پـــانتي هولاپـــا Pentti Holappa - قصـــــــــائد..

صور طبيعية

ورقة شجرة التفاح تنفصل شيئا فشيئا. قدر لامرد له، منذ الأزل. الشجرة لفظتها دون أن تقول لها شكرا. منذ أمد بعيد انبثقت عن الشجرة، هي ذاتها ، قدر محتوم أيضا. الشجرة أرادت ذلك، الورقة انولدت دون مشيئتها، لقد أجابت بنفسها حين طولبت بذلك. الشجرة شخص ما. في هذا الوقت ذاته، كان للعالم عطر آخر، الضوء كان ينساب. الليالي الشعثاء انعطفت الى النهار. فيما بعد جاء وقت الأزهار. النحل ثم الثمرات الخضراء. الزغب الناعم كان لا يزال يكسو جلدها قبيح بروز البقع الصدئة. الوقت مر متسارعا، لقد انفلت الوقت، اليوم لا مناص من السقوط. هذا المساء ستسقط. الشجرة لم تمتعض الشجرة ماكثة. لكل شيء معنى، الشجرة تعرف ذلك.

*****

الغياب

أكثر سرعة من الصوت، تشق الطائرة
متن السماء الى شطرين
العصافير الأكثر مهارة في عزفها المنفرد
من الآن، سترتاب في أغاريدها.
أسقط من جناحي الشجاعة تخونني
كلما فكرت فيك من أجل خلاصي.

***

كلام الطلل

أود المجيء الى قربك
لاشيء أجده حقيقة
لا الحجر، لا العلم ولا المسافات
إن خفقة جناح عصفور في السماء البالغة الجمود
أطول عمرا من المدينة بجدرانها الاسمنتية الزاحفة.
كان لابد أن أنكسر قبل أن أفقد أوهامي

***

اليوم

متأكد أنا، من أن خلاياك تصغي إلي
حين أتحدث لغة الأطلال ذات المحاني المتعددة
أتحدث في خلدي، ولكن في الحقيقة لا شىء لسواك

***

العادي

أول أن أكون بقربك
مثل بيت شعري طليق بكامل وداعته
أود أن تروي لي- على مهل- أشغالك وحياتك
وأحيانا- بشكل نادر- أيام الأعياد.
سندون النزهات. الحياة بكاملها
ستنغدو كلمة طبيعية وإما الصمت

***

ظهيرة حائرة

من الصباح الى المساء يصنع المطر تخريفته
لم أصخ السمع، والآن قد عاد الصمت
الأشجار، أصدقائي شدهوا
وهم يتسكعون في ماضيهم
كما لو أن الروح الضنينة دوما تترك الذكريات
تتراكض
وهي تسلم المطر من جوهرة الى أخرى
لا أحد أراه على مدى البصر،
أحمق أنا:
وقلبي- مفتوحا على مصراعيه- على أهبة
اللحاق بأول ظل قد يمر




المحطة

مشيا على الأقدام وصلت
بالمحطة المتشحة بالحداد
على الجدار الاسمنتي يافطة: "القطارات رحلت
أمس، السكك فككناها "
شبابي الذي انقضى ثملا
معطل على الدوام، ولكن في جسدي ثمة الجوهر


الذي ينشد السكون، ولا يلتمس سيرة ذاتية
خلايا المخ المقنوهة
والفقرات المنهوكة
تجلب الأحلام البليدة
الروح لم تتعرف على صورتها في مرآة قاعة الانتظار
تتموج رائحة تبغ عتيق، الريح تعصف تحت الباب



الشاعر

الشاعر فرانسوا فيون لم يتوار عن الموت دونما سبب لقد
أتى منقضا على القصائد التي تركها
هنا ومنتزعا جسده أيضا وروحه.
إذا ما عثر عليها ذات وقت.
أذكر صدفة أحد المفقودين
(فلان ذاك الذي جرب حياة المجانين)
وها هو فجأة جالس قبالتي
يشبه نفسه بعينيه ولحيته وشعره
يتكلم، ينطق الحقيقة الساطعة بلغته العصية
لم نعش عبثا حينما نخلف وراءنا
لطخة على ورق أو اسما في التاريخ
آخرون كثيرون كانوا خونة أو قتلة
ومع ذلك لم يستبق أحد منهم أي ذكرى
حتى في محاضر المحاكم
فيا أيها الحكام الجبابرة، وبقية اللصوص
أيها الطغاة والوعاظ المراؤون
أنظروا كيف يأخذ الشعراء ثأرهم
بالمخاطرة بحياتهم
وبحريتهم النفيسة
بتسمية الأشياء بأسمائها!
الشعراء موجودون،
ما من أحد يقدر على محوهم، حتى ولو بقوة النسيان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى