إبراهيم أبوناب - أرجوزة اللاجئين!

بـالأمس مـرَرْتُ عـلى الخِيَمِ = فجرَى دمعًا في العيـن دمي
وبكـيـتُ فقـلْتُ ووا أسفــــــا = أقضـي بـالـدَّمْعِ عـلى الألــمِ
والـدمعُ سبـيلٌ لـم أسلكْــــــــ = ـهُ بعَيْنَيْ بـاكٍ مـنهـــــــــزم
لكـن بفؤادٍ مُضطرمِ الْــــــــ = آلامِ وغـــــــــــــــيظٍ محتدم
أرأيـتَ اللاجئَ فـي أوحــــا = لِ الأرضِ يسـيرُ بـلا قــــدم
وهـنـا الأطفـالُ بــلا مأوىً = تحت الأمطـار ومعتصـــــم
الريحُ تـولـولُ فـوقَهــــــــمُ = والـمـاءُ جـرَى مـــــن تحتِهِم
وعـمـودُ الخـيـمة مــــنهدمٌ = ذاوٍ كـالأمـلِ الـمـــــــــــنهَدم
والطفلُ يئنُّ هـنـا بفـــــــــمٍ = والريحُ تئنُّ هـنـا بفـــــــــــم
والسـيلُ مضى بفراشِهــــمُ = ويكـادُ كذا يـمضـــــــــي بِهِم
أفهـمتِ العـدلَ ومـــــنطقَه = يـا أمّةَ شعبٍ مــــــــــــــنقسم
لـو أنـي كـنـت أخــــا دارٍ = لفتحْتُ الـدار لِـجـمعِهــــــــــم
أو أنـي كـنـتُ أخـا مـــالٍ = لـبذلـتُ الـمـال بــــــــــلا ندم
لكـنْ ما الـحيلةُ أو ما القو = لُ، إذا لـم أمـلكْ غـيرَ دمــــي
فبأيِّ شعـورٍ تـندفعـيــــــــ = ـنَ، بـغـير شعــــــــــــورٍ للنّقَم
مـا دام اللاجئُ مـــــنزويًا = يـقضـي فـي الـمطر الـمـنسَجـم
والتاجرُ أبخلُ من حجر الـ = ـصَوّانِ وأجهلُ مــــــــن صنم
ورجاؤُكَ دومًا في الزهـرا = ءِ، هـنـاك بقصدٍ مـنـتظــــــــم
مـا بالزهـراء سـوى خمـرٍ = أو رقصِ فتـــــاةٍ أو نغـــــــــم
أيعـيشُ اللاجئ مـنكـســرًا = ويـمــــــــــــــوتُ بحقٍّ مُهتَض
واللاجئُ مـن أبنــاء العُرْ = بِ، أقـول ولـيس مـن العجـــــم
يـا قـومُ فخَرْتُم بالماضي = مـن عهد ثـمــــــــــــودٍ أو طسم
وجعـلـتـم حاضرَكـم هَدّا = مًا للـتـاريـخ الـمحتـــــــــــــــــرم
يـا قـومُ بقـلـبـي أشـيــاءٌ = يـخشَى أن يذكرَهـا قـلـمــــــــــــي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى