محمد الكفراوي - حكاية الكائن الجميل الملعون.. متخذاً وضع الضحك

ومما يُحكي عنه أيضاً
عن أبيه عن أخيه عن ابن عمه
عن المغفل زوج جارته التي..
قال: إنه كان يتغذي علي العشب
ويمشي أثناء النوم ويتحدث بصوت خفيض
ولا يتشاجر مع أحد
ويعشق مؤخرات البنات
ويصلي في مساجد ذات تراخيص خاصة
– علي أية حال- هي غير تابعة لوزارة الأوقاف.
ومما يحكي عنه أيضاً:
أنه وهو طفل صغير – صغير جداً-
ضربته أمه بشدة
لم يبك – فقط- ألح في طلب الرضاعة
حتي تمكن من ثديها
وبأسنان صغيرة –صغيرة جداً-
نبتت فجأة
راح يضغط علي ثديها
حتي بكت
وبكي.
قالوا أن ثمة لعنة حلت علي الطفل
بحيث لم تنبت له أسنان بعد ذلك أبداً.
وذات مساء
-مساء بعيد جداً لا يتذكره أحد غيرها-
حكت أنها كانت معه
وأنها – دون قصد- أحبته
وتركته ينعس علي رجليها
سمعته يتحدث بصوت خفيض- خفيض جداً-
عن الرجال الذين يضحكون فقط لإظهار أسنانهم
وكأن السعادة لديهم مرتبطة بأذاه
تحدث عن المرأة التي تأتيه في النوم
تأخذه إلي أماكن لم يرها من قبل،
ينام علي رجليها،
وبيديها الصغيرتين تباعد ما بين شفتيه،
لتظهر له أسنان كبيرة – كبيرة جداً-
تنحني وتلعق أسنانه حتي تجعلها لامعة.
يحكي عن الألم الذي يشعر به
حين يصحو من النوم فيجد نفسه مصاباً
بالتهاب حاد في اللثةً.
حكي عن رغبته القديمة في الضحك
وخوف الأطفال منه لحظة شروعه في ذلك
بسبب منظر فمه المرعب.
حكي أيضاً عن أمه
التي رفضت أن ترضعه
بعد الحادث الأليم.
بعد ذلك ، لا أحد يعرف ماذا حدث بالتحديد
وحدها قالت : إن لعاباً لزجاً راح ينزل من فمه
حتي بدا مثل حيوان يموت.
وأنها راحت تبكي
حتي سقطت دمعة في فمه – دون أن تقصد-
أحس بها
وتذكر إيمانه القديم
بأن دموع امرأة تحب
قادرة علي خلق أي شئ .
بعد أيام قليلة
وجدوها علي سريرها عارية تماماً
وعلي ثديها آثار لأسنان غريبة
قالوا أنها ماتت إثر حادث تسمم أليم .
أما هو، فلا أحد يعرف أين اختفي
فقط يتحدثون عن شخص
يقف باستمرار في ميدان التحرير
متخذاً وضع الذين يضحكون بشدة
كاشفاً عن أسنان كبيرة – كبيرة جداً-

محمد الكفراوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى