أ. د. عادل الأسطة - محمود درويش - "في الرباط"...

" في مدينة الرباط ، المرفوعة على أمواج
الأطلسي العالية ، يمشي الشاعر على الشارع
بحثا عن مصادفة المعنى وعن معنى المصادفة .
يعرف النخيل جيدا ، ويسأل المارة عن
أسماء الأشجار الأخرى ، حاملة الخمر ، دون
أن يحصل على جواب واحد ، كما لو أن
الشجر وجهة نظر أو استعارة . لكن المارة يسألونه عن
وجهة نظر الاستعارة في قصيدة
ما نسي أنه كاتبها ، فلا يقدم جوابا واحدا ، كما لو أن الاستعارة شجرة مجهولة الاسم ،
من تحية إلى تحية يمشي الشاعر على الشارع كأنه يمشي في قصيدة غير مرئية ،
يفتتحها شيخ مغربي ينحني على كسرة خبز ...
....
.....
وللمغاربة أن يقولوا نحن من أوحى إليه !" .
أحيانا أسأل عما يقصده محمود درويش في قصيدة ما .
مرة ، في السكاكيني ، سألته عن قصيدة " طوبى لشيء لم يصل " من ديوانه " محاولة رقم ٧ " ومناسبة قولها ، فأجابني بأنه لم يعد يذكر .
قلت له :
في رثاء شهداء عملية فردان في بيروت في نيسان ١٩٧٣ ، فهم المقصودون في أسطر القصيدة .
قال لي :
- لم أعد أذكر .
تذكرت الحوار بيننا وأنا أقرأ قصيدته " في الرباط " من يوميات " أثر الفراشة " ولأن صديقنا الدكتور نبيل طنوس درس مؤخرا قصيدة قديمة للشاعر " الدانوب ليس أزرق " واستفسر عن ظروف نشأتها .
لعل في أسطر الشاعر المقتبسة ما يقلل من مقولة " قصد الشاعر " النقدية ويعزز من مقولة " المعنى في بطن القاريء " مقولة نظرية التلقي الألمانية ، ولكن مهلا :
- ماذا لو قرأ نقاد عديدون القصيدة قراءات متعددة وقد يكون أكثرها لم يدر بخلد الشاعر ؟!
خربشات عادل الاسطة
٣ / ٤ / ٢٠٢٤

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى