محمد عباس محمد عرابي - الجروح والجراح في قصائد ديوان "بلابل الشوق" للشاعرة لطيفة العصيمي

يتناول هذا المقال الجروح و الجراح كما تناولتها الشاعرة لطيفة العصيمي في ديوانها " بلابل الشوق" حيث تبين أن ألم السعير على فقد الأب، وأنه يزيد جروح الفؤاد، وبينت أن الطير يشكو الجراح ، وفيما يلي ما قالته الشاعرة في ذلك :
فقد الأب يزيد جروح الفؤاد :
تبين الشاعرة في قصيدة (غروب الشمس) التي ترثي فيها أباها أبا فهد (رحمه الله )أن فقد الأب يزيد جروح الفؤاد فتقول :
أيا أرض المصيف ضممت قبرًا **
به لو تعلمي ..أبكى ضميري
بكيت على ثراه بدمع عيني**
وهل يجدي بكا القلب الكسير !
غروب الشمس أبكاني وقومي **
طووا رحلا ...ونادوا بالمسير
أبا فهد لكم مني دعاء ٌ**
بعد الوبل من غيم مطير
أبا فهد ولن أنساك دهري **
أبي ..حبي ..وأنعم بالعشير
أبا فهد رحلت وفي فؤادي **
جروح زادها ألم السعير
أبا فهد أودعكم ..ويأبى **
على القلب ينطق بالنظيرا (1)
الجراح لفقد الأب :
تحدثت الشاعر وهي ترثي أباها أبا فهد (رحمه الله ) في قصيدة (بلا وطن ) عن مدى الجراح لفقد الأب حيث تقول :
وسريره وسط (الهدا) في جوفه أبتي يئن
وطبيبه نفض الكفوف وقال قولا متزن
عجزت فنون طبيبكم هو لا إلى ..ولا لمن ؟
يا ويله نكأ الجراح ..وراح يمشي مطمئن ..
ليت الأبوة تشترى كانت ..ولو كثر الثمن ..
لفديته بالفلس والدينار واليورو و..ين
أهل البسيطة ..كلكم أنس وجن ..
الموت حتم لازم حتى و‘ن طال الزمن ..(2)
الطير يشكو الجراح :
تبين الشاعرة أن الطير يشكو الجراح فتقول في قصيدة (الطائر الجريح ):
أبعد الظلام سيأتي الصباح ؟!*** أتجري بما تشتهيه الرياح ؟!
أيرجع بالضرع ألبانه ؟!**أنشرب بعد الأجاج القراح ؟!
وعند البكور تغني الطيور ** وبالحب تغدو عند الرواح
تحلق حينا ..وحينا تروم ** كحرٍّ طليق إلى كل ساح
وأبصر طيرا بوجه كئيب ** ينكس رأسا ويشكو الجراح
ألا ليته يستطيع البكاء **أجهش منتحبًا ..واستراح !
كطير ..ولم يبق غير اسمه **كسير الفؤاد مهيض الجناح (3)
وفي نفس القصيدة تشير إلى أنه يرقص كلب على جرحه ،ويكثر في مسمعيه النباح فتقول :
ويرقص كلب على جرحه **ويكثر في مسمعيه النباح.
وتختم القصيدة بقولها :
فكان الكلام وكان الصراخ **وكان العويل فزاد الجراح . (4)


المراجع :
لطيفه العصيمي، ديوان " بلابل الشوق"،ط1 ، الطائف ،نادي الطائف الأدبي ،1432هـ/2011م




(1)لطيفة العصيمي، ديوان " بلابل الشوق"،ص13
(2)لطيفة العصيمي، ديوان " بلابل الشوق"،ص18- 19
(3)لطيفة العصيمي، ديوان " بلابل الشوق"،ص62
(4)لطيفة العصيمي، ديوان " بلابل الشوق"،ص63

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى