عبدالله راغب أبوحسيبة - لوركا يخلعُ قبعته..

لوركا يخلعُ قبعتهُ
ويرسمُ عليها جهنمَ
ثم يُلقى بنفسهِ فيها
لكنه مات وحيداً
على صخرةٍ
تُطلُّ على قطالونيا
يعانى من امرأةٍ
عبرت أمامهُ
تمشى حافيةً فوق
المحيطِ
وهى تُمسكُ
جَسَدها بيديها
وتناولهُ
أطراف اختفائها
فيلتقطها
ويصطاد بها لوحةً
سوف تكون
سفينتهُ
إلى بحيرةٍ أبديةٍ
كانت تهئ رملها
لقدميهِ
قطالونيا تجلسُ على
الضفةِ الأخرى
من فتنتها
فقط لتثيرَ بطراوةِ
بطنها
جنديّا
كان يحرسُ نفسهُ
من شر الوسواسِ
ولم ينتبه
لإنه كان يأكل
نفسه
بِدءاً من فمهِ
ثم قسم نفسهُ اثنين
تقاتلا حتى
اصابهما النعاسَ
لوركا يبتاعُ
صحيفةً يوميةً
يخرج منها بغتةً
فريقٌ طبىٌّ
يحاول أن يستأصلَ
أشبيليةَ من قلبهِ
لكنها الطفلةُ
التى
لن تكبرَ
أشبيلية ذائبةٌ
فى لعابهِ
للحد الذى جعلها
تتألمُ
بشبقيةٍ
الجندُ يعبئون
بنادقهم
بكلابٍ ورعبٍ حقيقىٍّ
ثم وضعوا على صدرهِ
عظام ساقيهِ
الكلابُ كانت جائعةً
تماماً
ثم أطلقوا عليه النباح
لوركا
رفض أن يموت
لوركا
كان يتخفى خلفهم
ليراقب (خوان جريس)
وهو يرسُمُ
صوت المسيحِ
كان يبكى من
عينيهِ
توتا
برياً
ونساءً يشبهن
جان دارك
وحريةً تسيلُ تحت
قدميهِ
لوركا يكتبُ الآن
قصيدة
على الضفةِ الأخرى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى