عذري مازغ - ماماس: الشاعرة الأردنية المغربية

لعلي واحد ممن لا يتذوق الشعر، وعليه يجب أن تكون قراءتي مختلفة ..

من الصعب على أمريء ليس بشاعر أن يقرأ الشعر بشكل أيضا ينمو التساؤل حول ماهية الشعر إن لم يكن مادة قابلة للفهم العام، للفهم من أي شخص مهما كان مستواه، لاشك أن الشعر فن إنساني أولا وكل الناس أبدعت فيه حتى من قبل العامة، بشكل يسمح لأي كان أن يحدث قراءة تتلاءم طبعا مع ذوقه، مع فلسفته، وأحيانا بلاغته اللغوية، لست شاعرا ولا أفقه في أدبياته، لكن من الشعر ما نتأثر به، من منا لم تعجبه مثلا قصيدة "أحن إلى خبز امي وقهوة امي" لمحمود درويش؟ إنها غاية في البساطة، لكنها تحمل ألما مكنونا في وجدان كل إنسان، تحمل الكثير من الغربة في طياتها، تحمل الكثير من الشوق العميق إلى الوجدان الطفولي، إلى دفء الأمهات بشكل عام، لقد كتبت يوما أن من نكران الجميل أن تحمل أمك طيلة حياة عمرها وتنسى فجأة انها أمك، كأن تكون مجالا للحرث، أقصد تجلياتها.. للمراة دفء مرصع بأشيائهن الجميلة في حقنا، أجمل شيء في الأم، ليس خبزها أو قهوتها، بل دفؤها العميق، حميميتها الجميلة، ليس ان تكتسح إحضار القهوة والخبز، خبز وقهوة محفوفان بحنان الأمومة، هذه أمور لا يفهمها الشاعر وحده وإلا لما أعجبتنا أصلا القصيدة، هذا في التفكيك الأولي، لا شك أن محمود درويش باعتباره شاعر قضية كان يرمز إلى شيء أكثر من الأم، ولا أريد الدخول في الأمر لأن التحام العواطف بالقصيدة يفهم في تجلياتها الاولى: علاقة الخبز والقهوة بالأم هي علاقة كونية قد يتلمسها الهندي والصيني وأي قوم، لكن في هذا المقام، لا أريد أن اتكلم عن محمود درويش باعتباره شاعر قضية، أحب أن أتكلم عن شاعرة أخرى تحمل قضية أيضا، شاعرة غريبة عنا في المجتمعات الذكورية، شاعرة تحمل عنفوانا آخر، عنفوان أنوثي محفوف بالخصوبة الانوثية، هذا الخطاب الأنوثي هو مالم نألفه في حياتنا الذكورية، وعندما أتكلم عن الخصوبة، أتكلم عن عنفوان العطاء عند كائن من سماته المميزة هذا التيمم بالعطاء، هل يمكننا ان نتكلم عن شعر ذكوري وشعر أنوثي؟ بالتأكيد نعم وهذا ما سنلاحظه، سنتكلم عن أبيات خصبة جدا وغير مألوفة، سنتكلم عن قضية المرأة في مجتمع جافة قيمه تجاه كل ما يثير الافتتان، على عكس رواد القحولة في الفكر العربي، علينا من الآن أن نتسلم قراءة مفتتنة بالآخر من حيث هو أنثى، علينا أن نمجد كل مايدفعنا إلى الإفتتتان كحق طبيعي، وهنا يجب أن نؤدي فروض الطاعة والإحترام لشاعر المرأة نزار قباني الذي علمنا كيف نفتتن بالمرأة. لكن بشكل أكثر، علينا وجوب أن نستمع لخطاب الأنثى كيف تفتتن بالرجل، علينا أيضا أن نكتشف كيف تفتتن امراة بالوجود كلية باعتباره تملك كل مقومات الألوهية، كل ما يثير في المراة هو أساسا نداء للوجدان والوجود من لون، من اخمص قدميها حتى أعلى شعرة في رأسها، ومن يرى عكس ذلك فهو مناهض للحياة،
تبدوا ماماس امارير شاعرة نيتشية بكل الحماس المغبط، شاعرة تبشر أيضا بموت الآلهة الذكورية، لكنها شاعرة تبشر بوجود الإلهات، الإله الذكر: كان يمثل في كل زمننا الحقيقة المناهضة للحق: الأنثى هي من يمنح الحياة وليس الذكر، في أحسن الأحوال، الذكر يمنح أسلوبا للخطابة، أن يتغزل بأمرأة ما في الشارع، لكن، في كل الاحوال، لا يرتقي تغزله إلى مستوى أن يخاطب إلهة, في مجتمع ذكوري ، يمكننا ان نسمح لأنفسنا بأن حواء خلقت من ضلع آدم، والحقيقة أن الأمر بلغة علم النفس تكمن على انها حالة استمناء وجودي، الأنثى هي الاصل لسبب بسيط، إنها تمنح مخلوقاتنا التي من صلبها سببا للوجود..
ا شاعرتنا تقر بالعكس تماما: إن الضلع لا ينتج خلقا بينما الأنوثة تنتجه، وهذه حقيقة طبيعية: آدم هو من خرج من فرج امرأة وليس ان هناك امرأة خرجت من ضلع أصلا لا يمث للخصوبة بشء ، الحقيقة الدينية أن آدم يلد أو آدم ولد من ضلع، في الحقيقة يمثل هذا الفكر الكهنوتي الذكوري: كل شيء خلق أساسا من ضلع أمراة: هي الصورة المشوهة للحياة بدليل علوم البيولوجيا، الأنوثة هي الله وكل ما عداه لا يعتبر سوى صفقة ذكورية في حلبة صراع الديكة.
هكذا أفهم شعر ماماس:، ما يقوله ليس أكثر من احتفال إيزيسي، مريم حملت بالمسيح لأنها تملك مقومات حمله، إن الخطيئة المسيحية هي أكبر حماقة في التاريخ، إن مريم هي من أوجدت الله بدون حمل من إله: هكذا أيضا تحمل إلينا أسطورة الفراعنة كيف خلق الله في حوض الإلهة إيزيس، ليس المسيح إلا تحول تراجيدي للإلاه حوريس لتصبح تعالمه مشكلنة في قاموس إنساني مغلف بحفظ النوع، هذا الذي يمقته نيتشه بالتأكيد، هنا تلتقي ماماس مع نيتشة، لكنها تبتعد عنه كثيرا في التقييمات التي حملها نيتشة لزراداتش: المراة تتحمل أكثر من الجمل في صحراء نيتشة نفسه، خاصية الجمل هي انه يقاوم ظروف الطقس: المراة مقاومة بطبيعتها الخلاقة، تشبه جمل نيتشة، لكن ما علاقة هذا الفهم الفلسفي بالشعر؟
لاشك أن كل مقام يحمل قولا فلسفيا، تميل الفلسفة في طابعها العام إلى إلى أن تكون كونية باستنادها إلى قوانين عامة في الفهم، بشكل عام يمكن رصدها أيضا في قوالب شعرية، يمكن فهم الشعر كونه المرصع من الكلام: وزن، إيحاء، إيقاع وحرف، لكن ليس هذا كل الشعر، هو أيضا مواقف وفكر وفلسفة، هذا بشكل عام،وهذا ما يهمنا في شعر ماماس.
ما يهمني في شعر مامامس ليس شكله (الوزن والإيقاع والحرف وهي أمور لا أفهم فيها أصلا) بل مضمونه الفلسفي، رسالته الإنسانية،
سأنطلق هنا بالإستدلال طبعا بمقاطع من شعرها على مواقف تعبر عن عمق فلسفي أكثر من دلالات الشعر نفسه في بيانه البلاغي المرصع بمقامات الوزن والإيقاع والحرف، إن ما يهمنا ليس هذا الشكل الشعري، ما يهمنا هو رصد مواقفها المعبرة عن كنهها فلسفيا، إن هذا أيضا لا يلغي فنية الشعر في أشكاله التعبيرية، بل يعيدنا إلى قول سابق حول قهوة وخبز محمود درويش، يعيدنا إلى أنماط الربط الكوني مع الكينونة، أقصد كينونة أي فرد في علاقته بأمه بكل رمزياتها الدلالية. كونية الفرد بشجنه.
لا شك أن الأمومة، كونها أمر وجداني هي تحفل بقاموس خاص ليس بالضرورة هو قانون الإفتتان عند نزار قباني، إن افتتان نزار قباني ذكوري في كل ملامحه خلق ذوقا شعريا ذكوريا في كل تجلياته، إن ما يفقدنا الإحساس بوجود شاعرات في عالمنا المتعدد الثقافات واللغات هو هيمنة فكر ديني ذكوري في طابعه العام يلغي افتتان المرأة، أو بعبارة أدق يلغي حق الإفتتان عند المراة: مالمشكلة أن تعبر المراة عن جنسها باعتباره معطى طبيعي وغريزي معا؟ ما لمشكلة أن نتذوق مثلا هذه الأبيات الجميلة؟:

"ما جَدْوى أنْ أكونَ هُنا
وَلا أشْتاقُ لِعَيْنَيْكْ

لِعِيْنَيْكَ فَقَطْ أموتُ كلّ صباحٍ،
و أسَرّحُ جَدائِلُ الشَوْقْ
دونَ أنْ أجْهشَ بالحَنينْ

أليست طرحا وجدانيا نابع من الإحساس بالكينونة الحقيقية؟ لو كانت هذه الكلمات لشاعر لاكتسبت ميزة خاصة من منطلق أن الإفتتان حق اقتحام ذكوري ، الشاعرة هنا تعي تماما هذا الإقتحام وتقارنه بنمطية طاغية في الذكورية حين ترتب له صك الإتهام، اتهام موثق في الذاكرة الجمعية بأشكال تنوع فهمه: عند الذكور سهو في الحب وعند النساء غدر في الحب: ” دون أن أجهش بالحنين" بكلمة اخرى : لا أجهش بالحنين.

ذاتَ رَغْبَةٍ باردَةْ
كانَ جَسدَ كلّ منّا مُستلقياً
عَلى السريرْ
كنا نُمارسُ الرَغْبةَ
في بعدٍ آخرْ

مَنْ غَزَلَ هَذِهِ الإيحاءاتْ الدامِيةْ
كيْ تَسْتوْطِنَ شجرة الحبْ؟
وتَدْهَس مَشاعِري .

من الصعب جدا لملمة جرح الغدر، وهو خاصية ذكورية في مجتمعات تقر دينيا أن صفات الوفاء عند المرأة هو طمس معالمها الأنوثية واختصارها في حميمية السرير: "جمال المرأة، فتنتها، هما فقط لمالكها"
من الصعب فعلا إعادة بناء الثقة حين يكون الحب سهوا: أن نمارس الرغبة في بعد آخر، بعد متخيل في المطاف الأخير، إني امارس سلطتي في القراءة، أحب ان أستنتج امرا ربما لا يوافق تجليات ماماس.
أعرف ماماس من خلال متابعاتي لشعرها
ماماس شاعرة البسيطة، ليس هناك شيء معقد عندها إلا وضع امرأة: أن تكون مرتعا لكل اضطهاد.

"قَلبكَ شارعٌ حَزينْ
وقَلبي أغْنِيَة تَرْسُمُ قدراً على خاصِرَةِ الحُبْ
كمْ منَ الوَقْتِ أحْتاجُ كيْ أتَغَلّبَ عَلى
هَذا الحَنينْ؟

كيفَ قَلبي.... يَتساقطُ مِنّي؟
كَيفَ تَغيبُ الأغاني
و الأمْنياتْ
وتَنهارُ هَمْسَةُ
ادخَرتُها لِأتَقرّبَ مِنكْ"

هذا أمر له علاقة بالافتتان وأوجاعه، لكن في مقامات أخرى يتكرس الافتتان بلغة أخرى، لغة ألوهية متسامحة ومتجاوزة تنطق بوحي الأنبياء، لغة “حاورهم بالتي هي أحسن” وكأن الشاعرة تقر بمرارة الواقع، تحث على تجاوزه،، هنا لست ناقدا في الشعر، لكن في الحقيقة قراءتي هي افتتان بوجود لغة غير لغتي، لغتي الذكورية أقصد، وبالشعر الأنوثي، هذه هي محاولتي: أن تكون لنا في ذكورتنا مساحة لتقبل عتاب أنوثي يتجاوز سقف احكامنا الذكورية، أن ننزل من تكثيف حجم مغامراتنا الذكورية التي يكرسها شعر نزار، وأن نقلص من درجة التهور: ما نعتبره مغامرة، هو أيضا مغامرة لدى الطرف الآخر: إن تحريم الحب كغريزة للوجود وكغريزة للكينونة جعل منه مغامرة لدى الجنسين، فيه حجم مغامرة المرأة أكبر بكثير من حجم مغامرة الرجل، وهنا تجدر قوة المرأة، إن ما نحتفل به ذكوريا يرجع أساسا لمغامرة المرأة وليس مغامرة الرجل، إن مغامرة الرجل في فهمنا الذكوري متسمة بشكل من الشماتة: عادة يفتخر الرجال بحجم اكبر بفحولتهم في الوقت الذي، حتى الأسود الكاسرة تضعف أمام إناثها حين يهبط وحي الصيرورة والاستمرارية في الوجود ، في تناقضات ماماس هذا الشكل من التسامح: كاسرة مع الذكور في مقام، وإقرار بالحب برغم الظروف في مقام آخر: إنها تختصر نمطية الوجود في بعدها الكوني:

لمْ يِكُنْ سَيّئاً أبَداً
لَم يَكنْ سَيّئاً أنْ نَلْتَقي كَعُصْفورَيْنِ جَريحَيْنْ،
كَعُصْفورَيْنِ هاربَيْنِ مِنْ
قَبْضَةِ اللّيْلْ

لمْ أشْعُرْ بِالسوءِ حينَ اعْتَرَفْتَ لي،
أنّني ضاجّةْ
بِالمَعاني
وَالأنوثَةْ
وَأنّني مُريبَةُ في
أكْثَرِ الأحْيانِ -مُشيراً لِلْحُبِّ بِقَلْبٍ حَزينْ-

الحُبُّ
يُعَلّمُنا أشْياءَ مُرْعِبَةْ....
وَفاتِنَةْ
أحْياناً يُحرضُنا عَلى البُكاءْ
ويَسْخَرَ مِنْ رَغَباتِنا
وأحياناً أخرى يَتْرُكُنا،
بِهُدوءٍ تامْ
نُرَمّمُ قُّلوبنا المَكْسورَةْ
ويَتَفَهّمُ حاجَتَنا القُصْوى لِلدِفْءْ.

في غَمرَةِ الْحُبِ
أتحَوّلَ لِهَمْسَةٍ
أمْسِكُ يَدَ الحبِّ... -التي تُشْبِهُ فِتْنَةَ الوَرْدْ-
وأرَتّبُ هِنْدامَ الفَرَحَ بِداخِلي
مْنْ أعْماقِ الشُكْرِ أنْسُجُ ديباجَةً رَقيقَةْ
أضَعُها وِسادَةً لِقَلْبِكَ المُتْعَبْ
وَأسافِرُ في شَقاوَةِ عَيْنَيْكْ

أحِبّكَ
مُتْعَباً
ومُشاكِساً

أريدُ أنْ أموتَ هَكَذا: بَيْنَ يَديْكْ
مِثْلَ نَجْمٍ مُضيءٍ
أريدُ أنْ أكْسِرَ كُلّ هذه الحدودْ
وأعْبُرَ المُحيطاتْ
أريدُ أكْثَرْ،
أنْ أسْردَ قِصّةَ الحُبِ عَلى الغاباتْ
أنْ أعودَ لِصَرْخَتي الأولى

فامْنَحْني فَرحاً أخَرَ
لِتَكْتَمِلَ دوْرَةُ الحُبْ
فَحين يَنْقَطِعُ شِراع الحُبّ يخَلّفُ أطْرافنا مُبَعْثَرَةْ

لمْ يَكُنْ سَيّئاً أنْ تَمُدَّ يَدُكَ للنهرْ
وتَسْقيني،
نَزرعُ فَرَحاً لازورْدِياً،

لمْ يَكُنْ سَيّئاً أبداً
أنْ ننبثقَ مِنْ حُلمِ النَهرْ
ونَستسلمَ لجَريانهْ

تعجبني كثيرا في مقامات ماماس امارير مواقفها السياسية، فهي طبعا ليست شاعرة بلاط كمثل شعراءنا ممن يمتهنون ترتيل الكلمات في حق الانظمة السياسية، هي شاعرة مختلفة تماما، متوحدة مع عوالمها الغريبة التي لا تعجب الكثير من الأدميين المدجنين على كثرتهم. هي شاعرة مصدومة (من الصدمة) في الواقع النظامي، مفجوعة في كوارثه، كيف لا وهي تمر بتجربة صاعقة في الأردن مع أكبر مستشفى يتوخى العالمية من حيث له سياسة عجيبة في التعامل مع الزبناء المرضى، هي أن لا يمنحهم تقارير طبية حول أوضاع زبنائه.
لن ادخل في متاهة الفواجع الإنسانية، فمنظومتها الفاجعة في العالم العربي لا تحتاج إلى برهان بدليل تكيف العقل الجمعي معها: في العالم العربي (احتراما مني فقط للحساسيات الثقافية، أقصد العالم المشرقي بتنوعات ثقافاته وشمال إفريقيا، وهنا لا أنكر اننا تسرقنا التعريفات العامة الحمعية)،
كم هو العالم متقلب..
آخر قصائد ماماس امارير كانت بكل تأكيد قصائد أم مفجوعة في وفاة ابنتها، كم هو مؤلم الأمر، والأكثر ألما ، حين تتعرف بشيء من التقدير العلمي الطبي حول ظروف وفاة ابنتها: موت مفاجيء يتفتح عن سؤال فلسفي آخر: من نحن كمرضى في سبيل كائنات طبية رأسمالية: من منا يصدق هذه الخرافة الطبية؟ماذا يعني مستشفى راهن، له سمعة عالمية أكثر من مجرد مقصلة للإعدام، في دولة لا تعترف بالحق في الخطإ الطبي، مستشفى لا يتحمل مسؤوليته امام زبائنه في الخطإ الطبي أصلا، بمفهوم سياسة خاصة ايضا، بالنسبة لي لا يعني الأمر غير إعدام كلينيكي .
قصائد أمارير الأخيرة لا تخلو من التعبير عن الأمر، مع أني صراحة لم أحب في حياتي أن أفرأ شعرا لأمرأة هي فيء موضع فاجعة إنسانية... من الصعب تحمل الموقف!!
إن أمارير، مع ذلك لها قوتها في تجاوز آلامها، موقفها هذا يصطدم كراهية بالموقف السياسي العام: لم تمجد يوما أمارير المواقف المعبر عنها سياسيا: النظام السياسي القائم كنظام مجدي:



  • Like
التفاعلات: ماماس أمرير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى