حسام الدين مسعد - نص ( انكح بإسم ربك ) للكاتب عدي المختار مرآة يعكس العنف ضد المرأة في المجتمعات المتأسلمة

حين تطالع نص الكاتب المسرحي عدي المختار «إنكح بإسم ربك» هذا العنوان الصارخ والذي يحمل فجاجة لم يعهدها القارئ في عنواين النصوص المسرحية هذه الفجاجة كانت بمثابة عنصر الجذب الأول للقارئ الذي حاول تفسير العنوان لتكوين تخيل مبدئي عن النص لكنه وجد نفسه يغوص في الفاظ ومعاني وصور عدي المختار الذي جرد المكان وجرد الزمان في دعوة منه للقارئ ان يتجادل مع «الفتاة »الشخصية الرئيسية في نصه والذي يروي لنا قصة هذه الفتاة التي تدحرجت الى هذا العالم نتيجة خطيئة لأمها مع والدها رجل الدين الذي تنكر لنسبها.
ثم تعترضها الشخصيات الذكوريه التي تستبيح بكارتها بإسم الدين في رحلة جهاد النكاح الى ان تتحول الى متطرفة تمقت ذلك العنف الموجه ضدها في مشهد التماثيل الذكورية مقطوعة الرأس لتسخر من واقعها بالضحك علي حالها وفي رغبة منها لتغيير الواقع .
لقد استطاع عدي المختار ككاتب ان يعزف على اوتار التغيير الذي ينشده بداية من عنوان النص ومعارضة الآية القرأنيه «أقرأ باسم ربك» ليحل الفعل الأمر «انكح» في تغيير للمعرفة الأطلاعيه الى الفعل المستهجن ليطوعه حسب المعنى الكامن في النص ليشكل عامل جذب جدلي للقارئ ودعوة صريحه للغوص في الدال والمدلول للكشف عن المعنى الكامن في النص .
إن تجريد المكان والزمان يقود القارئ للبحث في إطلاقية هذا التجريد اي ان الكاتب لم يقصد المعنى الظاهر في النص وهو الفاجعة التي حدثت لتلك الفتاه .إنما قصديته ذهبت الى ابعد من ذلك حين اخبرتنا الفتاة كيف أتت الى هذا العالم بكلمة (تدحرجت) وهو لفظ يعبر عن استمرار سقوط الشيء وهو الأمر المستمر لسقوط الفتاه منذ ولادتها كطفلة خطيئه يلاحقها العار الي نهايتها الأنتقامية التطرفية.
إن عدي المختار قدم لنا وجبة من العنف الموجه ضد المرأة على مر العصور ونظرتها الخاصه لرجل الدين المتأسلم الذي يطوع النص القرآني حسب اهوائه الشخصيه وهذا التطويع الذي قصده الكاتب في عنوان النص كان للتأكيد على المعنى الكامن في النص وهو تحت ستار الدين ترتكب الفواحش .
لقد اختزل عدي المختار وظيفة المرأه في المجتمعات الى وظيفة النكاح ليبرز لنا اننا نواجه قبح مجتمع ذكوري ميكافيلي يتستر خلف عباءة الأديان ليسيطر على شعوبها وهذا كان المبرر لظهور امير الجماعة والشيخ و«احدهم » هذا المجهل الدال على شخصية ذكر ميكافيلي متأسلم.
ان الكاتب قدم لنا نص مسرحي اشبه بالمونودراما فهو يحكي معاناة لشخصية عن طريق السرد حتي ان الحوار مع شخصيات اخري كان من الأوقع ان تشخصه الفتاة كسخرية من الواقع الذي ابرزه الكاتب ببراعة من حيث استخدام اللفظ حتى بلوغ المعنى.
ان عدي المختار قدم لنا نص يعكس العنف الموجه ضد المرأة في المجتمع الذكوري المتأسلم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى