رجاء أبو غزالة - احمل خيمتك واتبعني.. شعر

نحن أقوامٌ لا تحفلُ
إِنِ اشتدّتْ علينا الريحُ اليومَ
غدًا ننزعُ الأوتادَ ونرحلُ
أطلْ لحيتَكَ
كي لا تشعرُ بالخزي والعارِ
لقد مضى زمنُ العزِّ
والكرامةُ المجلّلةُ بأكاليل الغارِ
لم يعدْ هناك أندلسٌ
يضربُ بها مثلُ الافتخارِ،
أو عبدُالرحمنِ أو طارقٌ أو ناصرٌ
كلهم ماتوا
والموتُ راحةٌ لذوي الضمائرِ

نحنُ قومٌ جاهليّون،
ندينُ بالسيادةِ ومبدأِ الساديّين
نعفّرُ وجوهنا برملِ الصحراءِ
كي نُرضيه
ونهدّدُ بإشعال بترولنا باللهبِ
كي نلهيه
ثم نركعُ في السرِّ
لشياطين غرائزنا
لتباركها اللاتُ والعزّى

احملْ خيمتك واتبعني
نحن أطفالُ المحنِ
نحن كلُّ أخطاءِ الماضي والمستقبلِ
وحاضرِ الزمنِ
نقفُ على شفيرِ الهاويةِ ونضحكُ
وفي أفواهنا ملعقة ذهبٍ تصطكّ
من هولِ فواجعنا
صدِّقْني أنا لا أريدُ الانتحارَ
مع قومٍ يهزأُ بهم عدوٌّ جبّار
لقد سئمتُ كوني من لحمٍ ودمٍ
وأوثرُ الانضمامَ إلى عالمٍ آليٍّ
مصنوعٌ من الزجاجِ المقوّى
خيرٌ لي
أَنْ أصبحَ «روبوتًا» يُشحَنُ بالكهرباءِ
لا بالدم والكبرياءِ،
وأن يُنزَعَ قلبي ويُستبدلَ
ببطاريةٍ جوفاءَ
من أَن أنامَ على حلمِ الأذكياءِ
على كل العالمِ
ببترودولاراتنا


[SIZE=4]رجاء أبو غزالة [/SIZE]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى