"حين سعد مسعود بابن عمه" واحدة من قصص ستة كتبها إميل حبيبي ما بين نيسان 1968 وتشرين الأول من العام نفسه، ونشرها ابتداءً في مجلة "الجديد" التي أصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي، لتنشر، فيما بعد، في مجلة "الطريق" التي يصدرها الحزب الشيوعي اللبناني أولا، وفي كتاب في روايات الهلال في مصر، في مطلع العام 1969، مع رواية (فيركور): "صمت البحر"، وهي رواية من الأدب المقاوم، لاقت ذيوعاً وانتشارا واسعين في العالم العربي، وتناولها بالدرس د. طه حسين وآخرون، وتركت بصماتها في أدبنا العربي. ولم يكن إميل حبيبي،...
اللحظة الأخيرة هي التي جعلته يمزق مقاله الطارئ. ارتفعت الزغاريد ترافقها دقات الطبلة، فأدرك السبب. ثمة فرح ما لدى الجيران إذن، ولعله أخطأ حين لم يقرأ البطاقة التي أحضرت لعائلته. لو كان قرأها لعرف السبب مبكراً. في العاشرة صباحاً، صباح الجمعة كان الجيران، على غير العادة، أداروا المذياع أو المسجل أو الستيريو، وطربوا وأطربوا. كان الصوت مرتفعاً عالياً، كأن جهاز البث في منزلك لا في منزل الجيران. لم يثر ولم يصرخ على الجيران يطلب منهم أن يخفضوا صوت الجهاز، فإذا أرادوا أن يطربوا، فهو لا يريد أن يطرب....
السبت، الثالث عشر من حزيران، أصحو من نومي، كعادتي، في الخامسة. أصنع النسكفيه وأجلس على الشرفة لأستمتع بهدوء الصباح. كل شيء هادئ، وهذا أفضل شيء للمناسبة: سأبدأ عاماً جديداً، فقد أنهيت خمسة وخمسين عاماً. ياه لقد مرت، هل أقول بسرعة؟ لن يكون رأيي علمياً، فثمة ما مر منها سريعاً وثمة ما مر منها بطيئاً حتى لكان اليوم خمسة وخمسون عاماً. وستمر الساعات الأولى من النهار، ستمر وأنا وحيد وحيد. في الثامنة تقريباً سأتابع بعض الفضائيات: الجزيرة وفلسطين والعربية سأصغي إلى د. مصطفى البرغوثي من على شاشة...