أدب ساخر سفيان صلاح هلال - مناقشة ديوان القمر..

بعيدا عن هَرْيِ الانتخابات والسياسة ومالن يتغير في بلاد دود القز غير بالنظر لأشجار التوت،
وصلتني على الخاص رسالة لطيفة تطلب تليفوني للأهمية ؛
وحيث أني رجل ابن سوق، ودعك من الشعر والنثر وما شابه..،
قلت لعلها لقمة عيش، ابعت الرقم يا "سيفو".
بعد نص ساعة رن تليفوني الصيني الرخيص والذي بالكاد يقضي مصالحي بالقوة الجبرية أحيانا، أو بالخبرة الفقرية أحيانا أخرى...
فتحت على صوت كروانة تُمسي وتسلم ؛
ولأن قلبي ضعيف ذبت وتركتها تتكلم ......
وأنا أرد كلمة كل عشرين جملة، ويبدو إنها لا حظت؛ فوجدتها تسأل
: أستاذ سفيان، حضرتك معايا ،
قاومت سكرتي، وضربت غيبوبتي بالجزمة، وأجبتها
:تحت أمرك
- ممكن تفتح الكاميرا ،
- والله الكاميرا بايظة - مع العلم أن تليفوني ليس به كاميرا أصلا-
قالت ما يهمش ..قلت ماشي ،
سألتني عن الشعر الذي ألقته عليَّ،
-قلت: إيه العظمة ده - مع إني لم أسمع غير أنغام صوتها بعيدا عن أي كلام-
قالت: يعني لو بعت لك ديواني تسمح تناقشه، وعلى فكرة المناقشة هتكون على مركب عايم في ..........
فورا قبلت وهي أرسلت لي الديوان في الخاص، قبل قراءة الديوان دخلت صفحتها واستمتعت بكمية الصور الفاتنة على صفحتها؛ والتي حفزتني على قراء ديوانها، ورغم أن كلامها سطحي متداول، اعتبرت هذا من هواجس الشيطان الذي يريد أن يحرمني ليلة على مركب عائم مع النجمة صاحبة الصور الفاتنة، والتمست موضوعا في الديوان، فالحق أني لم أجد فنيا ما يجعلني أتكلم عنه، وإن كان يمكن إيجاد هذا بتأويل المعاني، لكني خفت أن يكون حاضرا أحد الشعراء أو النقاد الأكابر ويحرجني، المهم رضيت من الملف موضوعا ورأيت أن هذا مشروعا،
قبل اليوم الموعود تلقيت اتصالا كروانيا يؤكد الميعاد
ويطلب رقم الفيزا كارت بتاعي والذي أصرت عليه الكروانة، في اليوم الثاني كان مبلغا من المال في الفيزا وأخبرتني الكروانة به، سحبت ما تيسر وذهبت للنيل العظيم، وعلى أمواجه التمست المركب والليلة، فوجئت بجمع من كبار النقاد، وعددا من السيدات الشيك، اللواتي لو وزعن على عزّاب مصر ماعاد فيها أعزبا.
تناولنا العشاء، و لو أن لي في الصب كان يمكن أن أشرب حتى الاستواء، لكني والحمد لله لي فقط في المُزز، دون المَزّةِ وملحقاتها، فجأة رن صوت
-يا جماعة المنصة
وبسرعة تم تحويل منضدة لمنصة، جلست مستحيا بين كبار الأساتذة وفي داخلي قررت إلا أبدأ؛ حتى أسمع الكبار، وتحسست أوراقي وأنا كلي قلق، كان الحديث حولي موجها للكروانة عن عظمة إبداعها وجمال صورها وجديد أشكالها؛ حتى ظننت نفسي لا أفهم ولم أُجد قراءة الملف، وقررت أن أكتفي بالمديح وحذف ما اعتبرته مآخذ ودحرجتها بلباقة أحسد عليها ربما بفعل ما وصل الفيزا، عادت الكروانة تخبرنا أنننا سنلتقط( شوية صور على الماشي للنشر) لم أفهم وحضر المصور والتقط ما شاء من الصور، وقفت صاحبة الصوت الجميل لتعلن أن خذوا راحتكم، ملت على أستاذ أعرفه من قبل
- أمّال المناقشة إمتى؟ ابتسم وهو يجيبني
-خلاص ناقشنا
- كيف؟
-إنت أهبل يا ابني ؟ مش صورنا؟
-وهنعمل ايه باقي الليلة
- ولد، أنا مش ناقص صعايدة وعمايلهم، شف لك واحدة اتْسهْرا معاها ولا روح روح.
كنت قد أخبرت أم عبده بمكاني فلم أجد حرجا أن أبلغها بندوة،
وما إن لعب المُزمز في عبي لينتقي مزة ونشن، ومشى خطوات نحوها .. وجدت أم عبده تدخل المركب وهي تتفحص الجو وتسير ناحيتي وتقول لي: يا حلاوة ، آدي الأدب والأدبا ولا بلاش، وه، جتنا جايزة تخلينا نغير من مستوانا قادر يا كريم.



L’image contient peut-être : une personne ou plus et texte

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى