السيد الجزايرلي - دالُ الجسد..

دالٌ..
تحطُّ على نهاياتِ الجسدْ
دالٌ..
تحطُّ على بداياتِ الدُّعاءْ
فلأيِّ دربٍ
سوفَ تحْملُكَ الرياحُ
وأنتَ مسلوبَ الإرادةِ
والرِّداءْ؟
كان السؤالُ مُلَغَّمًا في حَلْقِها
وبعينِها..
كانتْ تَلُمُّ الدمعَ من سَرْدِ النساءْ
وتُحيكُ ذنبًا مقنعًا
للساجدينَ على مواويلِ الغيابْ
كان السؤالُ مُلَغَّمًا
وأنا المحاصرُ باحتدامِ الأسئلةْ
ــ كيف اخْتزلتَ البحرَ في بعضِ الزبدْ؟
رتَّبْتَ قائمةً بأعضاءِ الجسدْ؟
ودَحَوْتَ أرضَ حبيبةٍ
(في جِيدِها حبلٌ).. مسدْ؟.
عشرون عامًا قد مضتْ
وأنا المحاصرُ باحتدامِ الأسئلةْ
ــ من أينَ يأتيكَ المدَدْ؟
من أيِّ ماءٍ ترتوي
وهوَى البحيرةِ
لم يَعُدْ يُلْقي السلامَ على أحدْ؟.
عشرون عامًا
والغريبُ
على يديهِ ظلالُ وشمٍ
قد يشيرُ إلى بلدْ
وظلالُ روحٍ
تزرعُ الصبَّارَ في حِجْرِ الحَجَرْ
فهل الغريبُ سيشتهي ملْحَ القُرَى
ويتوبُ عن ذنبِ السفرْ؟
كانت تُسائلُني البحيرةُ
عن طقوسِ البردِ في ليلِ المدنْ
وتقولُ لي:
يا أيها الريحُ التي خطَّتْ
على ريشِ النوارسِ حُلْمَهَا
صِدْقُ الحقائبِ كِذْبةٌ
ومحطَّةُ الأيامِ
قد تحتاجُ عمرًا ثانيًا
لتَمُرَّ من بابِ الوصولْ
فإلامَ يا قَمَرَ البحيـرةِ
نشتهيكَ
وأنتَ تُمْعنُ في الأفولْ؟
وإلامَ يا شمسَ الصباحِ المستباحِ
يحنُّ ظلُّكَ للحقولِ ولا تقولْ؟
عشرون عامًا
والسؤالُ بلا جوابْ
وتذاكرُ السفرِ المتاحةِ للذهابِ
تجاهلتْ حُلْمَ الإيابْ
فلْتغْفري..
إن كنتُ خوفًا
قد أَضَأْتُ الليلَ من وَهْمِ السَّرابْ
لا تُغْلقي الأبوابَ خلفَ قصيدتي
فَلَرُبَّما
تُنهي القصيدةُ صَمْتَها
وتردُّ قافيةَ الغيابْ
ولَرُبَّما
دالُ الدلالةِ تشتهي
خمرَ الحنينِ إلى الترابْ
عشرونَ عامًا قد مضتْ
والعشبُ يستجْدي السَّحابْ
لا ماءَ ينزلُ من علٍ
فيُرطِّبُ الوجهَ الذي ملَّ الجفافَ
ولا قصاصةَ من كتابِ النهرِ في كفِّ الولدْ
فاغسلْ بدالِ الدَّمعِ تمثالَ الجسدْ
وابدأْ صلاةَ الغيثِ من طلِّ الضُّحَى
ثم استعذْ
(من شرِّ حاسدٍ.. إذا حسدْ)
أنتَ المحاصرُ باحتدامِ الأسئلةْ
أنتَ المطاردُ بالإجابةِ للأبدْ
وأنا اختزنتُ النارَ مثلَ فراشةٍ
مسَّتْ حدودَ الموتِ
فاكتملَ العددْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى