- لويس أراغون – عيون إلزا.. ت : ميلود خيزار.

" عيون ايلزا "
عيناكِ عميقتان حتّى إنّني
حين انحنيتُ إليهما لأشرب
أبصرتُ كلَّ الشّموسِ جاءتْ تتمرآى هناك.
و تُلقِي باليائسينَ إلى الموت
عيناكِ عميقتانِ حَدّ فُقداني الذّاكرة.
.....
انّه المُحيط المضطرب في رعاية العصافير...
ثمّ فجأة يُقبِلُ الوقتُ الجميلُ و تتبدّلُ عيناك
يُفصِّل الصّيفُ تمثالَ العارية وفق قميص الملائكة.
لم تكن السّماءُ زرقاءَ يوما كما هي على القمح
........
عبثًا تُطاردُ الرياحُ أحزانَ اللازورد
عيناك أكثر منه صفاء حين تفلتُ دمعةٌ منهما
عيناك تثيران غيرةَ السّماء حين يكفُّ المَطر
لم يكن البلّورُ اشدّ زرقةً إلّا عند انكساره.
.....
أمَّ الآلامِ السّبعةِ...أيّتها الضّوءُ المُبلَّل...
سبعةُ سيوفٍ اخترقتْ صَخبَ الألوان
النّهار الأشدّ وجعًا يشيرُ وسط البُكاء
إلى السّوسن المثقوب بالأسود...
أكثرُ زرقةً من شدّة الحُزن.
......
عيناك في المصيبة تفتح كوّتيْن
من حيث تتكرّر معجزة الملوك
حينها...و بقلبٍ خفّاق...يَرى ثلاثتُهم
معطفَ مريمَ مُعلّقا على المَهد.
.....
فمٌ واحدٌ يكفي شهرَ ماي الكلماتِ
كلَّ الأغاني و كلَّ الحسرات
قُبّةُ السّماء قليلٌ على ملايين النّجوم
كان يلزمها عيناكِ و توأمُ أسرارِها.
...............
الطّفلُ المأخوذُ بالصُّورِ الجميلة
يَجحظ عينيِه بإفراطٍ اقلّ
عندما تتّسع عيناك لا اعرف إنْ كنتِ تكذبين
و كأنّه الرّذاذ يُفتّحُ الأزهارَ المتوحّشة.
...........
هل تُخفيان البروقَ في هذه الخُزامى
حيث تُخرّب الحشراتُ حبّها العنيف
وقعتُ في شِباك النّيازك
كبحّار يموتُ في البحر في أوج شَهر أوت.
.....
عزلت ذاك اليورانيوم من البلاشبلاند
و حرقتُ أصابعي في النّار المُحرّمة
آه أيّتها الجنّةُ المُستعادةُ المفقودة مئة مرّة
عيناك هما أوطاني البيرو... قلقند... و الهند.
........
حدثَ انّه ذات مساءٍ جميلٍ انْكسر الكونُ
على الأرصفة التي أشعلها مُغرقو السّفن
و رايتُها تلمعُ فوق البحرِ
عيونُ ايلزا عيون ايلزا عيون ايلزا.

- لويس اراغون
ت : ميلود خيزار.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى