عباس العكري - قراءة في نص "وثب" للقاص عبد الرحيم التدلاوي

يعتني القاصّ عبدالرحيم التدلاوي بالبعد النّفسي . ويحاول رؤية الذّات الإنسانية في بعدين مختلفين، فترة الشباب التي فيها كل الغرائز الهوجاء، وفترة الرجولة الكاملة الاتزان. يرى التدلاوي بمنظارين الخارجي والداخلي. حيث أنّ الرؤية الداخلية النفسية تعتمد الإحساس والشّعور .. و هو في الفترتين يرى أنه يثب، لشدة الحسن الذي يراه في محبوبته، إذن فالحب لا يعرف للزمن حدودا، وأنّ كل ما يفعله في شباب غرائزه أو مرحلة كمال الرجولة وحسن التصرف بالحكمة هو الوثب، ورغم اختلاف المرحلتين، فالسارد يرى أن وثبه أمر طبيعي في كلتا الحالتين، لكن وثبه أصبح بشكل مختلف عما كان عليه. إن الإنسان يعبر عن حبه بأشكال مختلفة ووظاهر عدة ويبقى الحب واحدا على ما هو عليه من شدة الوله. كان وثوبه في فترة الشباب نتاج الغرائز، حيث يصبح الإنسان في حالة توتر، ويزداد عناده أملاً منه في أن يحقق مطالبه، غير مكترث بمشاعر الآخرين، وتحدث تلك الصراعات بسبب الاختلاف بين حقيقة الأمور والتفكير الحالي له". فما الذي جعل السّارد في الفترتين يقوم بذلك السلوك؟ هو يتأمل في كل ذلك، حين ينظر في نفسه يسترجع تلك الذكرى من خارجها فكثير مما نقوم به لانعرف سببه ولذا نحاول البحث عن الدافع من، ولهذا يحاول السارد البطل أن يفسر الأمر لتلك الحالة في الشخصيتين المزدوجتين. فترة الشباب الهوجاء المليئة بالغرائز الفطرية، وفترة الرجولة الكاملة الاتزان. ففترة الشباب لها متطلباتها وكذلك فترة الأربعين واكتمال الرجولة، فبالرغم من أنه في رجولته واكتمال رزانته إلا أن المنحنى الغريزي لم تقل درجته عما كانت عليه في مرحلة الشباب، ولهذا فإننا نرى أن الوثب ليست غريزة شهوانية بل هو الحب الصادق. أي أن محبوبته قد اكتمل فيها الحسن الأخلاقي والإنساني فضلا عن الجمال الخارجي،. ورغم الفترتين التي تتبدل فيها النظرة للحياة، بقي على الوثب.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى