عثمان لْكْعَشْمِي - تشذّر الكائن..

« يقتضي الصَّمت درباََ طويلاَََ من الكتابة و الكَلام، فالسُّكوت كلام فعليّ. إنّ الصَّمت مستحيل، لذلك نرغب فيه».
م. بلانشو




قال المشَّاء: لدينا قدمين أيضاََ، يمكننا أنْ نفكِّر بهما.

***

إنّ سقراط أفلاطون لم يكن أفلاطونياََ، أبداََ.

***

ليس هناك أيّة جملة يمكنها أنْ تختزلني أو بالأحرى تكثِّفني، غير هذه الجملة نفسها.

***

إنّ الحقيقة لا توجد فوق رأسنا و لا تحت قدمينا، و إنّما هي حركة يدويّة مزدوجة لا تنفكّ عن التوقف بين قدمينا و رأسنا.

***

هل تريد أن تنتحر ؟

- عليك بقتل الشغف.

***

حوار

- أخشى ما أخشاه... أنْ تفقد كلّ شيء...
- أنا لا أملك شيئاََ لأفقده:
أنا إنسان الهامش.

***

صحيح أنّ الملاكم يلكم بيديه، لكنه يقف على قدميه.

***

إِيَّاكُمْ و الإخفاء عن النساء، إنّه فنهن النبيل.

***

ما هي أفضل الطرق للإخفاء؟

- الإظهار.

***

إنّنا لسنا سوى ظلال تجاربنا، أو لنقل مرايا؛ مرايا منكسرة.

***

بكثرة ما أنظر إلى نفسي في المِرْآة،
صِرْتُ مرآة للْمِرْآة.

***

العنف.. خاصّة أنطولوجيّة

-هل يمكننا التخلّص من العنف البشريّ ؟

- سيكون الجواب بنعم، إذا ما تمكنّا من التخلّص من عبارة التخلّص نفسها. هل هنالك ما هو أعنف من« التخلّص من العنف» ؟

سيلزمنا حينها أنْ نكون أعْنف من العنف.

***

سقراط ؟- سؤال الفلسفة.

***

ما الذي يقع في عالمنا البشريّ ؟- لقد امتلأَ الكأس. وما علينا إلاّ إفراغه.

***

الفلسفة.. مشْياََ أكثر منها نظراََ برهانيّاََ،

فضلاََ عن كونها.. رقصاََ أكثر منها تأمّلاََ ميتافيزيقيّاََ.

***

التَّفكير بالجسد

التَّفكير.. مشْياََ،

التَّفكير.. رقْصاََ.

***

هل تريد أنْ تعرف قيمة مفكِّر ما؟

- فَانظُرْ إلى مدى قدرته على المشْي، فضلاََ عن قدرته على الرَّقص.

***

عندما نكتب لا نحرص على أنْ نُفهمَ فحسب، وإنّما نحرص على ألاّ نُفهم أيضاََ.

***

الأصالة، هي أنْ تسمِّي ما لم يسمَّى بعد.

***

إنّ الإنسان الَّذي يمكنه أنْ يستوعب كلّ مفارقات العالم بهذه العذوبة، بهذا السِّحر، بجَرَّة لسان.. يمكنه أن يفعل كلّ شيء.

***

الانفصال

أخشى أنّني : « لم أعد أنا ذاتي و لم أعد قادراََ على قول أنا ».

***

لم أعد قادراََ على قول أنا، لقد نسيت أنْ أكون أنا، مُجَدّداََ. مَن أكون(أو لا أكون) إذاََ؟

***

إذا كانت اللُّغَة هي دار الوجود كما يلحّ علينا هايدغر، فإنّ مُهِمّة الفيلسوف هي هَجْر تلك اللُّغَة أو بالأحرى تَهجيرها.

***

ما هي أشدّ الأشياء غموضاََ؟

- الوضوح.

***

إنّ الإنسان الّذي لا يقدر على مجاوزة المجتمع، ليس سوى منتوج مجتمعي خالص.

***

كيفما كانت الصورة التي رسمتها وترسمها عني، فإنني إما أن أكون أسوأ منها أو أفضل منها. دون أن يمنعني ذلك من القول بوجود شيء ما يخصني في تلك الصورة: إنّها الصورة ذاتها.

***

لا يُمْكننا التفكير في الأشياء المرهفة ما دمنا نتكلّم بصوت عالٍ.

***

. الكتابة.. رسم للعالم

قلم رصاص ومِمْحاة، كل ما يحتاجه الإنسان لكي يرسم(-يغيّر) العالم. اليد اليمنى تقبض، تثبت وتؤكّد، أما اليد اليسرى فهي تنزع، تنفي و تعارض. فالواحدة تخطّ والأخرى تمحي. بين هذه وتلك : تكمن الحركة التي يغيّر فيها العالم مجراه.

***

أقوى الكائنات.. أضعفها

إن ما يجعل الإنسان أقوى الكائنات على الإطلاق، هو كونه أضعفها على الإطلاق، أو بشكل أدق : وعيه المستمر بأنه الأضعف. لهذا يعمل جاهداََ، باستمرار، لكي يكون : الأقوى.

***

ليست الحياة أكثر من المواقف و الوضعيات الصُّغرى المُكَبَّرة(و المُعَمَّمة)، الَّتي تتجاوزنا في نفس اللَّحظة الَّتي نتجاوزها.

***

العلاقة مع الحب: علاقتنا دائما مستحيلة التحقق، فهي دائما ما تتحقق «كما لو» أنّها لا تريد؛ توجد لكي تمتنع عن الوجود.

***

يكفي أنْ تُحكى الحكاية، لكي يُعتقد في صِحَّتها. هل هي حقيقية بالفعل؟ لا أحد يهتم فيما إذا وقعت بالفعل أم لا. فكلّ ما قيل واعتُقد في صحّته، فإنّه وقع بالفعل. وهل هنالك حكاية أصحّ من حكايات الوجود البشري، الخير، الحب، السعادة، العدالة، و الحرية...؟

***

ما هي الذَّاكرة الأكثر ضعفاََ؟
إنَّها ذاكرة الإنسان: لقد نسينا أنْ نكون الإنسان الَّذي لم يوجد بعد.

***

الصَّمت، علامة أكثر منه مجرَّد تعبير.

علامة ماذا؟ علامة السُّؤال.

***

- لماذا تتظاهر بالعمق؟

- أنا لست عميقاََ أبداََ، بالأحرى أتظاهر بالعمق.

بل: أنا مسطّح إلى درجة العمق؛ أنا أعماق مسطّحة.

***

ما هي أعظم غلطة وجودية؟

- الإنسان: الكائن الغلاّط.

***

الإرادة :

هي أنْ نقول لا عندما ينبغي علينا قول نعم و، أو، أنْ نقول نعم عندما ينبغي علينا قول لا.

***

الحياة ؟

- ليست أكثر من لعبة :

لعبة الموت.

***

الولادة : هي اللّحظة الّتي يوجد فيها الموجود «كما لو»؛ هي اللّحظة الّتي يمتنع فيها العدم «كما لو». إنّ الولادة هي انفصال عن العدم كما لو أنّه اتصال بالوجود.

***

ما الّذي يرغب فيه الإنسان أكثر من أيّ شيء آخر ؟

- الرَّغبة؛ الرَّغبة اللّا متناهية.

***

الوحدة ؟

ليست الوحدة هي أنْ لا تجد أحداََ ينتظرك في الدّار عند عودتك كما همس لنا بارت، بل هي أنْ تفقد نفسك و أنت في الدّار. إنّ الوحدة هي أن تفقد تفرّدك. أو إذا ما نحن استعرنا لسان بلانشو والحالة هذه، سنقول: تبدأ الوحدة في نفس اللّحظة الّتي أعجز فيها عن قول أنا.

***

ما هي أعظم كذْبة على الإطلاق؟

- الدّولة العادلة،

لكنّها كذْبة صادقة.

***

إذا كانت اللّغة هي دار الوجود، فإنّ السّؤال هو حركته و مجراه.

***

يتشبّه بعامّة النّاس.. لكي يبدو من خاصّتهم. من يكون؟
- رجل الدولة.
***

إنّهم عظماء بتواضعهم ! يترفّعون بتواضعهم.

***

ضدّ أفلاطون.. مع سقراط : على الرّغم من همس أفلاطون المتدفّق في أُذْن سقراط، فإنّه أبى أنْ يكون أفلاطونياََ. إنّ سقراط لم يكن أفلاطونياََ أبداََ. عن أي سقراط نتحدث ؟ يتعلّق الأمر بسقراط- نفسه، بما فيه سقراط أفلاطون؛ كشخصيّة فلسفيّة من إبداع أفلاطون ذاته.

***

هل تريد أنْ تكون ظلّي ؟- ما عليك إلاّ أنْ تسيء إليّ.

***

إنّ عالمنا هذا، لا مكان فيه للضّعفاء. فلمجرّد أنْ تفوح منك نسمة ضعف، فإنّه لن يتردّد، أبداََ، في ضربك بكلّ ما أوتي من قوّة.

***

أنا لا أتصرَّف على ضوء الانتظارات، بقدر ما أتصرَّف على ضوء الانتصارات بوصفها تكراراََ للإخفاقات المتوالية.

***

ما أتذوَّقه في النَّصّ،

هو ما أكتبه على هامشه.

***

وحده العِلْم المَرِح، كفيل بأَنْ يجعلنا نَسْخَر مِنْ ذواتنا أوّلاََ و مِن العَالَم ثانياََ؛ نسخر مِن الكائن و الوجود معاََ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى