نيكانور پـــارّا Nicanor Parra - أبانــــــــا.. ترجمة: صالح علماني

أبانا الذي في السماء
أنت ممتلئ بكل أنواع المشاكل
مقطب الجبين
كما لو أنك رجل عامي وعادي

***

ندرك أنك تعاني
لأنك غير قادر على ترتيب الأمور
نعرف أن الشيطان لا يتركك بهدوء
ويهدم كل ما تبنيه.

***

إنه يضحك منك
أما نحن فنبكي معك:
لا تعبأ بضحكاته الشيطانية.

***

أبانا الذي أينما كنت
محاطاً بملائكة غير أوفياء
بصراحة: لا تتحمل مزيداً من المعاناة بسببنا
عليك أن تدرك
أن الأرباب ليسوا معصومين
وأننا نحن من نغفر كل شيء.

تعليقات

هي ترانيم
كثيرا ما كنت أستمع إليها في بعض القنوات المسيحية مثل قناة مي " me " إن لم تخني الذاكرة و لو هذه الترانيم تدخل في باب ممارسة الطقوس لكنها تجعلنا نقف وقفة تأمل أمام الخطاب الديني ( الإسلامي/ المسيحي)، فمن خلال متابعتي لبعض المواقع المسيحية كموقع الأزمنة المريمية و زينيث أورغ، اقف على نوعية الخطاب الديني ، و هذا يدفعنا إلى المقارنة بين الخطابين،.
المسألة تتعلق طبعا بالأسلوب الخطابي، و طريقة الإقناع و الهيأة التي يكون عليها صاحب الخطاب أي "الداعية "، هناك خطاب ديني يُرَغِّبُ و خطاب ديني يُرْهِبُ،
ربما خرجت عن الموضوع لكن أريد أن ألفت النظر فقط إلى دور الداعية هنا، سواء كان خطيبا أو منشدا ( نعم منشدا و المنشد له دور مهم جدا في استطقاب الجمهور) وجب على الداعية أن يكون أكثر انفتاحا على الآخر، أكثر تواضعا، فلا يتكلم عن الحلال و الحرام و العقاب ( قطع اليد) و يوم الحساب و هو يدعو إلى نشر دينه ، لأن ديننا الحنيف دين يسر لا دين عسر، دين حوار لا دين تهديد
الحقيقة اعجبتني هذه الترانيم
و رمضان كريم
 
تحية المحبة والتقدير اخيتي علجية عيش

جميلة هذه الرؤية الشعرية وارتساماتك ازاء احدى قصائد الشاعر المتمرد نيكانور پــــارا ، وهو يتوجه بتهكم ومظلومية لاله غير عادل وظالم وغير منصف ، عبر نص غاضب مشاكس لشاعر فوضوي ، ونجد شبيها لهذه القصيدة في العديد من النماذج الشبيهة و العديد من النصوص الاناركية ، كالرسائل الموجهة من بعض الشعراء الى الرب يشكو فيها اصحابها غضبهم .. ويبثونه شكاويهم وتوجساتهم ، او عند المفكرين الفوضويين مثل سقراط وديوجين الكلبي، وزينون ، جوانغ زي وباو جينغيان ، وويليام غودوين ، و باكونين، وبيير جوزيف برودون وغيرهم ، وهذا الخطاب الرافض يتسم باللاسلطوية والتحرر المطلق على مستوى التفكير والاعتقاد ورفض الظلم ، ونجده في قصيدة أخرى بعنوان " الشعراء الشباب" من ترجمة الاستاذ نزار سرطاوي يحرض الشعراء الشباب من خلالها على تفجير اللغة والثورة ضد قواعدها المألوفة :
( اكتبوا كما تريدون
بأي أسلوب تحبّون)


كل التقدير والنألق
 
أعلى