نوارة خنسا - خبز الرماد.. شعر

أن تطحن الرماد كل يومٍ
وتصنع منه خبزاً
ثم تأكلُ بقايا خيطٍ أسود
عالقٍ بين الجوع والشبع
أن تصل المحطة بلا قدم
وتجلس بلا ظهر على كرسي فارغ حتى من الهواء
ثم تمشي فقط لأنك أردت الطيران ثم تذكرت
أنك بلا قلب
أنك بلا جناح
أنا ورقة خرجتُ من كتاب ميت منذ زمن
نسيتني الأقلام والمحابر
والألوان
خرجت من بين اليدين واضحة
ومن تحت الأقدام أكثر وضوحاً
أنفر من اللون الأزرق
يظنون أنني تألمت كثيراً
فبقي عالقاً أثر الحزن
أحب اللون الأحمر ،
أقطع الأحزان كلها وأشرب دمها أسودَ
آخر مرة غسلت أمي ملابسها
نسيت أن تخرجني من جيبها ،
شربتُ ماءً رغم تعكره نقياً ورغم ملوحته حلواً
وعندما حملتني أمي قالت وهي تضحك :
أنني مثلها لا أقبل القسمة على التعب
أنا ورقةٌ مشاغبة
يلف الأطفال بي طعامهم
وبعد أن يأكلوا سندويشاتهم يرمونني مع ضحكاتهم حتى نلعب
ونشبع
ورقة حزينة
كتبها عاشق
أمسح يديه كل يوم وأبكي ..
أختلط بالأوراق التي تشبهني
التي لا تشبهني
أركض مع أوراق الشجر
أضرب ساقها أحياناً
وأجلس تحتها أحياناً أخرى
أحمل سراً من رجل يحكي حكاياته للمرآة
بقيت على نافذته ليلاً كاملاً خائفة
أن أشبهه !
تحرقني النار
وغيابك
يمزقني حزنك
وأمتلأ بيديك .
لست ثقيلة بما كتبوا
أنا ..
خفيفة أمام ضحكاتهم
ودمعةٌ واحدة .. تفتتني .

نوارة خنسا / سوريا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى