د. خالد محمد عبدالغني - أغنية لعنترة.. شعر حسني الإتلاتي

من قصائده التي جذبتني نحو عالمه الشهري مبكرا هذه القصيدة ونلاحظ اتساق الشاعر مع تلك الروح القديمة في انتاج الشعر حيث تكرار شطر البيت ولقد نسيت ماذا يسمى هذا في الشعر لاني اكتب من الذاكرة الحالية، ولكني أذكر أن أقدم ما قيل في هذا ما قاله المهلهل في قصيدته "قربا مربط النعامة مني" فقد تلمس الشاعر حسني الاتلاتي تلك الروح العربية القديمة حين جاء الحديث عن عنترة الجاهلي القديم ايضا ولست على يقين انه فعل عمدي عقلي معرفي قام به الشاعر الاتلاتي ولكني على يقين بان اللاشعور الشخصي والعميق والدراسة الادبية القديمة في دراستة للغة العربية قد أملت عليه هذا الاستحضار لهذه الصيغة الفنية "من التكرار مثلما كرر المهلهل "قربا مربط النعامة مني " في كل ابيات القصيدة فيكرر الاتلاتي في مواضع عدة قوله "ولقد ذكرتك " وهو الشطر الاستهلالي لمعلقة عنترة، ولعل اهتامي يهذه القصيدة المبكر ربما لانها تماست مع جانب من اهتمامي الشخصي بعنترة حيث اني عاتبته في سعيه الدائم نحو معرفة أصله وكان الأولى به ان يتجه نحو توكيد علاقته بعبلة ولكن ربما الواقع العربي الجاهلي يومها كان يحافظ على تلك القيمة في النسب ما بين الشرف والعبودية التي حاول عنترة التخلص منها بالانتساب لأبيه الحقيقي ، واليكم القصيدة .

أغنية لعنترة .... شعر حسني الإتلاتي

ولقد ذكرتكِ والجراحُ نوازفُ
ولقد ذكرتكِ والهمومُ عواصفُ
ولقد ذكرتك ضائعا ومشردا
ولقد ذكرتكِ خائفا ومهددا
ولقد ذكرتكِ في اغترابي
ومدينة تلفظني طعاما للغياب
ولقد ذكرتكِ والحياةُ تضيق بي
والبحرً يَحطِم مركبي
والموج يهزأُ بي ويلعب بي
ولقد ذكرتكِ والرفاق تخون
لست أخونهم
ولقد ذكرتكِ في غيابة جُبهم
لا دلاء ولا مياه
ولقد ذكرتك والحياة تذيقني شظف الحياة
وغدا سيعلم إخوة غنيتهم وبكيتهم
حَرّ البكاءْ
فإذا قُتلتُ وسوف أُقتَل
هل يعيشُ بأرضنا غير اللصوص؟
وهل يُغني للقبيلةِ غيرُ مأجور الحداء ؟
فلسوف تذكرني القبيلة
أنني الولد الذي
صاغ القصائد للهوى والكبرياء
فأنا وريث الأرض والتاريخ والشعر المقاوم والرثاء
فلتذكريني في المساءْ
وفي الصباح
ولترسمي وجهي النحيل
على خد البنات السمر شارات الكفاحْ
ولتطعميني للصقور وللنسور وللجوارح
ما كان جسمي خائنا ليذوقه دود القبور
ولتلقمي عينيَّ للسفن البعيدة عن بلادي
للرجال النازحين المبعدين المتعبين السيئين الطيبين المثخنين من الجراح
وخذي ثياب للفقير
وخذي كتابي للضرير
يضيئ له
أنا ما كتبت سوى لوجه النور أشواق القصيدْ
وأنا جريدك والحديد
وأنا شهيدك حين يقصر عن مفاوزك الجنود
و خذي عظامي
اصلبي ظهر العجائز
قلبي لعاشقة تحن إلى فتى
دمعي لعين فتى بعيد عن فتاة
وخذي ذراعي
ساق فأس للزراعة
وترفقي بعد الممات بزوجتي و صغاري
فيهم بقايا من براءة
كنت أسقيهم مع الخجل الجراءة
ومع الطعام رغيف أشعار وقرآنا وأحلاما بثورة
أنا كنت أخبرهم بأن الصمت مثل الذل مثل الجبن عورة
فخذي صغاري للنهار
وخذي قصائد مدح كحل عيونك النوار
أيقونةً
تذكارْ
#حسني_الإتلاتي
أسوان مصر
من ديواني نقوش على جدار الروح 2014 نشر إقليمي فرع ثقافة أسوان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى