أماني حبيب يحيى - مقومات الممارسة النقدية في كتاب (الأمة والشعر_ نقد التفسير القومي للأدب في العراق).

يقول الأستاذ عبد الله إبراهيم في الفصل الثالث من كتابه [المطابقة والاختلاف]: (تقوم أيّة قراءة نقدية بوصفها فاعلية منشطة للنصوص الأدبية على ركيزتين أساسيتين: هما الرؤية التي يصدر عنها الناقد و المنهج الذي يتبعه لتحقيق الأهداف التي يتوخاها من قراءته)١. هذا ما وجدته متحققاً في كتاب [ الأمة والشعر _ نقد التفسير القومي للأدب في العراق ] للناقد كاظم حسن عسكر٢، إذ توفر الأساسان في هذه الدراسة الأول الرؤية الواضحة سواء الألمام بمادة الدراسة وموضوعها والعلم بهفواتها، أو تحديد غايتها، أي إنه على علمٍ بما يقوم به.
أما الأساس الآخر هو الألتزام بالمنهج الذي حُدد لتقوم عليه الدراسة. وهو تحليل الخطاب النقدي، من مميزات تطبيقه أنه لا يملي الأحكام على القارئ، بل يضع أمامه تحليلاً لبنية الخطاب القومي، ليكون مشاركاً في النص بعيداً عن استبداد الكاتب، بل يترك المساحة لوعي القارئ وأفقه الخاص.
كما توفرت مقومات أخرى منها، أن الناقد قدمَ خطاباً نقدياً موضوعياً، بعيداً عن الانحياز، و عمل على وصف الخطاب القومي وتحليله، بغية الوقوف على مفاصله المهمة، كذلك تميزت الدراسة بحساسية موضوعها، فسلط الضوء على حقبة جدلية في تاريخ العراق التي تمتد آثارها و تبعاتها إلى اليوم، إذ لن تتحقق الرؤية الواضحة للمستقبل دون إعادة النظر في الماضي ومساءلته، فما أحوجنا لنقدٍ يقترب من الواقع محاولاً معالجته. هذه هي مهمة النقد الحقيقية، التي نجح الناقد في ملامستها. ختاماً يسعنا القول إننا أمام ممارسة نقدية واعية تستحق القراءة والاحتفاء.
١- المطابقة والأختلاف، عبد الله إبراهيم، ٦٥، مؤمنون بلا حدود، الطبعة الأولى، المملكة المغربية، ٢٠١٧.
٢- الأمة والشعر_ نقد التفسير القومي للأدب في العراق، كاظم حسن عسكر، جامعة الكوفة سلسلة دراسات فكرية، الطبعة الأولى، بيروت، ٢٠٢١.
  • Like
التفاعلات: كاظم حسن عسكر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى