ فلم تعد تتناول حياة بأكملها، أو شخصية كاملة، بكل ما يحيط بها من أحداث وظروف وملابسات، إنما اكتفيت بتصوير جانب واحد من جوانب الفرد، أو زاوية واحدة من زوايا الشخصية الإنسانية، أو موقف واحد من المواقف، أو تصوير خلجة واحدة أو نزعة واحدة من خلجات النفس الإنسانية ونوازعها، تصويراً مكثفاً خاطفاً، يساير روح عصرنا ذى الإيقاع المتسارع، والذى أصبحت الحياة فيه معقدة متشعبة متشابكة، مما يستدعى التخصص فى دراسة الجزء دون الكل، والجزئيات الصغيرة للحياة أو النفس، دون التكوين الكلى لهذه الجزئيات."(11)
أليس هذا هو طابع عصرنا، وروحه ومنطقه ؟ إن " العالم المعاصر أصبح قرية صغيرة، تتبادل أطرفها التأثر و التأثير بدرجات متفاوتة، وسط هذا العالم الزاخر الممتد فى التاريخ، وفى آفاق العصر، نجد كُتَّابنا يحاولون امتلاك ما يمكن أن يسمى بالوعى المزدوج. ويتمثل الشق الأول من هذا الوعى فى استيعاب عناصر مضيئة من تراثهم. ويتمثل الشق الثانى فى محاولة تمثيُّل عناصر أخرى من الآداب العالمية، إذا لم تتيسر القراءة المباشرة، وعن طريق الاستيعاب والتمثّل يجاهد (الكاتب/ المثقف) المصرى من أجل أن يفرز صيغة جديدة، تتيح له الاستجابة إلى متغيرات واقعه من ناحية، كما تتيح له توظيف إنجازات عصره الأدبية من ناحية ثانية، وتتمثل أهم سمات هذه الصيغة – خصوصًا أثناء فترات التحوّل – فى نوع من القلق الاجتماعى والفكرى." (12)
نتيجةً لمرحلة التحوّل هذه، والقلق الاجتماعى والفكرى الذى نعيشه، ورحابة مفهوم (القصة القصيرة) كجنس أدبى، يتأبى على التحديد أو التأطير، راح عدد من كُتَّابنا يجاهدون بتقديم تجارب قصصية، مغايرة لما هو سائد على الساحة الأدبية أمثال : محمد حافظ رجب، محمود عوض عبد العال، محسن يونس، محمد المخزنجى، ربيع الصبروت، سعد الدين حسن، رفقى بدوى، عبد الحكيم حيدر، ناصر الحلوانى... وغيرهم.
يبدو أن (القصة القصيرة) قد أصبحتْ – كما يقول Sedgwick - : " تضمُّ كل أنواع الأشياء : الموقف، والحدث أو الحالة، والوصف والتصوير، أو خلق الشخصيات، والسرد، والقصَّ، تلك التى تؤثر فى اندفاع كل رجل...".
وأؤكد هنا " إن الخروج عن الموصفات والمعايير الأدبية لجنس أدبى ما كـ (القصة القصيرة)، أو غيرها لا يعنى دعوة إلى فوضى الكتابة، إنما تقتضى إزاحة مفاهيم أدبية بعينها، بتقديم مفاهيم أخرى، تشكل فى مجملها منطقًا متماسكًا وإلا أصبحت الكتابة مجرد عبث لا طائل من وراءه. بعبارة أخرى أقول : إن الاختلاف والمغايرة لابد أن يكون لهما منطقهما الخاص، كما لابد أن يكون (النص) عملاً أدبياً، بحكمه قانون مما يمكن أن يصل إلى الآخرين، ويقنعهم بضرورة مثل هذا الاختلاف وأهميته، لكن هذا القانون أو المنطق الخاص الذى يطمح الكاتب إلى تقديمه لا يفرض على العمل من خارجه. إن الناقد أو القارئ يكون مطالباً أمام (نصوص)، لا تنطبق عليها المعايير الأدبية السائدة، بأن يعمل على استخراج معايير العمل الأدبى من داخل العمل ذاته، ومن ثم تظهر أهمية القراءة الإبداعية، التى تتطلب تنبهاً ويقظة من جانب القارئ يحفزانه على التخلص من توقعاته المسبقة، كما تحفزانه على الاشتراك فى العملية الإبداعية نفسها. (13)
" إن التجريب المستمر يعنى شيئاً أخر ؛ إذا أنه يدل على قصور أساليب الأداء المستهلكة، وقصورها عن نقل تجربة جيل، تختلف همومه عما سبقه من أجيال، حققتْ ريادة وانجازات باهرة فى وقتها، غير أن الريادة لا تصادر حق أجيال تالية فى شق أفق جديد من الإبداع الأدبى". (14)
يطرح التساؤل نفسه: (القصة القصيرة) سواء أكانت تقليدية أو حداثية..
كيف تستفيد من الأجناس الأدبية الأخرى ؟ أو كيف تتداخل الأجناس الأدبية الأخرى مع (القصة القصيرة) ؟.. " إذا أردنا درسًا موضوعيًا منضبطًا منهجيًا, رحنا إلى الزوايا الثلاث: ماهية الفن, ومهمة الفن, وأداة الفن, نجد أن الفنون تلتقى فى الماهية, وتلتقى فى المهمة, وتتمايز فى الأداة, إذن فالفنون فى طبيعتها واحدة, وفى تلقيها واحدة, إنما يتمايز هذا الفن من الفن الآخر بطبيعة أداة التوصيل, التى يصطنعها المنتج ليصل إلى متلقيه, فإذا كان الأمر كذلك, وهو كذلك بالفعل فى الفنون, فالأمر أدخل فى باب فن واحد (الأدب), فالأدب تشكيل لغوى, ومن ثم فتأسيسًا على المبدأ الجمالى الثالث, وهو الحاصل فى تاريخ الأدب, أن الأجناس الأدبية تتأثر وتتآزر, تأثر وتآزر الفنون فى أصلها, وفى طبيعتها, وفى مهمتها, ولعل أول نظر منهجى فى هذا الأمر هو القطعة الفريدة الباقية, أو إحدى القطع العزيزة الباقية من (أرسطو), عندما خلّفَ لنا تمييزًا باقيًا, لازلنا نعتد به, ولازال الدرس الأدبى الجاد يبدأ به؛ التمييز بين فنون الحكى والقصِّ, وقد أدارها بطبيعة الحال حول الملحمة وفنون الدراما, وقد وضع هذه التفرقة الفذة المميزة, القصِّ حدث يروى, والتمثيل حدث يؤدى, المأساة هى حدث يؤدى, والقص بأنواعه المختلفة, والسائد فى تلك المرحلة (الملحمة / الرواية).
حينما نذهب إلى بيان استفادة جنس أدبى من آخر, أو بيان جنسه وتطوّره أو تلاشيه فى جنس آخر أو انقراضه.. وهنا أتساءل: لماذا تختلف الأنواع ؟ الأدب عمومًا تشكيل لغوى, فلماذا نجد هذا التشكيل ينصرف إلى زُمر, وإلى أنواع, وإلى أجناس أو فنون ؟ إن وضعًا تاريخيًا اجتماعيًا محددًا يُفرَضُ؛ ينشأ أولاً.. ثم يفرض حاجات جمالية, لا يلبيها إلا جنس أدبى محدد, كأن الجنس الأدبى لا ينشأ بإرادة فردية, ولا ينشأ من اتفاق كوكبة أو طائفة من الأدباء والمنشئين, إنما الجنس الأدبى ينشأ استجابةً لوضع تاريخى اجتماعى محدد, وربما يتطوّر فى أوضاع أخرى, أو ينبث فى جنس أدبى جديد, أو جنس أدبى آخر.
يظل فى الأدب والفن ما هو ثابت. والجنس الأدبى مُتغير مادام قد ارتبط بوضع معين, ما هو الثابت فى الأدب لكى نراه فى المتغير ؟ الثابت فى الأدب هو المواقف الثلاثة الكبرى, الثابت فى أى إنشاء أدبى قديمًا أو حديثًا, بدائيًا أو متحضرًا أو عصريًا, شرقيًا أو غربيًا, فى أية لغة, ثلاثة مواقف:
الموقف الغنائى: وهو موقف الذات إزاء العالم؛ الذات المفردة أمام العالم.
الموقف الملحمى: وهو الموقف البطولى, أو الموقف الجمعى إزاء العالم, الذى يلخص مواقف الجماعة إزاء عالمها.
والموقف الدرامى: هو الموقف التجادلى, أو بيان التناقض فى الطبيعة والمجتمع.
بعد ذلك تتحقق هذه المواقف الثلاثة فى عمل فنى, مهما تكن طبيعة هذا الفن, لابد للعمل الفنى لكى يكون فنًا, أن يحتوى على هذه المواقف الثلاثة, ولكن حينما يغلبُ موقف من هذه المواقف الثلاثة فيدخله فى جنسه؛ تغلب الغنائية على الموقفين الآخرين فنصبح أمام القصيدة, تغلب (الملحمة / الموقف الملحمى) فنصبح أمام الملحمة, أو السيرة, أو الرواية, أو القصة القصيرة.. عندما يغلب القصٌ تغلب الدرامية, فنصبح أمام المسرحية (كوميديا ومأساة) وعلى هذا الأساس فلدىَّ فى الإنشاء الأدبى مواقف ثلاثة أصيلة تتبدى فى كل عمل أدبى, والذى يحدد نوع هذا العمل هو طغيان موقف على موقفين." (15)
" انقضى زمن (الملحمة), فى العصور القديمة.. انقضى زمن (السير) فى العصور الوسيطة.. وجاء عصر (الرواية) و (القصة القصيرة) بمبدأ تاريخى جمالى واحد,
وهو نشوء الطبقات الوسطى, النوع أو الجنس الأدبى الأثير, والممثل لنشوء هذا الحدث التاريخى الخطير فى تاريخ البشرية هو (الرواية) و (القصة القصيرة) إذن المبدأ الجمالى الواحد, لكن جماليات التشكيل تتفاوت وتختلف؛ (القصة القصيرة) بوارثتها للملحمة, بوارثتها للسيرة, لكن كل القصِّ, كل الحكى يأخذ من (الدراما), يأخذ من (الغنائية), ولم يحدث هذا التأثر, وهذا التداخل, وهذا التشابه, وهذا الامتصاص, وهذا العطاء بصورته المثلى والرفيعة إلا فى (القصة القصيرة), فنجد فى (القصة القصيرة) من الدراما والمباشرة والتركيز المسرحى؛ لو أنك رفعتَ لفظة واحدة من الحوار المسرحى لتهدم البناء المسرحى كله.. فى الرواية يمكن رفع صفحات؛ فالخبرة والمباشرة والتركيز أخذتها (القصة القصيرة) من (الدراما), وأخذت الطاقة الغنائية والشاعرية من القصيدة. "(16) " إن (القصة القصيرة) أدنى إلى أن تلخص المواقف الجمالية الثلاثة, التى قلت: إنها لابد أن تتبدى فى كل عمل فنى, وإنها أقرب الأجناس الأدبية إلى ظهور الأجناس الأدبية الأخرى فيها."(17)
"لهذا فأن التقسيم الموجود عندنا بين (الرواية), وبين (القصة القصيرة), لم يعد موجودًا فى الغرب بالشكل الحاد الموجود عندنا حاليًا, مثال ذلك ماركيز, فهو لا يقال عنه إنه كاتب قصة قصيرة, ولا يقال عنه أنه كاتب رواية, ولكن يقال عنه أنه كاتب قصة؛ فلديه قصص مثل (مائة عام من العزلة) تقع فى مئات الصفحات, وأيضًا قصة (خريف البطريرك). وقصص أخرى تقع فى عشرين صفحة مثلاً, والأمر نفسه موجود عند أديبنا نجيب محفوظ, سواء كتب الرواية الطويلة, أو كتب مجموعة من الأقاصيص, فأنت تجد فى قصصه أن القصة فنًيا هى التى تفرض عليه عدد صفحاتها؛ لأنها طاقة فنية تنتهى عندما تطلب هى ذلك, الأحداث نفسها تطلب ذلك. ". (18)
أما عن مدى استفادة (القصة القصيرة) من الأجناس الأدبية الأخرى و(الشعر) خاصةً, إن بعض القصص القصيرة تكاد تكون قصائد شعرية؛ ينبغى أن نعلم أن (القصة القصيرة) فى حدها الحقيقى, وعند منتجيها الحقيقيين: ماهى إلا قصيدة؛ والشعر ما هو إلا كيفية مخصوصة فى التعامل مع اللغة, ليست هناك لغة شعرية, إنما تعامل شعرى مع اللغة, فالتعامل الشعرى مع اللغة عند الشاعر هو هو عند القاصِّ من أضراب يحيى الطاهر عبد الله, ويبقى الفارق الذى يفرق الشعر عن النثر العظيم هو الإيقاع, وسنرى هنا إيقاعًا, وسنرى عند قصاصينا القدماء إيقاعًا, أنه ليس الإيقاع من الأبحر الشعرية المتوارثة, إنه إيقاع مستمد من جماليات اللغة, أنه ليس مستمدًا من جماليات الأعاريض, مقررات الأعاريض تفصل فصلاً حادًا بين الأمرين.. أما القاص الموفق, المقتدر جماليًا فهو يتعامل مع اللغة تعاملاً جماليًا، مضافًا إليه التعامل الشعرى, الذى يتعامل به الشاعر مع اللغة.. ولعل هذا يفصل بين النوعين. ". (19)
يقول الدكتور عبد المنعم تليمة: " لو قرأنا شيئًا من عمل يحيى الطاهر عبد الله لوجدنا هذا الأفق, وبتحديد شديد لديه قصة فى مجموعته الثانية (الدف والصندوق) بعنوان (حج مبرور) يكاد القارئ العجل يمر مرورًا سريعًا, أو أن وقف فأنه سيقف مأخوذًا أمام التشكيل اللغوى المعجب, وهذا مالا أقصده, لكننا نقف عند شئ آخر.. رجل عادى يأتى من الحج, وقبل ساعات من وصوله, أو قبيل أيام قليلة, يحاول أهله أن يزينوا- على نمطنا الريفى- داره ببعض الرسومات البسيطة المعروفة.. ويأتى النقاش ويرسم جملاً بمحمل على الحائط, فيتذكر أنه رسم جملاً فى العام الماضى؛ لأن الرجل يحج كل عام,
ووجد أن هذا الجمل طاغية (لا ينسى الأسية) لا ينسى ما يفعله الإنسان ويصبر, وينتقم,
إذن لابد من مواجهة الجمل.. كيف يواجه الجمل؟ النقاش كيف يواجه الصبر الطويل للجمل على الانتقام, أو الترتيب للانتقام, كيف يفعل هذا؟ مونولوج يقول فيه: (هو.. هو.. الجمل..
فى السنة الماضية, لابد أن أعيد رسمه بطريقة جديدة, سأجعل الرجل فى قامة الجمل ثلاث مرات).
وتنتهى القصة والرجل يقول للجمل سأرفع العصا, وسأضع مكان العصا السيف.
وهنا تبلغ القصة غايتها عند القارئ المدقق؛ فأمام كل ما هو عملاق بالنسبة للطبيعة قوى أخرى.
الإنسان فى جدله مع الطبيعة هو السيد, وفى كل قهر يستطيع أن يكون سيدًا,
وهذا هو جوهر الجواهر فى الموقف الملحمى, هو سيادة الإنسان وقوته وعظمته ونبله.
بالنسبة لهذه القصة يمكن للقارئ العادى أن يقف عندما يبدى هنا أو هناك من إعجاب بتركيبات وهيئات وتشكيلات لغوية, بذكاء فى المتصور فى المواقف وتشكيلاتها..
إننى وقفت هذه الوقفة لنرى كيف يمكن للقصة القصيرة أن تستفيد من المواقف الجمالية الأخرى, والأجناس الأدبية الأخرى.
فى نفس المجموعة قصة (الموت فى ثلاث لوحات) القارئ لهذه المجموعة يلمح
أن هذه اللوحات الثلاث للموت أن هى إلا قطعة من رواية يحيى الطاهر عبد الله
(الطوق والأسورة), وفى اللوحة الثالثة يموت الرجل عن زوجته, وتموت الابنة,
ويصبح العالم بلا مغزى, (الحزن) هو الشخصية الأساسية.
السطر الأخير (وتبتسم للرجل الكبير العارى مكشوف العورة) وهذه الجملة هى الأخيرة فى القصة. فهاهنا جوهر أصيل من جواهر الدراما، إن الحياة، حياة الفرد والجماعة والتاريخ، بل أن البشر والطبيعة من حولهم إنما هى مسيرة بالتناقض والتجادل، ويظل الإنسان إلى منتهى عمره، بل إلى منتهى تاريخه ذلك البطل النبيل الذى يعلم علم اليقين أنه مقهور لا محالة، وأنه ميت لا محالة، وأنه مهزوم لا محالة، ومع ذلك حتى اللحظة الأخيرة يظل منتصباً فى وجه هذا القدر الأعمى... ".(20)
(المقال) كجنس أدبى هل تستفيد منه (القصة القصيرة) ؟.. " نعم هناك فروق كبيرة بين (المقال) و (القصة القصيرة).. (المقال) فى المحل الأول محاولة لطرح وجهة النظر، لا يعيب (المقال) على الإطلاق أن تُميز فيه شخصية الكاتب، بل لعل ذلك أن يكون من مزاياه ؛ فنحن نقرأ مقالاً للزيات يتطلب شخصية فكرية مختلفة، عما يتطلبه مقال للعقاد أو غيره، بمعنى أخر، كاتب (المقال) له أن يزج نفسه فى مقاله على نحو واضح. أما كاتب (القصة القصيرة) – فى المفهوم التقليدى – فإنه لا يزج نفسه، إنما يقف فى المؤخرة، ويحرّك الخيوط على المسرح، وكأنها تتحرك من تلقاء ذاتها.
فى كتاب (المعذبون فى الأرض) للدكتور طه حسين نجد مجموعة من الأحاديث القصصية، - إن جاز هذا التعبير - (المعذبون فى الأرض) كتاب يصعب تصنيفه؛ لا نستطيع أن نقول إنه مجموعة مقالات ونسكت، ولا نستطيع أن نقول إنه مجموعة قصص قصيرة ونسكت، وإنما هو مزاج من هذين الأمرين.. الدكتور طه حسين يسمى كتابه (حديثًا)، وينفى عن نفسه أنه قاصُّ، فهو يقول مثلاً : لا أضع قصة فأخضعها لأصول الفن، ولو كنت أضع قصة لما التزمت إخضاعها لهذه الأصول ؛ لأنى لا أؤمن بها، ولا أذعن لها، ولا أعترف بأن النقاد مهما يكونوا أن يرسموا لى القواعد والقوانين مهما تكن... إلى آخره.
لكن هذا لا ينفى أن بعض هذه الأحاديث قصص قصيرة، تكاملت لها عناصر القصة القصيرة التقليدية، وفى الوقت نفسه نجد الكاتب يتدخل فيها تدخلاً صريحًا فيهاجم أو يدافع، فإذن هناك أثر كجنس المقال فى هذه الأقاصيص.
(اللوحة أو الصورة القصصية) جنس أدبى معروف، ومن أمثلتها قصة قصيرة ليوسف إدريس عنوانها : (مارش الغروب) وهى تمثل ثلاث صفحات، تصوّر بائع عرق سوس فى وقت الغروب إلى أن يسدل الليل ستاره عليه.
أبرز ما يمثل هذه القصة سكونيتها، أو تجميد اللقطة، وهذا هو الفرق بين (اللوحة) و (القصة القصيرة)، (القصة القصيرة) تشتمل عادةً على تطوّر ما، أما (اللوحة أو الصورة القصصية) فتقدم صورة مثبتة كأنما بالتصوير البطيء.. وقد استخدم يوسف إدريس عنصر الصورة القصصية، ومع ذلك كتب قصة قصيرة. " (21)
حقًا إن (القصة القصيرة) كجنس أدبى قادرة على الاستفادة الحقيقية والفنية من الأجناس الأدبية الأخرى دون أن تفقد هويتها الفنية المتميزة.

الهوامش والمراجع:
(1) حسن الجوخ - أوراق.. ومسافات – سلسلة (كتابات نقدية) – العدد 120. ط الهيئة العامة لقصور الثقافة – مارس 2002 – ص 63.
(2) محمد مفيد الشوباشى – القصة العربية القديمة – المكتبة الثقافية – عدد 106 – أول إبريل 1964. ط المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر– ص 19.
(3) آيان رايد – القصة القصيرة – ترجمة د. منى مؤنس. ط الهيئة المصرية العامة للكتاب. عام 1990. ص 11.
(4) المصدر السابق نفسه. ص 11، 12.
(5) مجدى وهبه../ كامل المهندس – معجم المصطلحات العربية فى اللغة والأدب – مكتبة لبنان – بدون تاريخ – ص 160.
(6) يوسف الشارونى – القصة القصيرة نظريًا وتطبيقيًا – كتاب الهلال – العدد 316 – إبريل 1977 – ص20.
(7) آيان رايد – القصة القصيرة – ترجمة د. منى مؤنس. ط الهيئة المصرية العامة للكتاب. عام 1990. ص 12، 13.
(8) مجدى وهبه/ كامل المهندس – معجم المصطلحات العربية فى اللغة والأدب – مكتبة لبنان – بدون تاريخ – ص 161.
(9) د. سيد حامد النسّاج – القصة القصيرة – سلسلة (كتابك) عدد 18 – ط. دار المعارف – عام 1977 – ص 13، 14، 15.
(10) راجع فى ذلك : (أزمة المصطلح فى النقد القصصى) دراسة للأستاذ عبد الرحيم محمد عبد الرحيم – مجلة " فصول " العدد 3، 4 – إبريل / سبتمبر 1987. وكذلك مجلة " عالم الفكر " الكويتية – العدد الرابع – مارس 1989.
(11) حسن الجوخ - أوراق.. ومسافات – سلسلة (كتابات نقدية) – العدد 120. ط الهيئة العامة لقصور الثقافة – مارس 2002 – ص 73، 74.
(12) اعتدال عثمان – قضايا القصة الحديثة – المكتبة الثقافية – العدد 489 – إعداد وتقديم : ربيع الصبروت – ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب – عام 1993 – ص 84، 85.
(13) المصدر السابق نفسه ص 87، 88.
(14) المصدر السابق نفسه ص 104.
(15) د. عبد المنعم تليمة – قضايا القصة الحديثة – المكتبة الثقافية – العدد 489 – إعداد وتقديم : ربيع الصبروت - ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب. عام 1993. ص 59، 60، 61، 62، 63.
(16) المصدر السابق نفسه ص 64، 65.
(17) المصدر السابق نفسه ص 69، 70.
(18) د. حامد أبو أحمد – قضايا القصة الحديثة – المكتبة الثقافية – العدد 489 – إعداد وتقديم : ربيع الصبروت – ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب – عام 1993. ص 129، 130.
(19) د. عبد المنعم تليمة – قضايا القصة الحديثة – المكتبة الثقافية – العدد 489 – إعداد وتقديم : ربيع الصبروت - ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب. عام 1993. ص 70، 71.
(20) المصدر السابق نفسه ص 67، 68، 69.
(21) د. ماهر شفيق فريد قضايا القصة الحديثة – المكتبة الثقافية – العدد 489 – إعداد وتقديم : ربيع الصبروت - ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب. عام 1993. ص 73، 74، 75، 76.


* من أبحاث المؤتمر الأول للقصة القصيرة . نادي القصة بالقاهرة . يونيو 2007




تداخل الأجناس الأدبية مع القصة القصيرة .. لحسن الجوخ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى