صلاح عبد العزيز - إضاءة على نص " طلوع" للسيد فرج الشقوير .. رحلة الطلوع من الحواديت إلى وهج الكتابة

رحلة الطلوع من الحواديت إلى وهج الكتابة بعث يوشك للذات الشاعرة أن تفرض نفسها على المشهد الشعرى المعاصر كشتلات العرعور والعرعر نبات طبى يستخدم فى العلاج الشعبى هو أيضا الغيث الذى تصفعه الريح والمجازات والتورية تسيطر على النص فالأرض صماء لا تسمع ومن لا يجيد الهمس رعد متوحش/عكس الدعة ووجود وكالات رسمية للرعد تعنى أنه قوة فوقية قاهرة منها الريح التى تصفع اللبؤة التمساح الأعشاش كمائن التفخيخ الحرب والألغام موت الفجأة أغرب القضايا الغيث الريح فيما الأحراش موات تكون هناك غابة تسود السكتة لبؤة تطارد النو تمساح يكمن الطير والعصافير الوروار الأعشاش النوارس السمان والقطعان وظاهرة الحيوانات والطيور فى النص إنما تعنى الصراع حول بقاء الأقوى كمفترسات القوى يأكل الضعيف وهو ابن الميادين المختونة وربما لفظ المختونة يدل على الطهر وقهر التراث كل تلك التوريات تعنى معرفة بالذات وعلاقتها بالعالم فهى تخصص تعريفات وتلخص رؤى لعالم متغول يقودنا الذعر إلى الموت الاختيارى ولأن الذات فى هذا النص راصدة لكل التحولات فهى ذات متماسكة وصلدة اختارت لنفسها كائن وحيد الخلية لا يمحوه تشظى وتفتت العالم كبداية الحياة تماما وهى أيضا تراوغ فى الكر والفر ذات مجبرة ليس على قبول العالم وإنما على الفرجه والضحك تفرض اخضرارها فى النهاية لأنها الشجرة الطبية العرعور الأخضر وإن كانت الحركة السريعة تتحكم فى التدفق السردى والصورة تلهث وراء الصورة فإنما هى الحركة المعاصرة التى يتردى فيها العالم المزيف بخطابات جوبلز وبإعلام مشوه نهايته على وشك البدء والانتصار للدعة والسكون والمشاهدة ككائن وحيد الخلية لايملك من مقاومة مظاهر الانهيارات المتتالية سوى الكر والفر ربما الحفاظ على النفس الذى يوحى بالمقاومة ثم الانتظار متخذا من أصغر الأشياء وضعفه قوته واستمراريته فالنص رحلة داخل الانهيارات وصولا للبعث والطلوع.
السيد فرج الشقوير


***


طلُوع
...........
الأرض بلا عصبٍ سمعيّ
لِذا الرعد مُغَنٍّ أوبرالِي مُتوحّش...
لا يُجيد الهمس...
جِدْ لِي نِقاشاً بين غمامتين...
تناقلته وكالات الرّعود الرّسمية.. بلا مكبّراتٍ
وفي وشوشةٍ... قال الغيثُ أحلى قصائدَه؟
أبلَغُ النثر...
ما قالهُ الغيثُ والرّيحُ تصفعهُ
الأحراشُ موَاتٌ ....
حين تَسُود السّكْتةُ غابة
لا تستقيم مع الدّعة
لابد من لبؤةٍ تطاردُ النّو...
لابدّ من تمساحٍ يكمنُ في الجهة الأخرى من الرحلة
الذُّعر سائسٌ يضمنُ الوصول
البعثرةُ انتظامٌ أحيانا..
وبعض الخسائر حياة
هجعةُ الطير لا تُعدُّ إرتكاناً...
فالتّوجُّس ديدنٌ منْ مبادئ العصافير
والنُّفرةٌ قدرٌ القطعان
الموبيليا إختراعُ منْ آثَرَ الموت
برغم المصائد يُؤمنُ الوروارُ بالرّيش...
الأعشاشُ كمائن...
قولاً واحداً على عُهدَةِ الكازوريت
العنانُ مطلبُ
كلُّ طائرٍ يطيرُ بجناحيهِ...
رغم إحتماليّة التّفخيخ
خبثُ الحرب العالمية الأخيرة..
خبّأت ألغامها في هواجس النوارس
السّمّانُ بعد رحلةٍ مُنْهِِكة...
حذراً يُفضِّلُ الشِّباك..
الموتُ إختياراً أسمى منْ موتِ الفجأة..
والتّشَظِّي عند رغبة لغمٍ ساورتهُ القهقهة
رغم انتمائي للصّقيع..
أبغض شالِيَ الكشميري..
ونارَ المدفأة..
وبرنامج أغرب القضايا
شالِي والمدفأة ُ...
يُغريانِي بلذاذةِ الحواديت
يحصُرانِنِي بين دفّتيْ كتابٍ عتيقِ الأكاذيبِ....ألفُ ليلةٍ وليلةٍ...
وشهرُ زاداتٍ تُنُيمُنِي مغناطيسيا
وأغربُ القضايا حيلةٌ إذاعيّة
للبحث عن القاتل المعروف بالضّرورة..
يفتحُ بوّابة الرّهاب...
والتَّقوْقع خوفا..
القاتل في ظنِّ المرعوب كامنٌ خارج أطرافَ اللّحاف
وأنا المعرورق أبدَاً....
من كرّي وفَرِّي منذ ولادة النّياشين..
والأسيافِ المتقاطعة
لست في حاجةٍ للمزيد من الرّهبة
أنا ابن الميادين الجريحة
والتي قطّعوا لها أرجلاً..
ويَدَاً منْ خِلاف
ومارسوا خِتانها عُنوة
لم يعُد غير قلبي من معاركِ الرّصيف
نمَّيتُهُ كشتلاتِ العرعر
أنا ابنُ الهتاف المرصّع بالجَرأة
أنا ابن السيقان التي لا تُوَلّي...
حتى تُوَلِّي
يا أيّها الزعيق الذي اكتفى بالشكوى
ويا أيتها المعاطف ال بلا ذاكرة
الرّصِيف كَهْكَهَ منفرداً
من شِتاءٓاته التّسعة لم يأنس بحذاء
هيعلاتٌه من كمْ رُهَابٍ لمْ تُصادف أذناً واعية
غوبلز يأطر الجماهير خلف مذياعه
وتوك شوههاتهِ التي تغبنُ وجه الرسالة
الحِذاءُ الحذاء..
أم صقيع المخيّمات
مجبرٌ أنا على الفرجة..
والجلوس معي لا ثانيَ لي...
غير ساعةٍ لقلبك
وأبو لمعة.. الفشّارُ برتبة...
يُقدّم الدَّريس ككلّافٍ بارعٍ للخراف...
الْ عندما شاهدوا الّتي أكَل (النّطعُ) تَوَارَوْا....
بين مُستسلِمٍ كمنخنقَة...
ويائسٍ كمُترَدِّية...
ومُستغِيثٍ لا يُغاثُ كشأنِ موْقذة...
فأصابهُ الموتُ لسْعَاً بالخيزران
وما زلتُ أومن بالبعث كطحلبِ الأنابيتا..
كالكلوريلّا أنا...
أُحادِيّ الخلية...
سطوتي في انتفائِي...
على كلِّ ساكِنٍ أفرضُ إخضراري


السيد فرج الشقوير
مصر



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى