أ. د. عادل الأسطة - أنا وطه حسين والألمان ومنهج ( برونتير ) الفرنسي :

في مقالاتي التي أكتبها ، ومن قبل في كتابي " اليهود في الأدب الفلسطيني " ( ١٩٩١ ) ، وهو رسالة الدكتوراه ، تتبعت موضوعا واحدا تتبعا تعاقبيا هو الكتابة عن اليهود في الأدب الفلسطيني ، وقسمت الدراسة إلى حقب زمانية .
في أثناء كتابتي أفدت من دراسات عديدة لدارسين عرب كتبوا عن اليهود في الأدب العربي ( محمد باكير علوان و صالح الطعمة ) ومن دراسة أستاذتي الألمانية روتراود فيلاندت " الأوروبي في الرواية العربية والمسرح العربي " . لاحظت تتبعهم للموضوع تتبعا تاريخيا ويبدو أنني نهجت نهجهم ، وفي هذه الأثناء اقتنيت كتابي ( اليزابيث فرنزل ) " موتيفات الأدب العالمي " و " مواد الأدب العالمي " وكتاب ( هورست و انجريد ديميريش ) " موتيفات وموضوعات الأدب العالمي " ولاحظت أن هؤلاء الثلاثة يتتبعون الفكرة أو الموضوع في الأدب العالمي منذ الأدب الاغريقي ، ويرصدون ما جد فيها . ربما تركت هذه الكتب علي ، بطريقة ما لاوعية ، تأثيرا كبيرا جدا .
عندما كنت أدرس النقد الاجتماعي التاريخي كنت استشهد بكتاب طه حسين " حديث الأربعاء " . التفت مثلا إلى تناوله موضوع ، كالغزل أو الخمر ، تناولا تعاقبيا . غزل العباس بن الأحنف في ضوء غزل الشعراء الجاهليين ، أو خمر أبو نواس في ضوء الخمر في الجاهلية وفي زمن الأمويين . هذا مؤكد لفت نظري وترك أثرا في دراساتي ،
ولكن الوعي النظري للمنهج التعاقبي التاريخي اكتسبته من المنهج الاجتماعي الماركسي ومنهج الفرنسي ( برونتير ) التاريخي .
لا يعزل الماركسيون الأعمال الجديدة عن سابقاتها وهم يدرسون الجديد في ضوء علاقته بالقديم ليرصدوا التطور ، وكان ( برونتير ) يدرس العمل الأدبي الجديد في ضوء الأعمال الأدبية السابقة . إن القيمة الأدبية للعمل الجديد تحددها الجديد الذي أتى به في ضوء جنسه . في ضوء أعمال الكاتب السابقة . في ضوء موقع الكاتب من أدبه الوطني فالقومي فالانساني ، وهذا اليوم جهد شاق جدا .
مقالي الأحد القادم لدفاتر الأيام الفلسطينية عنوانه " خبز الفلسطينيين المغمس بالدم " أتتبع فيه جوع الفلسطينيين في نماذج أدبية متعاقبة ، وقد فعلت هذا في كتابتي عن حرب غزة تحت عنوان " تداعيات حرب ٢٠٢٣ / ٢٠٢٤ " .
صباح الخير
خربشات عادل الاسطة
٥ / ٤ / ٢٠٢٤

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى