حسن شرف المرتضى - حَطَّابٌ كما تشتهي البُذور

ينامُ فوق الحلمِ رأسْ
كالصخرِ ليلاً عضّ فأسْ
ما سالَ من دمهِ دمٌ
لكن أحالَ القلبَ كأسْ
خشبيةٌ أيامُنا
ورمادُها عيشٌ كَرَمْسْ
ما عاد للحَطّابِ من
معنى سوى إحراقِ غرسْ
أنعيدُ غرسَ رمادِنا
حتى نُحيلَ الجذرَ عُرسْ
قابيلُ يا حطّابنا
أوقدتَ فينا كل نحسْ
أدخلتنا بوّابةً
فيها غدٌ من مثلِ أمسْ
تعبَ الغرابُ ولم يزلْ
قابيلُ يقتلُ كل نفسْ
أنعودُ طينًا لازبًا
لا نكترث من أي دهسْ
أمْ أنّ قتلًا آخرًا
يبدو شهيًا بعد حدسْ
إنّ اخضرارَ الموتِ من
بعد احمرارٍ صار أنسْ
من ماتَ موتًا أخضرًا
فهناك يحيا دون حبسْ
فالمشتهى لا ينتهي
ليس اخضرارُ الموتِ هلسْ
قابيلُ موتٌ أحمرٌ
يحتاجُ بالشهداءِ كنسْ
فالموتُ لا يطوى سوى
بالموتِ في هدفٍ وقُدسْ
الموتُ زاويةٌ لها
معنى جديدٌ بعد عكسْ
ورمادنا في قاعهِ
جذرٌ سينمو منه رأسْ
والحلمُ يبزغُ ثانيًا
من دون حطاب وفأس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى