محمد ابراهيم الصومالي - ممارسة الكتابة في ظل الاستعمار غير المباشر !!

تفتح وعينا ، ومارسنا فعل الكتابة في ظل إعلان سياسي رسمي بانتهاء مرحلة الكفاح الوطني ضد المستعمر المباشر ، لكننا مع لوقت اكتشفنا أن الواقع _ والوقائع أيضآ تؤكد عكس ذلك تمامآ بما يعني قدرة فكرة الاستعمار نفسهأ علي التخفي من خلال الانتقال من المباشر إلي غير المباشر ، وبما يؤكد تمركزها في فكرة السلطة التي تناصب أحلامنا العداء ، لذا يظل الاستعمار قائمآ طالما أن الاعداء مازالوا يمارسون عداءهم ضدنا.
هكذا كتب علينا أن نولد وان يولد مشروعناا الإبداعي في ظل غياب أي مشروع سياسي او ايديولوجي ، فالمشروع الرسمي سقط حينما فشل أولآ في تحقيق الديمقرطية وحلم القومية ثم هزيمته التامه في الانفصال الذي ارجعنا مرة أخري للنقطة صفر ، وفشل ثانيآ في تحقيق وعوده بالسلام والرخاء اوحتي بالمستوي الاقتصادي المعقول بل أغرقنا في الفقر والجهل والمرض ، فيما استأثر هو وحزبه بالثروة والسلطة مشاهرآ في وجوهنا سيف العداء حةي سقط علي فراغ حقيقي مازلنا نتخبط في متاهاته المتشابكة.
اما المشروع الأيديولوجي المعارض فغير موجود حيث لا تأثير له ، و إن وجد فهو في شقه الاول الاحزاب فهي هشه وممزقه واكثر فشلآ من المشروع السياسي الرسمي ، إما لسقوط نظريتها الفكرية في مسقط رأسها وانتهاء خطابها الزاعق ، وإما بتبعيتها للنظام الرسمي عندما طل عليها الامد واخيرآ بسبب تقوقعها علي ذاتها الفكرية المتعالية ، وعدم قدرة كوادره علي تقديم النموذج المقبول اجتماعيا ، وبالتالي انفصاله عن الجمهور ، أما الشق الثاني المتمثل في الحركات المسلحة فيعتمد لغة السلاح والمنقسمة عن التوحد وهي عاجزه عن الإقناع ، وتتعارض تمامآ مع كل ماهو مدني وإنساني ، تتعارض مع روح العصر التي نطمح في اللحاق بركب حضارتها الآنية التي تؤهلنا لمعرفة اللحظة التاريخية التي نعيشها ونطمح إلي تحقيق ذواتنا من خلالها .
هذا قدرنا إذن ، وقدر مشروعنا إلابداعي لذلك نتخذ منه وسيلة لمعرفة ذواتنا واكتشاف العالم .
لقد اتاح سقوط المشروعات الكبري والايديولجيات المكتملة الفرصة كي تستطيع نصوصنا الإبداعية أن تحاول الكشف عن ايديولوجية الواقع والذات في تناقضها وتشتتها دونما تزويق او تجميل ودونما إدانة او ميل ، لذا تاتي نصوصنا دائمآ فضحآ للواقع وللذات معآ في محاولة حثيثة للتعرف عليها بشكل حقيقي ودقيق ومحايد داخل حياة فنية متخلية ومتجاوزة للواقع ، طالما أن الواقع قد فرض علينا حياة لا نملك فيها الحد الأدني من مقومات العيش الكريم لذك نحن نكتب حياتنا كما نود أن نعيشها لا كما نعيشها فعلآ كما فعل السابقون ، نكتب لنقوص في أسطر الواقع في انتظار أن نضع اسطورتنا الخاصة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى