إيلينا أحمد - على طفولتي التي لا أذكر إلا قليلها

على طفولتي التي لا أذكر إلا قليلها
حين قالت لي أمي في رثاء العزيز
مهوّنة عليها أمر الفقد
مطالبة الرب أن ياخذ أولادها جميعهم
مقابل أن تسترد زوجها
حينما كانت تنام وحيدة
تحك الفراش بالدم
وتبلل الوسائد بالنقص
وفي الصباح تحاول أن تبرر اليتم
فتقول....
كان أبوكِ فارساً من حديد
يموتُ في المعاركِ مرتينِ
ويعود مُهندما
لا غبار يعلو لسانه
ولا جبينُه طاله التراب
ثابتاً بالحضور
عزيزاً إذا غاب
لا يقسو إلا معاودا الحنوّ
ولا يشتكي زيارة الخالات إلا لشدة خجله
وقد أحبه الله فحوّله لطير
ينقر نافذتك كلما جاع الوقت لِذِكره
وكنتِ الصبية التي تتجول خلفَ نسوةِ الحيِّ
باحثةً عن بابٍ تسامرُ فيه أمُّها أحاديثَ الجاراتِ المكررة
تفتحين ياقة الرداء
وترضعين من الثدين معاً
لتتصالحي مع اليُتم حين فسرتيه
بأن أباك تحول لثدي آخر
يرعاك وهو بالسماء
فلا يقاسمك فيه أحد
حتى الله...

إيلي...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى