روديارد كبلنغ - لو.. ترجمة: ماجد الحيدر

يعد روديارد كبلنغ واحداً من أشهر الشعراء والروائيين والقاصّين وكتاب الأطفال البريطانيين في العصر الحديث، ناهيك عن كونه واحداً من أكثرهم إثارة للجدل والتباين في التقييم حتى الوقت الحاضر؛ ففي الوقت الذي عده البعض ممثلاً للنزعة الاستعمارية للإمبراطورية البريطانية و"نبياً للإمبريالية البريطانية" كما أسماه جورج أورويل (الذي لم يخف لاحقا احترامه البالغ لكبلينغ ولأعماله) وضعه نقاد وكتاب آخرون في طليعة أبناء جيله، فوصفه هنري جيمس (على سبيل المثال) بأنه "واحد من أكثر العبقريات كمالاً".
ولد عام 1865 في بومباي في الهند التي كانت حينها مستعمرة بريطانية، حيث كان والده المصمم والنحات ليكوود كبلينغ يعمل أستاذا للنحت المعماري ومديراً لمدرسة الفنون فيها. وعندما بلغ الخامسة، وكما جرت الأعراف في ذلك العصر، أرسله والداه (اللذان كانا بالمناسبة قد سمياه بهذا الاسم تيمنا ببحيرة روديارد في انكلترا التي شهدت لقاءات حبهما) أرسلاه وأخته الصغيرة الى الوطن ليدرسا ويعيشا في كنف أسرة عانا الأمرين من قسوتها. ليدخل بعدها مدرسة خاصة بإعداد الضباط، غير أن صعوبة أوضاعهم المالية اضطرته الى العودة الى الهند وهو قي السابعة عشرة ليعمل محررا في إحدى الصحف المحلية في لاهور حيث عمل بمثابرة عجيبة . وفي عام 1886 نشر أولى مجموعاته الشعرية وفي العام نفسه سمح له بنشر قصصه القصيرة في تلك الصحيفة.لينطلق بعدها في عالم الكتابة وليصبح في غضون فترة قصيرة واحداً من أكثر الكتاب غزارة في الإنتاج. كان كبلنغ عاشقاً مهووساً للأسفار إذ جاب مختلف الأصقاع في آسيا وأوربا وأمريكا وأفريقيا، غير أن الهند حظيت بحصة كبيرة كمكان لأحداث قصصه وروايته ومنها رائعته كتاب الأدغال التي تعد واحدة من كلاسيكيات أدب الأطفال العالمي. حاز كبلنغ عام 1907 على جائزة نوبل للآداب ليكون أول إنكليزي يحصل عليها وأصغر من يمنح هذه الجائزة، كما رشح عدة مرات لنيل لقب الفارس وشاعر البلاط غير أنه اعتذر عن القبول. واصل كبلنغ الكتابة حتى أوائل الثلاثينات وتوفي عام 1936 عن سبعين عاماً. ومن الطريف أن إحدى المجلات قد نشرت نعيه قبل يومين من وفاته فما كان منه الا أن يكتب اليها قائلا: لقد سمعت للتو بأنني ميت، لا تنسوا إلغاء اشتراكي في مجلتكم!


لو
روديارد كبلنغ

لو نجحت في الحفاظ على عقلك
فيما كل من حولك
يفقدون عقولهم، ويلومونك على ذلك.
لو وثقت بنفسك حين يشك بك الجميع
واختلقتَ، رغم هذا، أعذاراً لشكوكهم.
لو استطعت الانتظار، ولم تسأمه
لو كذبوا عليك، ولم تنغمس في الكذب.
لو كنت مكروها ولم تطلق العنان للكراهية.
ولم تتخذ، رغم هذا،
سيماء المفرطين في النبل
أو حديث الموغلين في الحكمة.

لو استطعت أن تحلم، ولم تجعل الحلم مولاك.
لو استطعت أن تفكر، ولم تجعل الفكر غايتك.
لو التقيت بالظفر والهزيمة
وعاملت ذينك المخادعَينِ على السواء
لو تحملت أن تسمع الحقائق التي خرجت من فمك
يلويها الأوغاد ليخدعوا بها الساذجين
أو تراقب ما وهبت عمرك من أجله وهو يحطَّم،
لكنك تنحني وتشيده من جديد
بما تملك من أدوات بالية.

لو جمعت مكاسبك كلها في كومة واحدة
وغامرت بها في جولة واحدة من لعبة رمي النقود
وخسرتها جميعاً وعدت لتبدأ من جديد
ولم تنبس بحرف عن خسارتك
لو استطعت أن ترغم قلبك وأعصابك وأوتار جسدك
كي يعنّكَ على البقاء رغم اندثارهن
فتواصل المسير حين لا يبقى فيك شيء
إلا الإرادة التي تقول لهن: واصلن!

لو استطعت التحدث مع الجموع دون أن تفقد فضيلتك
أو سرتَ مع الملوك ولم تفقد إحساس العامة
لو أخفق الأعداء والخلان في إيذائك
لو حسبت لكل رجل حسابه، ولم تبالغ به
لو ملأت الدقيقة التي لا تغفر
بستين ثانية من جري المسافات
ستكون لك الأرض وكل ما عليها
وتكون –وهذا الأهم- رجلاً، يا ولدي!


Rudyard Kipling-If

If you can keep your head when all about you
Are losing theirs and blaming it on you;
If you can trust yourself when all men doubt you,
But make allowance for their doubting too:
If you can wait and not be tired by waiting,
Or, being lied about, don t deal in lies,
Or being hated don t give way to hating,
And yet don t look too good, nor talk too wise;

If you can dream---and not make dreams your master;
If you can think---and not make thoughts your aim,
If you can meet with Triumph and Disaster
And treat those two impostors just the same:.
If you can bear to hear the truth you ve spoken
Twisted by knaves to make a trap for fools,
Or watch the things you gave your life to, broken,
And stoop and build em up with worn-out tools;

If you can make one heap of all your winnings
And risk it on one turn of pitch-and-toss,
And lose, and start again at your beginnings,
And never breathe a word about your loss:
If you can force your heart and nerve and sinew
To serve your turn long after they are gone,
And so hold on when there is nothing in you
Except the Will which says to them: "Hold on!"

If you can talk with crowds and keep your virtue,
Or walk with Kings---nor lose the common touch,
If neither foes nor loving friends can hurt you,
If all men count with you, but none too much:
If you can fill the unforgiving minute
With sixty seconds worth of distance run,
Yours is the Earth and everything that s in it,
And---which is more---you ll be a Man, my son!




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى