عمّار كشيّش - كتابة القاص علي السباعي من اجل الفن والناس

فرائس بثياب الفرح عنوان القصة الاولى للقاص علي السباعي في كتابه ( بنات الخائبات ) الصادر عن دار ميزوبوتاميا الطبعة الاولى (2014)الكتاب يحتوي قصتين ،القصة الثانية سيوف خشبية .

***

(منذ نعومة اظفاري تمنيت لو كنت مثل جدي الثالث علي السباعي الذي كان صديقا حميما لـ:ناصر باشا الاشقر.... الذي وسم مدينته التي شيدها آنذاك أعجاباً منه لحادثة جرت لجدي ...............)مقطع من فرائس بثياب الفرح

بطل جنوبي بنكهة خيالية يرسم للقارئ ( انه نفسه البطل هو نفسه علي السباعي ) لكنه يغير معتقداتنا تدريجيا بموجة خيال تجتاح مفردات النص
موجة خيال: شجرة طالعة وشامخة بقوتها ولوينتها من ارض الواقع.

الى جانب هذا البطل تقف بطلة انثى بكل معنى الانوثة وقداستها واشعاعاتها التي تُحي الاشياء ،البطل هي تسمى الناصرية.

بوجودها الحقيقي كانما يسرد لنا السباعي سيرة ولكن هذه السيرة نكتشف انها معجونة بسحر: الخيال ،والغرابة ،والتفرد
سيرة، وعزل ،واصابع الحداثة تمزج الاشياء بحلاوتها
سيرة، وعزل
،وحزن جنوبي : الضحكة تشع لاتخبو ، تشع عالقة في شجرة يهزها فأس الحطاب .الضحكة قوتها مستمدة من قوة الماء الفراتي .
هكذا يقول علي السباعي ويتواصل بكتابته العجيبة :
( ـ ناصرية ! أسمُكِ: ناصرية !!!
أومأ بأم قبضته أن :سألجُك ِ، في إشارة ٍ خبيرة دسمةٍ ،هكذا تكلم عتودة :فتاة مفضوضة البكارة خيرٌ من عذراء .قال بلؤم :
ــ ناصرية .سأفض بكارَتك

إستطرد منتشياً:
ــ سأنظر إلى عينيكِ وأنا أفضُّ بكارتك، تلك هي متعتي.)مقطع من فرائس......

مدينة
الناصرية قدمها لنا بطقس من حقيقية وواقعية ،(وسريالية) منتشرة في الارض مثل شجر ملوّن .
ناصرية كأنها طلعت من امواج الفرات هكذا تعلمنا لوحته البارعة
(...أنها فينوس التي ولدت من رحم الامواج كانت تنظر لجدك بعينين سوداويين...) مقطع من فرائس...
ناصرية فتاة (انوثتها): لرفيقها الاديب او الفنان التشكيلي
( وامومتها):

لا بنائها المتحلقون حول نهر الفرات .
كأن النص معلوماتي وهذه طريقة السباعي في الكتابة سابقا ظهرت هذه في مجموعته القصصية زليخات يوسف الصادرة عن دار الشؤون الثقافية.
ترد اسماء تاريخية وسياسية وقد وُظفت في النص وذابت في تفاصيله:
(....أطلت لحيتي على طريقة بيكاسي )مقطع من فرائس...
ومثلما (بيكاسي) رحالة هندي منذ 1987 يجوب العالم فان علي السباعي يمضي متأملا في واقعه وخياله متجددا مثل المياه
(استشفائيا مثلت بين يدي عتودة) مقطع من فرائس......
هذا النص عراب المدينة والانوثة لن يُهزم امام عتودة خادم ابرهة الحبشي ومغتصب العذراوات.



القصة الثانية سيوف خشبية:

(كثيرون من ادعّوا الألوهية ،وأكثر من ادعّوا النبوة ،وكثيرون وأكثر من كثيرين من أدعوا إن حبيباتهم ملائكة ،وسأدعي بأني الشيطان) مقطع من سيوف خشبية.
العنوان كما تقول القصة مُنتزع من قصيدة لنزار قباني
هنا يتمدد عطر كتابي ،هو عطر يمتد الى نقطة بعيدة ،يرسم لنا علي السباعي
غزلاً من سخرية،غزلاً من بكاء،وغرابةٍ. تتجمع امام وجوهنا المتطلعة :الاسماء الحقيقية كذلك كما في فرائس بثياب الفرح مثلا انور السادات وعادل امام .
وهو كما عودنا هذه الاسماء ليست زوائداً كتابية انه التوظيف الرائع ،الفني !
اكرر كانه نص معلوماتي ،لكن حفلة الخيال بخمرها ،وسحرها
،وشيطنتها يطفح زيتها المشع للخارج وتلمس اصابع القرّاء.
في هذا النص يقترب من حافات الايروتيكا لكن لم يقدم لنا نصا مجانياً،رخيصاً.
القرّاء اباء يطالعون النص للزوجات والابناء والعكس يتالق ايضا .

الروح في الكلمات هي شحنة النار نار الشموع، وجمرة الفطور ، لاتحرق الاقمصة بل تصنع منها اجنحة

كما في النص الاول يلتقط صورا لمدينته الناصرية يسبح في الفرات ،يعوم في اللحضات الجنوبية متواصلاً ويسترخي على ضفاف الابداع.

في النصين احتمالات تتمدد بوجودها افكار القّراء وتخيلاتهم .
و نخرج من هذه الاحتمالات وفي حوزتنا اشياء ثمينة.
في كف علي السباعي الممدودة نحونا ، او الممتدة في عالم الورق الملطخة بالحبر والماء، في كفه سحر ثلجي.
احد القراء يصيح: تؤلمني مشاعري
تقول قارئة :اقذف كلماتك نحو روحي .
علي السباعي لا يتردد ،روحه غزالة يمتطيها ويقترب من المتحلقين
حول كلماته ، هم طالعوا الكلمات طالعوها للمرة الثانية ،والثالثة وفككوها بالتأمل ،والحقيقية لم يخسروا شيئا بل ربحوا الكثير!
علي السباعي ابداعاته ارجوحة تنظم خفقات القلب!


* عن
عمّار كشيّش - كتابة القاص علي السباعي من اجل الفن والناس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى