أحمد جمال مدني - على جسدي ستركض الثورة.. شعر

عَلَى جَسَدي
أغْنيَاتٌ وحَلْوَى، كَمَنْجَاتُ حُزْنٍ
ودَمْعُ صَبيَّةْ

حدائقُ
مَحْفوفةٌ بانتظارٍ
فَمَنْ يَقْطفُ الوَرْدَةَ القُرْمزيَّةْ؟

عَلَى جَسَدي
وَشْمُ مَنْ سافروا في الغيابِ
وما أرسلوا لي تَحيَّةْ

إذا غابَ أبطالُ هذا الحضورِ
فكيفَ سَتَكْتَملُ المسْرحيَّةْ؟

عَلَى جسدي
تتكَسَّرُ آهاتُ حُزْنٍ
وتُشْرقُ شَمْسٌ فَتيَّةْ

إذا انكَشَفَ الصدْرُ
شَرْخٌ يطلُّ
يشعُّ ضياءً عَلى البشريَّةْ

فهَيْتَ لَكُمْ
يا غريبون عنْ ذاتِكُمْ
كي نَرُدَّ البلادَ القصيَّةْ

تدورُ الدوائرُ،
ينْسَدِلُ الليلُ
تبْدَأُ رحلتُنا الأبَديَّةْ

فوارسُ نصطادُ ما نَشْتهيهِ
فكيفَ سنتقنُ دَوْرَ الضحيَّةْ؟

نُحِبُّ الذي طَوَّحَ الوَرْدَ في الأفْقِ
لا مَنْ يُطَوِّحُ هذي الشظيَّةْ

هو الحُبُّ
لا جُثَثٌ لا دَمارٌ
ولا دَمْعُ ثَكْلى ولا بُنْدُقيَّةْ

نُحَاربُ بالحُبِّ أعْدَاءنا
ثُمَّ نَفْتَحُ أفواهَنَا الحَجريَّةْ

نقولُ، نموتُ، تعيشُ البلادُ،
وفي القَوْلِ تَكْمنُ كلُّ القضيَّةْ

هي الثوْرَةُ البِكْرُ _ بنتُ المساكينِ _تأتي ببسمَتِها المَرمريَّةْ

سيخرجُ للنورِ هذا الهتافُ
وتُبْعَثُ حَنْجَرَةُ الصدقِ حَيَّةْ

____________________
على جسدي ستركض الثورة
السويس 1/11/2016
من ديوان "قادم من أقاصي الحنين"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى