د. عادل الأسطة - الست كورونا : نابلس بعد يومين من الإغلاق (116)

أغلقت المدينة ليومي الجمعة والسبت ٢٧ و ٢٨ من تشرين الثاني والتزم أكثر الناس بيوتهم بغير إرادتهم ، وقد وقف الطقس إلى جانب الحكومة ، فأمطرت السماء مطرا غزيرا منذ الخميس واشتد البرد.
اليوم الأحد كانت السماء صافية ، مع أن الأجواء باردة ، وباستثناء السوق الشرقي ، حيث الأسعار أدنى وتكاد تكون مقبولة لكثيرين ، فإن الحركة في وسط المدينة وفي السوق الغربي لم تكن مزدحمة وعامرة ونشطة ازدحامها في السوق الشرقي ، وفي المقهى الذي جلست فيه ، في شارع حطين مقابل حلويات العكر ، لساعة ونصف لم يكن ثمة رواد .
أحد الأصدقاء قال لي:
- الناس أكثرها مكورنة .
وأخبرني قريب انه وأسرته وأيضا أمه عانوا من الجائحة ، فقد أصابهم الفايروس اللعين.
هل قلة الحركة يعود سببها إلى أن الشهر في نهايته ، وأن الناس تنتظر صرف الرواتب لتتبضع ، فتخرج من بيوتها لاستلام الراتب والشراء مرة واحدة؟
كان بائع الحامض / الليمون ينادي :
- الليمون الحامض
- حامض بيجي عالبال
- سبع منافع للحامض
- لا انفلونزا بعد اليوم .
وقد راقت هتافاته لاثنين من الجالسين في الشارع يتشمسان ، وقربهما صاحب المقهى ، فقال أحدهما:
- هاي قوية وجديدة
ولعله يقصد " بيجي عالبال يا حامض " أو " لا انفلونزا بعد اليوم " .
وعبارة " هاي قوية وجديدة " صارت تشيع مع أشرطة الفيديو التي يعقب فيها ساخرون سوريون على عبارات لا تروق لهم ، لحكام وزعماء وقادة ومسؤولين ، وليس فيها من الصدق شيء .
بائع الموز كان ينادي:
- أربعة كيلو بعشرة يا موز،
ويبدو الموز مهرمن فهو أقرب إلى الموز الصومالي .
الكورونا والبرد معا يجعلان الحياة صعبة ، ورغم خفتهما إلا أنهما يلقيان بظلالهما على النفس.
كانت نسوة يافا تخاطبن أزواجهن:
- يا بتروبني يا بطلقني ( عادة يافاوية للتنزه بعيدا عن البيت في احتفالات موسم النبي روبين ؟! ) ولا أدري ماذا كن سيقلن لو بقين في بلادهن واجتاحت مدينتهن الكورونا.
عانت يافا أيام غزو نابليون من الطاعون ، وبعد نصف قرن من هزيمته عانت من الكوليرا ، وهو ما أوردته ( ماري إليزا روجرز ) في يومياتها عن فلسطين بين ١٩٥٥ و١٩٥٩ " بيوت فلسطين".
مساء الخير
خربشات
٢٩ / ١١ / ٢٠٢٠



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى