محمد عباس محمد عرابي - دلالات "المساء" في ديوان "رقوم على حواشي العمر" للشاعر عبد الرحمن حسن البارقي

للمساء عدة دلالات لدى الشعراء أبرزها: تذكر الأحباب بعد الغياب والحنين إلى الإياب، وتذكر الآهات والأوجاع والأحزان؛ لكننا حينما نقرأ ديوان رقوم على حواشي العمر للشاعر عبد الرحمن حسن البارقي نجد أن للمساء عدة دلالات أخرى من أبرزها :أن مساءات الدماء يبيت فيها من هو عذب شريانا معلّى، وأن كل الوجوه تصبغ بنبض المساء، وأن ثغر القصيدة ينسج في تفاصيل المسا، وأن عين الأمس تنخر في الصباح والمساء.
مساءات الدماء يبيت فيها من هو عذب شريانا معلّى :
بين الشاعر عبد الرحمن حسن البارقي أن " مساءات الدماء يبيت فيها من هو عذب شريانا معلّى " حيث يقول في قصيدة "كان عذبًا":
كان وجه الحب في الأفق صداه
كانت الأعين غرقى في تفاصيل بهاه
كانت الألوان صنوا ..تتروى من سناه
كان دفء الخائفين
وجهه بات شحوبًا
عمره بات غروبًا
صوته بات لغوبًا
بات شريانا معلّى في مساءات الدماء
بات رسًا لا يبالي باستغاثات الدلاء
صار آل الحائرين (1)
كل الوجوه تصبغ بنبض المساء
يبين الشاعر عبد الرحمن حسن البارقي في قصيدة "وحولي وجوه لها أقنعة " أن كل الوجوه تصبغ بنبض المساء حيث يقول :
مساء تعملق .... تعملق .... تعملق
وتصبغ كل الوجوه بنبض المساء
وتلبس كل الشفاه رموز الولاء
وتُهرع للآل كل الدلاء
وتبقى شموخًا
وتبقى حياة
وما حولك المومياء
فهبني إذن الرحيل إلى مقلتيك
أريد الحياة بلا أقنعة (2)
ثغر القصيدة ينسج في تفاصيل المسا
بين الشاعر عبد الرحمن حسن البارقي أن " ثغر القصيدة ينسج في تفاصيل المسا
" فيقول في قصيدة "عذرا؟!":
عذرا وقد ألهبت أربطة الحقائب ؟!
عذرا وقد ألجمت أفواه الرغائب ؟!
عذرا....
وماء القلب يهزأ من ترانيم السحائب ؟!
عذرا...
وأوردتي تلاشت في شرايين المصائب ؟!

عذرا ...وثغر القصيدة ما زال ينسج في تفاصيل المسا
والجرح ثاعبْ (3)
عين الأمس تنخر في الصباح والمساء:
بين الشاعر عبد الرحمن حسن البارقي أن " عين الأمس تنخر في الصباح والمساء
" فيقول في قصيدة "عذرا؟!":
ستظل عين الأمس تنخر في صباحك والمساء
وتقيم حولك من شظاياها خباءْ
تسقيك كأسا من أباريق العناءْ (4)



المراجع :
عبد الرحمن حسن البارقي: ديوان" رقوم على حواشي العمر"، المملكة العربية السعودية ،نادي المنطقة الشرقية الأدبي ،1431هـ

(1)عبد الرحمن حسن البارقي: ديوان" رقوم على حواشي العمر"، ص25- 26
(2)عبد الرحمن حسن البارقي: ديوان" رقوم على حواشي العمر"، قصيدة "وحولي وجوه لها أقنعة " ،ص56
(3)عبد الرحمن حسن البارقي: ديوان" رقوم على حواشي العمر"، قصيدة "عذرا؟!"،ص87
(4)نفسه
  • Like
التفاعلات: محمد عباس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى