محيي الدين محجوب - كلّ يومٍ تنقر بابي كلمة..

كلّ يومٍ أُوزّع الكلمات
مثل شروقٍ ينقر أبوابي
لنشيد صباحٍ
تُؤدّيه جحافل النّمل.
.
كلمةٌ تبتسم لي كأمّي
تعصر عنب الخيال
وتثيرني في القصيدة.
.
كلمةُ
كلّما أردتُ الكتابة
تلعب معي.
.
كلمةُ سرٍّ أحمل وزره
قصيرة كتنّورة مراهقة
ومختزلة كنهد
تمشي إلى حليبها
وتشدّني للأرض.
.
كلمةُ حبٍّ
أُخرجها من شغاف القلب
تُعرّيني حتّى العظم
تعلّمني الرّقص على سلالم الموسيقى.
كعناق حبيبين
تسري فيها الكهرباء
وتضيء الطّريق لحلم حياتي.
.
كلمةٌ
ريقها يسيل من فم الطّفولة
سيغدو ضحكة تنبت الورد.
.
كلمة عسلٍ في فمي
تجيئني بقصائد ممتلئة بالدّفء
كي لا أصاب بالجنون.
.
كلمة كوثر يرتّلها العطاشى
صلاة استسقاء تمتصّ الغيوم
تتجول في قريتي
من الفجر حتّى تظلم العين
أدفعها خلوّ رجلٍ لذراع في الجنّة.
.
كلمةُ شعبٍ غامضٍ
يضاجعه الوقت
تمطرنا ببنادقها
وتذرفنا في حروب جائعة.
.
شعبٌ أردتُ أفهمه فأصبتُ بالدّوار.
.
كلمة لا تترك الحياة وحيدة
تنفخ في رميمي
كإلهةٍ.
.
كلّ يومٍ تنقر بابي كلمة.
.
12/1/2020.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى