سعيد فرحاوي - التعايش المغشوش في فكر حسن هموش.

من اعتقد ، أو زاغ به معنى التعايش في حديث الدمعة عند حسن هموش ، فإنه سيسقط ضحية تعايش مغشوش أو مغلوط ، لا وجود له أصلا في أطروحة حديث الدمعة.
في نظري توجد مجموعة من المؤشرات المنطقية التي تدل بالملموس على أن حسن هموس لم يكن يدعو إلى التسامح أو التعايش في كتابه، عكس ذلك قد نذهب، بل وصل به الحد أن قام بتخوين اليهود للقضية الوطنية، كما عرى عن أطروحة خطيرة تحيل على تواطؤ الأنظمة المغربية من أجل مساومة خفية أساسها بعد ذو حدين:
المخزن يضمن السلام لليهود في مقابل اعتراف اليهود بالنظام المخزني المسيطر. هي أطروحة ذات بعد ايديولوجي تحكمه المصلحة ، وتسيره فكرة القوة للسيادة والإقتصاد: المخزن القوة السيادية واليهود الهيمنة الاقتصادية، أما البقية من الشعب فيدفع به أن يقبل تواجدا بقوة فكرية وأخرى نظامية وأحيانا سياسية/ الدساتير. إذن مجموعة من الحكايات الخفية تفيد في حديث الدمعة عند حسن هموش إن اليهود لم يكونوا يوما في الأسطورة المغربية شعبا يسعى إلى التعايش والتسامح ، بقدر ما كانت هناك أهداف خفية في سياسة الفكر الصهيوني تتحكم في تطورات الحركة التاريخية بشكل فاعل يهدف إلى تغيير الإستراتيجيات بطرق لا يفهمها إلا من تفقه في فهم الأبعاد الخطيرة للحركات اليهودية في تاريخ تواجدها رفقة شعوب مقهورة مغلوبة مضببة تحكى لها الأساطير بالطرق التي يرغب فيها المستفيد من الصيرورات حسب كل فهم يحرك عجلة التاريخ. إن حديث الدمعة عرى عن السذاجة المغربية التي تمثلها عقلية يوسف الذي حب صول إلى الموت وظل وفيا لها، في حين انكسار برنامجه السردي هو انكسار للعقلية المغربية الساذجة بشكل عام التي لا تفهم طرق المراوغات وفن الحيل التي تخدم الساسة بشكل خاص، ربما صول كانت في مستوى ذلك، التزمت بأطروحة أرض الميعاد وهاجرت الوطن وتخلت عن حبيب يعيش أعلى مراحل الألم نتيجة تعلقه بها، أي تركت لغة القلب واستخدمت لغة العقل وقوة السياسة وحكمة الإلتزام بفكر القضية، تخلصت من كل شيء في سبيل أرض الميعاد، أي خانت القضية / الحب، رمت بالوطن جانبا فبدى لها أن إسرائيل هي قضية تعلو ولا يعلى عليها، أما يوسف فكان مصيره الإنتحار لولا قدرة الأب لكان في خبر كان.
بشكل عام إن فشل البرامج السردية لدى الإنسان المسلم هو انكسار للحلم العربي الهش المبني على منطق الهشاشة وعلى فكرة القلب الذي لا يفكر في المستقبل ليسقط الإنسان المسلم في مصير المجهول، أي انكسار للإرادة ومنطق الوفاء واحترام المشاعر، أما نجاح برامج صول هو في العمق تخوين الإنسان اليهودي لقضية الوجود أساسها الوطن وإنهاء الصلة بالإنسان، ليصبح فكر المعتقد هو الأساس ولو اقتضى الأمر التضحية بأي شيء، وهذا هو عمق الإنتهازية والفكر الوصولي المبني على شرط الخيانة والتجاهل، بمعنى موت فكر التسامح المغشوش ، أو التعايش المزعوم والمفروض.
باختصار كتاب حديث الدمعة عكس ما ذهب البعض باعتقاد خاطئ هو كتاب أساسه تعرية عن العقلية اليهودية الخائنة التي لا يهمها لا التعايش ولا التسامح بقدر بما يهمها سياسة الأمر الواقع وإخضاع الشعوب لسيطرة ايديولوجيات متعفنة التي تهدف التحكم في العالم بالطريقة التي ترضي الاطروحة الصهيونية العالمية.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى