حفيظة مسلك - يالجنونك يا امرأة .. التأويل بقلم : محمد الطايع.. النص السردي الادبي موضوع التأويل

حين تكون على يقين ألا أحد يهتم ، وتتأكد أن الأسماعَ غير مُنصتة ، يغدو بإمكانك تأسيس مسافة من الفهم الحر والصادق لذاتك ، وتصبح فكرة مخاطبة النفس بقوة ووضوح ، آخر تحدِيثات الخطاب الانساني المتاحة ، وهذه احدى ايجابيات .. زمن الفوضى الانانية ..
ولقد عبرت الكاتبة حفيظة مسلك عن كل هذا بداية من العنوان ، حيث تعلن كامل استغرابها من نفسها قائلة:
يا لجنونك يا امراة ..
والان أقول :
هل مازالت هناك فرصة لقراءتنا كما نحن ؟ هل مازال الناس يقرؤون الناس بما تلمح به الكلمات من معاني أخرى غير المعاني الانانية التي تتصدر الصورة ؟ في الغالب كل الذي يثير انتباه القراء ، تلك القصص المحمولة على أطباق التشويق والاثارة ، بما فيها من ترسيخ لثقافة الفضيحة ، والعبث والتطفل والفضول الأجوف ، تلك القصص التي تستظل كلماتها بالوقائع بينما تغفل وعن عمد أو حتى قلة حيلة ، قيمة الفائدة الممكن تحصليها من القراءة ، مادام جل القراء يبحثون عن الفائدة المباشرة كتلك التي تمنحها مؤلفات الربح السريع ، من نوع كتب النصائح التافهة ..
ماذا نستفيد من قراءة نص ما ؟ في الظاهر نوشك ان نقول : لاشيء ، لان الفائدة في حسبان الاغلبية مرتبطة بالربح او حتى الاقتراب من هدف رسم خطة نافعة تحقق الانتصار في معركة ما ، انما ما يفوت العابرين دون انتباه ، هي متعة الوقوف على كنه الذات الانسانية ، وذلك عبر اكتشاف قيمة المشاركة الفكرية والوجدانية للتجارب الاصعب . ولاعلاقة لذلك بكل ما له علاقة بالسهولة..
في حلقة مهمة ، من سلسلة طويلة من حلقات التعبير الحر المكافح لرفع وطأة الصمت ، والاشادة بمفهوم الصمود ، تكتب وكعادتها بالابر على آماق البصر ، الأديبة ( حفيظة مسلك ) نصا يعتمد الذات كمنطلق للتعبير والمحاورة ، ومنه الى فعل المكاشفة وتبيان مدى التضاد الكامن في قلب مجتمع يدعي ايمانه بالاختلاف بينما لانكاد نرى الا المزيد من دعوات الذوبان في المفاهيم العامة والتي لاأشك أنها مفاهيم بسطية ، رغم ماتحاوله من اغواء في محاولة لاقتراف العمق ، العمق الكاذب طبعا ..
وهي تكتب لاتعدك الكاتبة ، حفيظة مسلك بفرجة ولاترفيه ، فكل الواعدين ان لم يكذبوا أخلفوا الوعود ، انما تحاول جاهدة ان تجذب اهتمامك للتفاصيل التي تعتبر نواة هذه التجربة المخادعة تجربة الحياة عموما ، لذلك تجد النص خارج المألوف ، محبوك من جمل إن أنت فصلتها عن بعضها وجدتها شبيهة بما يمكن وصفه بالقصص القصيرة جدا ، وهذه رؤية فنية تعبيرية صادقة في حد ذاتها ، لان حياتنا عبارة عن مجموعة لامتناهية من القصص والمواقف التي تؤلف شكل الحياة في مجملها..
الكاتب الذي يحترم نفسه اولا ، لايمكن ألا يحترم القراء ، والعكس صحيح ، وكما هو شأن النص ، كل نص ، يتألف من أحرف وكلمات وجمل وفقرات ، هو مسؤولية الكاتب بالدرجة الاولى ، فالكاتب المحترم لن يغفل كلمة واحدة فيما يكتبه ، ولن يسمح للجمل الجاهزة والعبارات المتداولة أن تفسد عليه متعة التواصل ، لذلك تجده يجتهد في إعطاء كل مفردة حقها ، فان هو واصل على هذا النحو ، سوف يحصل من يقوم يتفكيك النص ، على كلمات ذات قيمة عالية ، وجمل كافية لسد نهم القراءة ، وفقرات قادرة على الاحتفاء باستقلاليتها عن النص عموما مع انها في خدمته وكأنها روافد نهر عظيم لامصب له ، اسميه دائما : الكتابة ..
تقول الكاتبة في أول النص:
في الواقع لا أعرف من يحرضني الآن على الكتابة ، أو من يدفعني للمجازفة بالمسميات البريئة و صياغتها بطريقة تجهيز حقيبة مرتبة لا يظهر منها السفح و لا اعوجاج الزوايا القائمة بذاتها ، هكذا و بكل بساطة أشاهد نفسي والأحداث المحيطة بي كدهشة تثير الذعر في روحي ولن تردني إلى وعيي ما دمت غبية بدرجة عاقلة جدا !
وإذن ، من هذا الذي يحرضنا جميعا على الكتابة ؟ و الان تحديدا ، مادامت الكتابة مغامرة يمكن أن تتسبب لنا في المزيد من مخاصمة الذات ، وذلك عندما ننجز نصا قد يراه غيرنا رائعا ، بينما ننظر نحن اليه نظرة الشفقة ، وذلك بعدما يحقق كل نص نكتبه جريمة خيانته لنا ، وهو يتنكر لحقيقتنا وينحاز للغة ومقضيات الخطاب العام ، بينما نحن حتما مختفلون عن هذا ، فلا اللباقة تنصفنا ولا السلامة اللغوية ولا الترتيب الممل للافكار ..
من أجل هذا تفكر الكاتبة حفيظة مسلك بكل جرأة ، أن تفرض سلطتها على الكتابة فلعلها تقول : إلى متى نخضع لاعراف اللغة العاقلة ؟ وقوانين الصورة المثالية ؟ فتخبرنا الكاتبة بكل وضوح .. انها مثلا ترفض تصفيف شعرها ، حيث تقول:
أي أنثى لا تسرح شعرها يوميا فهي في عداد المفقودين و حتى ناكري الجميل للحياة الطبيعية ، ليس من اللائق فعلها ولكن مؤخرا بدأت أتبنى المشهد طواعية و أمارسه عن قناعة ، يمر أمامي ويبعثر حضرتي في غياهب تمرد أشبه بالعناد و الضد لمفهوم العيش تحت ضوء السيطرة على الواجبات و الحقوق و حتى الغابر على عجلة من أمره... إنه العادي المخادع.
حسنا وكما هي الطبيعة البشرية ، مابين غلوها وتلطفها ، وبعد هذه الثورة على الخداع ، يعاودها الهدوء ، فتوسوس لها النفس الامارة بالقلق ، ألم يكن الرهان فاشلا ؟ رهان الكتابة !.. لكنها تقوم بحذف مثل هذه الكلمات المزعجة وتكتفي بالاعلان انها بخير وان قواها العقلية جيدة .. فكل المسألة أنه قد حققت بعض الاستجابة ، لفكرة تبني العزلة .. مع شغب الطفل الذي لايغادرنا ..
تقول الكاتبة :
لست حمقاء و لكن أتبنى الحمق و العزلة كلما خرجت عن السيطرة ، ناهيك عن شهوة التلصص المستفز للطفلة التي تسكنني ..
هنا لابد أن نلحظ أننا أمام نصف عزلة ، فلا أحد في الوقت الحالي ، بإمكانه أن يحفظ حواسه من واقعة التصادم اليومي مع صخب العالم وجنونه بسيطا كان أم مدويا مثل الانفجارات الكبرى ، هنا الجارة العنقاء والمجنون الرائع .. والاجهاض الذي يستحق الامتنان ، وهنا على سبيل التمثيل ، حفلة وأد فردية لغياب جماعي .. فكلما تناقص عدد الذين نحبهم ، تخففنا من ثقل الوعود والوفاء والمسؤوليات ، وأصبحنا في حل من طقوس النفاق العلني ..
تقول الكاتبة :
أما الصباحات تشعرني بالخوف و القلق ، لا أطيقها بتاتا و لا أتحمل كمية الأشواق في الأسواق ، وصوت القبلات الهرمة خارج نافذتي للنساء و الرجال مصافحة أو " مح مح " على إيقاع اليمين و الشمال ، ولا المواجع و الفواجع في الركل و الرفس للأعداء والأحبة ، ما بال الدنيا و قد صارت خيانة !؟
وماذا بعد كل هذا الانكشاف الصارخ لسوأة الانفس والعلاقات ؟ حسنا .. إننا مكرهون على قول الحقيقة ، حتى ونحن نتلذذ بتلفيق القصص ، وذاك ان الكذب يحتاج الى مخلية والخيال مهما كان جامحا لايتعدى كونه ابن الواقع المتمرد على قصوره وعجزه .. ونحن نصل الى الفقرة ماقبل الاخيرة نكاد نمسك بالدافع الحقيقي للكتابة ، والذي تساءلت عنه الكاتبة في بداية النص ، فهو المحرض الذي أشارت اليه في البداية .. والجواب على ما أعتقد ، موجود هنا حيث تقول حفيظة مسلك :
صباحا و في أحد الردود قالت لي إحداهن " يا أختي لا تقولي عنك معاقة بل قولي ذوي الإحتياجات الخاصة " بقيت برهة أتساءل كيف أجيبها و إن أجبتها فيجب علي كتابة مقالة حتى اوضح لها أن الأمر مشابه ليس فيه إساءة ،
واذن هل كان الجواب كافيا ؟ ربما نعم وربما لا ، لان الكتابة كما سلف الاعلان عنه في بداية النص ، مجازفة ، والحقيبة المرتبة ليست ابدا هي الصورة الصادقة عما نعيشه من فوضى ، هذا ومن أجل المزيد من التوضيح ، تلجأ الكاتبة لتشبيه ماتمر به من خذلان ووجع يومي قاهر ، الى شكل تعاملها مع ذاكرة الهاتف ، التي كلما امتلئت ، أفرغناها ، وكأن الصور الجديدة دائما هي الافضل ، بينما يبقى الماضي بأناسه وذكرياته مجرد غبار رماد جثث أحرقت نفسها بنفسها ذات خيانة ..
تقول الكاتبة :
لا يعنيني كثيرا مهاجمة كل مستحيل بقدر هوايتي في جمع أكبر عدد من الصور و تخزينها ، وعندما يعطيني هاتفي إشارة أن الأمر وصل إلى حده الأقصى أبدأ بالتفريغ و العودة إلى نفس الشيء كي أحرق صورا بصور أخرى ، عيبي يكمن في شد طرف خيط و تركه بينما أنا في أمس الحاجة إليه ، ربما هو الخوف من فقدانه كلما أردته أكثر ، طريقة جهنمية و غبية ولكنها طريفة لا غالب ولا مغلوب ..
وفي النهاية أقول لمن قرأ هذه الثرثرة ، هل توافقني الرأي .. أن الكاتبة حفيظة مسلك تعرف جيدا كيف تنتقي كلماتها ؟ وأن اللغة في عمق تكوينها لم تكن أبدا نتيجة صدفة ، فهي حاجة ضرورية لاكتمال الكائن البشري ، حيث يعتبر التواصل من أهم خصائصه ؟؟!!!
وحدها الكلمات تضمن لمن يعيرها كل احترامه وانتباهه ، حبل تواصل متين بينها وبين العالم ؟ لذلك أعتقد أن الكاتبة حفيظة مسلك ، ترفض أن تظهر بمظهر المثالية ، كنوع من الهدنة مع ما تفرضه الأذواق المستهلكة ، إنها ترى في الكتابة تلك الكاذبة الخائنة المخادعة التي وجب الحذر منها دائما وأبدا قبل الشروع فيها ، لانه من الأكيد أنها كذلك ، حين لاتتحدث عنا بشجاعة ، فنحن لسنا وصمة عار ، ولا غلطة قدر ، ولا فكرة هجينة ، فلماذا نخفي حقائق أنفسنا حين ندعي القدرة على خلق مسافة من التواصل مع الآخرين .. ؟ أبدا لم تكن الكتابة الكتابة الجيدة يوما : حقيبة سفر مرتبة ..
تقول الكاتبة مؤكدة شرف عدم انتمائها للعادي في آخر النص :
لم أشأ العبث بالباقي كي لا أظهر لكم مجنونة كاملة الأوصاف ، تأكدوا في اليوم الذي سأتحرر مني سأخبركم و لكن لا تخبروا أحدا حتى لا يشبهني إطلاقا.


============


محمد الطايع ..
النص الاصلي :
يا لجنونك يا امرأة!

في الواقع لا أعرف من يحرضني الآن على الكتابة ، أو من يدفعني للمجازفة بالمسميات البريئة و صياغتها بطريقة تجهيز حقيبة مرتبة لا يظهر منها السفح و لا اعوجاج الزوايا القائمة بذاتها ، هكذا و بكل بساطة أشاهد نفسي والأحداث المحيطة بي كدهشة تثير الذعر في روحي ولن تردني إلى وعيي ما دمت غبية بدرجة عاقلة جدا ! هكذا أجد في السعال او النباح ككلاب الحي المجاور الذي اعتدت على صوته بدل هدنة فورية تقوم مقام القطعة الواحدة او قطعة جوارب مثقوبة تستغل انتباهي كل صباح للنظر إليها و الإستئناس بشكلها البائس ، أي أنثى لا تسرح شعرها يوميا فهي في عداد المفقودين و حتى ناكري الجميل للحياة الطبيعية ، ليس من اللائق فعلها ولكن مؤخرا بدأت أتبنى المشهد طواعية و أمارسه عن قناعة ، يمر أمامي ويبعثر حضرتي في غياهب تمرد أشبه بالعناد و الضد لمفهوم العيش تحت ضوء السيطرة على الواجبات و الحقوق و حتى الغابر على عجلة من أمره... إنه العادي المخادع .
لست حمقاء و لكن أتبنى الحمق و العزلة كلما خرجت عن السيطرة ، ناهيك عن شهوة التلصص المستفز للطفلة التي تسكنني ، كالسيدة جارتنا التي تصيح كل ليلة و تمثل بصوتها صرخة العنقاء على إبنها " دخل الدار أطاسيلتك بركة من اللعب " ، كالسيد الذي يحل كل ليلة بحثا في حاوية الازبال عن الحديد الشديد و قارورات البلاستيك و الزجاج ، كالرائع ميمون الفاقد لعقله وإنزاله لسرواله حتى أخمص رجليه و تعداده الخطوات بصوت عال وصراخه الذي يجعل النوم يطير لكل سكان الواجهة المطلة على الشارع ، كأنا التي أقضي نصف الليل مستيقظة أبحث عن الخلاص و العدالة و أتفه الأسباب ، فتصيبني جنازة مهيبة لكل ما مضى ، أعرف أن سلاح الكلمات يفتك بالناس و غيرهم ممن ملك خدودا آلية للسقوط ولم يجد من فيتامينات الإخصاب غير " وجع كاذب " .
ما يجعلني ممتنة لهذا الإجهاض بإرادتي هو كمية البشر الذين صاروا رمادا بقلبي و جعلوا مني ضاحكة في عز حرارة صيف يذيب الدهون على أشكالها ، كحادثة سير أصابتني و لم تكمل خيرها و شرها ، لو تعلمون كمية الموتى و الجثث بخاطري لأدركتم معنى الحداد الحقيقي ، في حين من يحق لهم السكن في عمري قلة لكنهم بحجم السماء أحبهم ، يوجد في كل كفن ميت وما هو بميت بل حقيقة في طور التعفف او التعفن و قد تسبقهما الرحمة التي تحفر القبر و لا شك كل مصير هو بداية لأقدار سائرة نحو نهايتها ، مؤخرا أضع كفي على خدي كثيرا و أنتظر المساء لأحس أني بخير ولو كذبا ، أما الصباحات تشعرني بالخوف و القلق ، لا أطيقها بتاتا و لا أتحمل كمية الأشواق في الأسواق ، وصوت القبلات الهرمة خارج نافذتي للنساء و الرجال مصافحة أو " مح مح " على إيقاع اليمين و الشمال ، ولا المواجع و الفواجع في الركل و الرفس للأعداء والأحبة ، ما بال الدنيا و قد صارت خيانة !؟
صباحا و في أحد الردود قالت لي إحداهن " يا أختي لا تقولي عنك معاقة بل قولي ذوي الإحتياجات الخاصة " بقيت برهة أتساءل كيف أجيبها و إن أجبتها فيجب علي كتابة مقالة حتى اوضح لها أن الأمر مشابه ليس فيه إساءة ، فكرت في وضع آية لقوله تعالى " لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ" رب العباد و ذكر الصفة فهل هناك أرحم و أحن من الله ، انصرفت إلى عزلتي و أنا أتخبط في ولايات عقلي ، هل نحن بتلك الحساسية ولا نتقبل الحقيقة ، أنا عرجاء فهل علي أن آكل بعضي و أبكي و أشم رائحة الجيفة كي اتمرغ و أجفف بي الأرض ، الأمر بسيط أم أنني فقط تجاوزت التباكي منذ سنوات ...كنت سأكتب للأخت الكريمة أنه لا تهمني المصطلحات كيفما كانت ولو وقف أمامي أعتد المضاربين بسوق الإهانة و الشتم فلن يحرك شعرة من رأسي ، وضعت لها ردا مغايرا ومتأكدة من أنها لن تعود بنفس و حجم البداية ...فقط لأنها بريئة!

صمتا كثيرا ثم أواصل يومي كدجاجة تنقب الحيطان و الزوايا ، لا يعنيني كثيرا مهاجمة كل مستحيل بقدر هوايتي في جمع أكبر عدد من الصور و تخزينها ، وعندما يعطيني هاتفي إشارة أن الأمر وصل إلى حده الأقصى أبدأ بالتفريغ و العودة إلى نفس الشيء كي أحرق صورا بصور أخرى ، عيبي يكمن في شد طرف خيط و تركه بينما أنا في أمس الحاجة إليه ، ربما هو الخوف من فقدانه كلما أردته أكثر ، طريقة جهنمية و غبية ولكنها طريفة لا غالب ولا مغلوب ، لم أشأ العبث بالباقي كي لا أظهر لكم مجنونة كاملة الأوصاف ، تأكدوا في اليوم الذي سأتحرر مني سأخبركم و لكن لا تخبروا أحدا حتى لا يشبهني إطلاقا .

حفيظة مسلك


https://www.facebook.com/photo.php?...ujw1VV4LZVlRaDZ36kQj29CDMTrzzXsVP75dHyPHEgOTB

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى