أحمد جمال مدني - صافِحْ يدي والْتَمِسْ مِنْ نورِهَا قَبَسَا.. شعر

صافِحْ يدي والْتَمِسْ مِنْ نورِهَا قَبَسَا
ودُقَّ مِنْ أجلِ حُبِّي الجارفِ الجَرَسَا
حُمِّلتُ حُزْنَ المَسَاكينِ الذينَ أتَوْا
مشيًا على الماءِ كي لا يُزعجوا الحَرَسا
مُمزَّقينَ خطىً والحبُّ في دَمهِم
يُزوِّدون هَوًى يُزَّوَّدُونَ أَسَى
هُمُ الفوارسُ لكنْ بعدَ معرَكةٍ
مع الحياةِ انتقوا أن يتركوا الفَرَسَا
عُيونُهم لَمَعَتْ لا ضَوْءَ لاحَ بِها
لكنَّهُ الحُلْمُ في أحداقِهِم نَعَسَا
غَنَّى لَهُمْ قَمَرٌ في ليلِ غُربتِهِم
لمَّا الحنينُ على أكتافِهِمْ جَلَسَا
قد حَمَّلوني الذي ما ليس يُدركهُ
الجاثمون على أفواهِهِم خَرَسَا
ولجتُ في روحِهِم ما مَرَّةً جُرِحوا
إلا دمي من جراحٍ فيهِمُ انبَجَسَا
بَريدُهُم للمواعيدِ التي انتبهوا
لها ولم يدركوا صُبحًا ولا غَلَسَا
أتيتُ بالسرِّ من أقصى مواجِعِهم
أسعى عَسَى أن تردّوا المُتعبين عَسَى
لو تبصرون بقلبٍ لا بأعينِكُم
رأيتُمُ الحزنَ في أعماقِنا انعَكَسَا
خذوا الذي شِئتمُ روحي ربيعَ فَمي
قلبي وعمري خذوا العينين والنَّفَسَا
وصافحوني فَما من وردةٍ نبَتَت
إلا وسيفٌ بأحشائي قد انغَرسا
بالحُبِّ جئتُ وأحمالٌ على كتفي
زيتونةٌ ما أردتُ المَكرَ والوَلَسَا
أذَّنتُ بالحبِّ دينًا بينَكُم فَسَرَت
روحي وجُرحي تَولَّى بعدما عَبَسَا

___________________________
المُتعبون
من ديواني "قادمٌ من أقاصي الحنين"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى