محمد عباس محمد عرابي - منهج ابن هشام الأنصاري في كتابه "شرح شذور الذهب" (رسالة ماجستير فـي اللغة العربية للباحث هارون الربابعة.. عرض

منهج ابن هشام الأنصاري في كتابه " شرح شذور الذهب للباحث / "
هارون ( محمد بدر الدين ) أحمد الربابعة،بإشراف الدكتور/محمود الحديد،وقدمت هذه الرسالة استكمالاً لمتطلبات درجة الماجستيـر فـي
اللغة العربية،كلية الدراسات العليا،الجامعة الأردنية،كانون الثاني : 2002م- ذو القعدة : 1422 هـ
وفيما يلي نص مقدمة الرسالة،ومكونات الدراسة ،ونتائجها كما ذكرها الباحث هارون ( محمد بدر الدين ) أحمد الربابعة،وهي على النحو التالي
مقدمة :
يقول الباحث هارون ( محمد بدر الدين ) أحمد الربابعة :هذا بحث في(منهج ابن هشام الأنصاري في كتابه (شرح شذور الذهب) وهو بهذا يتناول القضايا المنهجية لديه سواءٌ أسُبِقَ إليها أم كانت تمثل خصوصية منهجية ولا يخفى ما لدراسة منهج ابن هشام في (شرح شذور الذهب ) من فوائد ، فهو أولاً محاولة لتقريب ( شرح شذور الذهب ) إلى الطلاب حتى يتمكنوا من فهمه فهماً دقيقاً من خلال لفتهم إلى جملة من القضايا المنهجية في الكتاب التي تعد غاية في الأهمية . كما آمل أن يستفاد من هذا البحث في مجال تسهيل النحو وعرضه بأسلوب قريب إلى النفوس. كما آمل أن يكشف هذا البحث عن شيء من عبقرية علمائنا الأجلاء الذين أحرزوا قصب السبق في مختلف الميادين . فابن هشام قد ادخّر في ( شرح شذور الذهب ) عدداً من القضايا المنهجية التي تدل على عمق فهمه ، وسعة اطلاعه ، ولا ننس أنّ البحث في (منهج ابن هشام ) يكشف لنا عن قضايا هامة ما زالت بحاجة إلى البحث ، فقد كان ابن هشام يشير إلى قضايا هامة في كتابه ويوليها شيئاً من الاهتمام غير أنها تبقى بحاجة إلى من يتابعها ويبحثها بشكل وافٍ . ولا أدلَّ على ما أقول من كتاب ( صور تأليف الكلام عند ابن هشام) للدكتور محمود أحمد نحلة الذي يتكئ على قضية واحدة أوردها ابن هشام عن الصور التي يأتي عليها الكلام فقام الدكتور نحلة باستقصاء بقية الصور ثم رتب القضايا النحوية بناءً على الصور التي وضعها . يقول الدكتور نحلة: " فلقـد حرصت على أن يكون عنوان البحث(صور تأليف الكلام عند ابن هشام) على الرغم من أني خالفت الرجل منهجاً وطريقة وصف أحياناً ، وعلى الرغم من أنً تحليل الصور استمدّ من التراث النحوي كله من قبل ابن هشام ومن بعده اعترافاً بحق الرجل في الكشف عن هذه الظاهرة الأساسية في اللغة العربية. "
وهدف الدكتور نحلة من كل هذا هو : " الالتفات إلى ما في التراث النحوي من كنوز لا تزال في حاجة إلى الكشف عنها والإفادة منها ووضعها في مكانها اللائق بها في تاريخ الدرس اللغوي بعامة "
فإذا كانت فكرة واحدة لابن هشام قد ألهمت الدكتور نحلة فكرة تأليف كتابه ، فإن هنالك العديد من الأفكار الأخرى المختبئة بين ثنايا الكتب التي لا تزال بحاجة إلى من يظهرها ويبحثها وأرجو أن أكون قد كشفت عن بعضها في هذا البحث
أسباب اختيار البحث :
يقول الباحث هارون ( محمد بدر الدين ) أحمد الربابعة : جميع الأهداف السابقة للبحث كانت من أسباب استمراري في هذا البحث على الرغم من وعورة مسالكه ، أما السبب الرئيس لاختياري له فيعود إلى مرحلة البكالوريوس التي كنت أريد فيها أن أبحث في الشواهد القرآنية في شرح شذور الذهب وقد أحببت حينذاك أن امهد للموضوع بكلمة مختصرة عن ( منهج ابن هشام في الكتاب) . وما إن شرعت في استخراج النقاط المنهجية حتى وجدتها تصلح أن تكون بحثاً مستقلاً بذاته فاستخرت الله تعالى وتوجهت النية إلى البحث في هذا الموضوع– والحمد لله أولاً وآخراً.
وعندما بدأت البحث في هذا الموضوع وجدتني أنحت في صخر حتى أعبد مسالك هذا البحث بغية الوصول إلى نتائج مرضية، ذاك انه لم يكن بين يدي فيما أعلم بحث يختص بالحديث عن منهج ابن هشام في ( شرح شذور الذهب ) بالذات وعامة الكتب التي تكلمت عن منهج ابن هشام كانت تهتم بكتاب ( مغنى اللبيب ) كما في كتاب ( منهج ابن هشام من خلال كتاب المغني ) ، وكتاب ( ابن هشام النحوي " الذي أنصبّ جلّ اهتمامه على " مغنى اللبيب " وإن لم يصرح بذلك . مع أن " شرح شذور الذهب " جدير بالبحث و الدراسة خاصة أنه كتاب تعليمي راعى فيه مؤلفه حشد العديد من طاقاته في سبيل توضيح النحو ، فهو بهذا خير معين نستقي منه القضايا المنهجية المفيدة في الدرس النحوي
مكونات الدراسة :
يقول الباحث هارون ( محمد بدر الدين ) أحمد الربابعة : وقد منّ الله علي بإكمال هذا البحث فجاء في تمهيد وثلاثة فصول:
التمهيد : فقد عرفت فيه بابن هشام تعريفاً موجزاً ، ولم أطل في هذا الموضوع لأن هناك عدداً كبيراً من الكتب التي ترجمت لابن هشام قديماً وحديثاً ،
الفصل الأول:
فقد خصصته للحديث عن موقف ابن هشام من مصادر النحو: القرآن الكريم ، والحديث الشريف ، وكلام العرب شعراً ونثراً ، والإجماع، والقياس ، وقد جمعت ما أمكنني جمعه من القراءات المتواترة والشاذة لأن دراسة القراءات بمعزل عن معرفة تواترها وشذوذها تكون دراسة ليس فيها كبير قيمة .
الفصل الثاني:
فقد خصصته للحديث عن (منهج ابن هشام في شرح شذور الذهب) وقد ضم تحته عشرة مباحث هي : منهج ابن هشام في ترتيب المفردات النحوية ومنهجه في تفسير المصطلحات النحوية ، ومنهج ابن هشام في مناقشة النحاة ونقدهم والتأويل النحوي عند ابن هشام ، ومنهج ابن هشام في الإعراب ، وتكثيف الأمثلة في الشاهد الواحد ، والمناقشة العقلية، وذكر أقسام بعض حروف المعاني ، والاستطراد ، والتعرض للقضايا غير النحوية
الفصل الثالث:
فقد تضمن الحديث عن ( منهج ابن هشام في الميزان )
نتائج الدراسة :
فيما يلي نتائج الدراسة كما ذكرها للباحث / هارون ( محمد بدر الدين ) أحمد الربابعة:
1-لقد تبين أن ابن هشام قد أولى الآيات القرآنية اهتماماً بالغاً فقد أكثر منها حتى بلغت عدة الشواهد القرآنية سبعمائة شاهد قرآني. وقد اعتنى بهذه الشواهد عناية فائقة فوضّح معانيها أو معاني الكلمات الغامضة فيها، وأعرب بعضاً من الآيات وذكر أوجه الإعراب المختلفة في بعضها ، كما اعتنى بالقراءات القرآنية، وكان يستشهد بالقراءات المتواترة والشاذة أيضاً ، ثم يذكر الآراء المختلفة في تخريج بعضها ، ويعتمد على بعض القراءات للاستدلال على قضايا معينة.
2- أما موقف ابن هشام من الأحاديث فقد كان يستشهد بها ولا أدلّ على هذا من إيراده بعض الشواهد منفردة غير معززة بغيرها من الشواهد، وقد كنا ننتظر من ابن هشام –لكونه من أنصار الاستشهاد بالحديث الشريف–أن يكثر من الأحاديث المستشهد بها ، وأن يطرق قضايا نحوية جديدة بالاستئناس بما تمليه الشواهد الحديثية ، غير أنه لم يكثر من الأحاديث ، وهذه الأحاديث جاء بعضها لتفسير ألفاظ لغوية ، وجاء بعضها للاستدلال على قضايا متفق عليها، وجاء بعضها معززاً بغيره من الشواهد القرآنية ، وكلام العرب شعراً ونثراً.
3- أما الشعر العربي فقد اكثر ابن هشام من الاحتجاج به وقد كان يورد الأبيات الشعرية لأربعة أغراض: الاستشهاد ، أو التمثيل أو لاستطراف معناها أو نقدها ، أما كلام العرب نثراً فلم يكثر ابن هشام منه مع أنه يحتج به .
4-أما القضايا التي استدل عليها ابن هشام بالإجماع فقد كانت قليلة في مجموعها، وعندما يطلق ابن هشام لفظة الإجماع فقد يقصد بها إجماع البصريين والكوفيين وقد يقصد إجماع البصريين فقط ، فينبغي ألاّ نسلم بدعوى الإجماع مهما بلغت مرتبة العالم الذي صدر من هذا الحكم إلا بعد التحقق والتثبت.
5-ورد القياس في شرح شذور الذهب بثلاثة معان هي :
أ- القياس بمعنى محاكاة الكلام العربي في تركيبه وحركاته .
ب – القياس بمعنى مطابقة الكلام لطبيعة العربية في تراكيبها وأساليب استعمالها
ج- القياس بمعنى جواز إنشاء كلام جديد على منوال ما سمع من كلام العرب.
6- اتضح في هذا البحث أن منهج ابن هشام في ترتيب المسائل النحوية قد أدى إلى تشتيت المادة النحوية .
7-أما موقف ابن هشام من العلماء فقد اتبع في النقل عن العلماء سبلاً شتى ، ولعل هذا أسلوب التوثيق في ذلك العصر، كما كان يناقش العلماء ويستدرك عليهم ما فاتهم .
8- كان ابن هشام يفسر بعض المصطلحات النحوية تفسيراً لغوياً وفي هذا ما فيه من الفوائد التي لا تنكر ، كما كان ابن هشام يفرغ إلى التأويل إذا خالفت الآيات القرآنية قواعد النحو بدلاً من تصحيح القاعدة .
9-أما منهج ابن هشام في الإعراب فقد كان يختار في الإعراب أوضح العبارات التي تمثله ذاكراً الأوجه الإعرابية المختلفة مراعياً التأدب في إعرابه .
10-كان ابن هشام يكثر من الاستطراد في كتابه وهذا الأمر على الرغم من بعض فوائده إلا أنه قد يضع عقبات في طريق فهم الكتاب .
11-أما المسائل الصرفية فقد كان ابن هشام يدمج بينها وبين المسائل النحوية، بشكل محكم .
12- هناك عددٌ من المسائل المنهجية المختلفة الأخرى عند ابن هشام مثل :
أسلوب المناقشة العقلية ، وتكثيف الأمثلة المختلفة في الشاهد الواحد، وذكر الأقسام المختلفة لبعض حروف المعاني .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى