أ. د. عادل الأسطة - فيروز وشوارع القدس العتيقة...

العالم يا فيروز أصم أعمى
خبرهم أكثر من صوت عما صار ، زوبع في ضمائرهم ، فما صحت الضمائر حتى قال الشاعر :
" مات الضمير وشيعوا جثمانه
ما عاد في الدنيا ضمير يذكر "
وما صار يا فيروز يصير مثله الآن وأكثر . هل ستزورين غزة ، لتغني لها أم أن القلب كل ومل والعيون ضعفت والأقدام وهنت والصوت يخذل ؟
شوارع القدس العتيقة على حالها بقيت ، وبقي مواطنوها صامدين في بيوتها . ثمة بعض غزاة يا فيروز عددهم الشاعر تميم البرغوثي في قصيدته " في القدس " . ثمة قبور لهم ولا حياة لأحفادهم هنا . لقد عادوا من حيث جاؤوا وصاروا " الغزاة القدامي " وحل محلهم غزاة جدد .
شوارع القدس العتيقة يا فيروز على حالها باقية ومثلها مساجدها وكنائسها ولغة أهلها وأحفاد محرريها ، وما زال أحمد أبو سلعوم وحسام أبو عيشة يعرضان على خشبة مسارحها حكايات الذين رحلوا والذين بقوا وحكايات الغزاة القدامى والغزاة الجدد ويأكلان مع ضيوفهما الحمص والفلافل من مطعم أبو شكري . ما زالا دليلين سياحيين يرحبان بالزوار ويزوران قبر الشهيدة شيرين أبو عاقلة ، يحكيان قصة أبواب المدينة التي صدت وصمدت حتى نفدت الذخيرة ، يهبطان الطريق من باب الخليل ويصعدان يصعدان صوب باب العمود ، والصوت ما زال يزوبع يهدر ولكن ...
هل سيبعث الضمير كعنقاء الرماد لتزوبع فيه الأصوات ويصحو ؟
هل ستغني فيروز لغزة ؟ وهل ستصبح أغنيتها تعويضا لضياع المدينة ؟
أمس كان الصيد وفيرا ، وأمس تذكرت الشاعر المرحوم توفيق زياد :
" - لا تقولوا لي : انتصرنا
إن هذا النصر شر من هزيمة "
صباح الخير يا غزة
خربشات عادل الاسطة
٣٠ / ٣ / ٢٠٢٤

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى